_4_

48 7 15
                                    

             - اليوم عطلة الأسبوع إستيقظت على الغداء لكنني مازلت نعسة بسبب نومي المتأخر ليلة البارحة ،بعد الغداء قررت الخروج إلى الشارع و الذهاب لحديقة الحي و إعادة محاولتي الرسم الرقمي ، و عندما وصلت هناك وجدته جالسا بإهمال مسندا رأسه على خلفية المقعد مغمضا عينيه يضع سماعاته بينما يديه داخل جيوبه.. جلست بجانبه و بقيت أشاهد قمة إسترخائه بالرغم من الصوت العالي للموسيقى الذي كان مسموعا من الخارج ..
أزلت سماعته التي من جانبي ووضعتها بأذني و قلدته بوضعية جلوسه ، بينما هو إلتفت لي مسندا رأسه و بقي يحدق بي بزمرديتيه اللتين كانتا تخبرانني أنه ليس بخير .. أسندت رأسي و أغمضت عيني لكنني أحسست أنه لايزال يحدق بي ..

"بدك شي مريم" سألني ببرود

"ليش زعلان !" سألته بينما أزلت سماعتي و سماعته بنفس الوقت

"مو زعلان " قال مختصرا الحديث

"بس ليش قاعد لحالك " سألته مجددا

"و ما بيقعد مع حالو إلا الزعلان "

"شبك " سألته للمرة الثالثة مع تجاهل جملته السابقة

"صايرة تسألي كتير قلتلك ما فيني شي أعطيني السماعات " قال بجدية

"بتعرف إني ما بعرف أتعامل مع الناس اللي داخلين بمرحلة كآبة متلك لهيك خبرني شو صايرلك بلا لف و دوران جود " قلت بنفاذ صبر بينما شددت قبضتي على سماعاته وراء ظهري

"ما صايرلي شي يا بنت إفهمي بقا " قال بغضب

"يلا خبرني أنا بسمعك " قلت متجاهلة إجابته للمرة الثانية

"مريم ، ما صايرلي شي أتركيني لحالي بترجاكي " قال و قد أكمل جملته بصوت مهتز

"صايرين صحاب ها! بس ما بدك تخبرني شو مزعلك ..إذا هيك باي جود "وضعت سماعاته أمامه و هممت بالذهاب

         لكن أوقفني صوته العالي

"تخانقت مع طالب بالجامعة إرتحتي هلأ " قال بصوت عال

إلتفت إليه ببطئ ووجدته ينظر إلي بحزن ...

"ليش !" سألته

"تعي جنبي لخبرك " قال مربتا على المكان الشاغر بجانبه

"بس بدك تخبرني " قلت لأتأكد بيما جلست بمكاني مجددا

"إيه رح خبرك بس إسكتي و خليني أحكي " قال بإبتسامة إرتسمت بالكاد على شفتيه

آلَــشّـآمِيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن