الطنطورية

417 14 1
                                    

كنت أشعر منذ البداية أن رواية الطنطورية مرتبطة بثلاثية غرناطة لأن الفكرة تكونت في رأسي منذ زمن منذ أنهيت ثلاثية غرناطة عرفت بأن الأندلس تشبه فلسطين إلى حد كبير بل هي الوجه الآخر لفلسطين، رضوى أرادت أن نفهم وأن يفهم كل قارئ أن التاريخ يعيد نفسه بنف...

اوووه! هذه الصورة لا تتبع إرشادات المحتوى الخاصة بنا. لمتابعة النشر، يرجى إزالتها أو تحميل صورة أخرى.




كنت أشعر منذ البداية أن رواية الطنطورية مرتبطة بثلاثية غرناطة لأن الفكرة تكونت في رأسي منذ زمن منذ أنهيت ثلاثية غرناطة عرفت بأن الأندلس تشبه فلسطين إلى حد كبير بل هي الوجه الآخر لفلسطين، رضوى أرادت أن نفهم وأن يفهم كل قارئ أن التاريخ يعيد نفسه بنفس القسوة بنفس الأخطاء وللأسف نحن لا ننتبه، نحن ننسى، نحن نتجاهل. نحب أن نبرر تقاعس العرب بعبارات ك" الفلسطينيون باعوا أرضهم" ولكن أحدهم لا يعرف بأن الفلسطينيون أحتفظوا بمفاتيح منازلهم عندما أخرجوا قصراً من بلادهم.

في الحقيقة في نظري كانت ثلاثية غرناطة في جميع المقاييس أفضل من الطنطورية لهذا كان سقف توقعاتي عالياً جداً عندما بدأت قراءة الطنطورية ولكن رغم كل شيء مازالت رضوى عاشور بنظري عبقرية ومبدعة لأن كتابة رواية كطنطورية تنقلنا عبر الزمن لنعيش تفاصيل ما حصل في فلسطين بطريقة جعلتني كقارئة أرغب بمتابعة القراءة، أعيش مع الشخصيات أمر رائع حقاً ويستحق الكثير من الاحترام والحب لكاتبة عظيمة كرضوى.

في النهاية هناك نقطة ظللت أتردد في كتابتها ولكنني قررت أن أكتبها لأن الأمر لم يبدو صدفة أبداً بالنسبة لي. أعرف تماماً بأن الإيمان بالله يختلف من شخص إلى شخص ولكن لست أفهم لماذا أصرت رضوى على إظهار جانب السخط على إرادة الله وقدره في رواية الطنطورية وكذلك ثلاثية غرناطة، أعرف بأن الواقع لا يجعلنا ننكر أن هناك مثل هؤلاء الأشخاص في الحياة ولكن تجسيد تلك الظاهرة على لسان ودواخل الشخصيات الرئيسية لهو ظلم كبير وتعميم غير حقيقي. يوجد مئات الأمهات الفلسطينيات اللات صبرن على استشهاد أولادهن وكن يحمدن الله دوماً  لذلك لم أفهم دافع رضوى وسبب لي هذا الأمر نفوراً حقيقياً.العائلة التي دارت الأحداث حولها في الرواية عائلة فلسطينية مسلمة ولم يكن هناك أي مظاهر للإسلام لا أعلم إن كانت هذه حقيقة رغم أنني أعرف جيداً بأن هناك عوائل فلسطينية كثيرة متدينة لذلك لم أفهم لماذا ظهرت الشخصيات الرئيسية على هذا النحو. رقية تظهر ساخطة على إرادة الله وقدره وأولادها ينطقون بعبارات تكفيرية ويشربون الوسكي، حاولت أن أفهم الغرض من إظهار الشخصيات الرئيسية على هذا النحو ولم أفهم.

ختاماً أقول لا أنكر كم أحببت هذه الرواية، أحببت أسلوب رضوى، دقتها في نقل الأحداث التاريخية، الحبكة المشوقة، الوصف يجعلني أشعر بأنني عشت كل الأحداث وكالعادة ترغمني رضوى على البكاء. بكيت عدة مرات، اكتأبت كثيراً ولكن قلم رضوى حقيقي، قلم رضوى يكتب الحقيقة بلا زيف.

بين دفتي كتاب حيث تعيش القصص. اكتشف الآن