صحاب_2_

65 7 25
                                    

             - في هذا الأسبوع تبادلت عائلتي و الجيران الجدد الزيارات و تطورت العلاقة بين العائلنين بسرعة فائقة، فأصبح أبي يتجول كل يوم مع أب جود بالسيارة ليطلعه على البلاد و شوارعها المشهورة كما أن أمي و أم جود أصبحتا تتبادلان الوصفات التقليدية الخاصة ببلد كل منهما و شتى أنواع الأطباق ، في حين أنني لم أرى ذلك الفتى مجددا و ذلك لأنني لم أخرج إلى الشارع طيلة هذا الأسبوع بسبب الحر الصيفي ..

لكن اليوم و على غير العادة هطل المطر بغزارة في فترة الظهيرة و لم يدم سوى لحظات لكن السحاب ظل يغطي الشمس قليلا ، و قررت في ذلك الحين الخروج إلى مكاني المفضل ألا و هو عتبة الباب و رسم أي شيء من هذا المنظر الغريب *أمطار في الصيف*

و قد خرجت بالفعل و بدأت بالتأمل و قد لفتت نظري زهرة بنفسجية نمت بين حاشية العتبة و الأرض ، مكان غير معتاد لنمو الزهور، بدأت برسمها في الحال مركزة بتفاصيل هذه الأخيرة...

و في هذه الأحيان سمعت صوت إنفتاح باب المنزل المقابل ،رفعت رأسي لأرى من الذي خرج ، إنه جود  ..

أنزلت رأسي مرة أخرى و أكملت الرسم متجاهلة إياه ، لكنني لم أسمع صوت خطواته و قد خطر لي أنه دخل إلى منزله فرفعت رأسي مجددا لأتأكد ،

"هل انت مجنون أم ماذا !" تمتمت بعد رؤيتي لهذا المنظر

كان جود جالسا على عتبة منزله مسندا وجهه على يديه و يشاهدني بتلك العينان الواسعتان بصمت ...

رجعت لرسمي مرة أخرى لكني لم أعد أحس بالراحة كما كنت قبل قليل ، لأن هنالك فتا مجنونا يحدق بي الآن ،

"لماذا تراقبني هكذااا!" قلت بنبرة عالية بعد أن طفح كيلي

رفعت رأسي و إذا بي أرمي كراستي و قلمي بالأرض من شدة هلعي ..

إنه واقف يضحك أمامي الآن ..

"هل قمت بالهرب من مصحتك النفسية !" سألته بوجه متجهم

"لأ.. هربت من بلدي .." قال ضاحكا بنبرة حزينة و قد قام بوضع قطعة من الكرتون بجانبي ليجلس عليها لأن بقايا المطر لم تجف بعد ..

إنحنى ليحمل كراستي و قلمي اللذان كانا قد تبللا  ..

"بعتذر كتير، خربتلك هالرسمة الحلوة " قال و هو ينظر إلى رسمتي الغير مكتملة و أنا أشاهده بوجه خال من التعابير..

لن أقول أن بلل كراستي لم يحزني،لكنه لم يكن بذلك الحزن العميق لأن تلك الرسمة كانت الأولى بها ...

"هل أنت مجنون !"سألته بجدية

"حسيتي إني مجنون !" سأل مبتسما

"لا أعتقد أنه يوجد شخص سليم العقل يراقب الناس من بعيد و يتسلل إليهم و يفزعهم بهذه الطريقة " قلت له بعد أن ناولني كراستي

آلَــشّـآمِيWhere stories live. Discover now