- اليوم عطلة الأسبوع إستيقظت على الغداء لكنني مازلت نعسة بسبب نومي المتأخر ليلة البارحة ،بعد الغداء قررت الخروج إلى الشارع و الذهاب لحديقة الحي و إعادة محاولتي الرسم الرقمي ، و عندما وصلت هناك وجدته جالسا بإهمال مسندا رأسه على خلفية المقعد مغمضا عينيه يضع سماعاته بينما يديه داخل جيوبه.. جلست بجانبه و بقيت أشاهد قمة إسترخائه بالرغم من الصوت العالي للموسيقى الذي كان مسموعا من الخارج ..
أزلت سماعته التي من جانبي ووضعتها بأذني و قلدته بوضعية جلوسه ، بينما هو إلتفت لي مسندا رأسه و بقي يحدق بي بزمرديتيه اللتين كانتا تخبرانني أنه ليس بخير .. أسندت رأسي و أغمضت عيني لكنني أحسست أنه لايزال يحدق بي .."بدك شي مريم" سألني ببرود
"ليش زعلان !" سألته بينما أزلت سماعتي و سماعته بنفس الوقت
"مو زعلان " قال مختصرا الحديث
"بس ليش قاعد لحالك " سألته مجددا
"و ما بيقعد مع حالو إلا الزعلان "
"شبك " سألته للمرة الثالثة مع تجاهل جملته السابقة
"صايرة تسألي كتير قلتلك ما فيني شي أعطيني السماعات " قال بجدية
"بتعرف إني ما بعرف أتعامل مع الناس اللي داخلين بمرحلة كآبة متلك لهيك خبرني شو صايرلك بلا لف و دوران جود " قلت بنفاذ صبر بينما شددت قبضتي على سماعاته وراء ظهري
"ما صايرلي شي يا بنت إفهمي بقا " قال بغضب
"يلا خبرني أنا بسمعك " قلت متجاهلة إجابته للمرة الثانية
"مريم ، ما صايرلي شي أتركيني لحالي بترجاكي " قال و قد أكمل جملته بصوت مهتز
"صايرين صحاب ها! بس ما بدك تخبرني شو مزعلك ..إذا هيك باي جود "وضعت سماعاته أمامه و هممت بالذهاب
لكن أوقفني صوته العالي
"تخانقت مع طالب بالجامعة إرتحتي هلأ " قال بصوت عال
إلتفت إليه ببطئ ووجدته ينظر إلي بحزن ...
"ليش !" سألته
"تعي جنبي لخبرك " قال مربتا على المكان الشاغر بجانبه
"بس بدك تخبرني " قلت لأتأكد بيما جلست بمكاني مجددا
"إيه رح خبرك بس إسكتي و خليني أحكي " قال بإبتسامة إرتسمت بالكاد على شفتيه
أنت تقرأ
آلَــشّـآمِي
Non-Fictionجالسا على عتبة الباب شارد الذهن محدقا في اللاشيء... "شو شاغل بال هالشامي الحلو" قلت بنبرة إستفزازية "كم مرة صاير قلك إنو أنا مو شامي..أنا فلسطيني..في فرق يا بنت إفهمي" قال و هو يحشر إصبعه في رأسي "آآه.. خلص فهمت.. ما جاوبتني شو شاغل با...