خرائط التيه

361 11 2
                                    

خرائط التيه أو خرائط الألم هكذا سميتها ولا فرق بين الاسمين ولعل أول ما يخطر لذهن الإنسان عند سماع كلمة التيه هو الألم حتى مع إختلاف نوع التيه ذاك

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

خرائط التيه أو خرائط الألم هكذا سميتها ولا فرق بين الاسمين ولعل أول ما يخطر لذهن الإنسان عند سماع كلمة التيه هو الألم حتى مع إختلاف نوع التيه ذاك. ترى أي نوع من التيه ذاك الذي ستتحدث عنه الكاتبة أهو تيه المشاعر، التيه المجازي، أم تيه الضياع عن مكان ما أو شخص ما؟ في الحقيقة لم يقتصر الأمر على طرح النوع الثاني من التيه ذاك الذي جعل مشاري الطفل الصغير يتيه عن والديه في الحرم أثناء الطوفان حول الكعبة بل طرح التيه الأول أيضاً ذاك الذي جعل والد مشاري يتخبط بين ما كان يؤمن به وما تعرض له من ألم نتيجة فقدان ابنه الصغير الوحيد والذي جعله يفقد إيمانه بوجود الله. الجدير بالذكر بأن الكاتبة عرضت جانبين للبشر في محيط صغير، محيط عائلة مشاري حيث يوجد ذلك الإنسان الذي توقظه المحن لتعيده إلى الله وتقوي إيمانه وتجعله يتمسك بالله أكثر من ما سبق وذلك النوع من البشر الذي يبتعد كثيراً والذي تضعفه المصاعب إلى درجة تبعده عن الله حتى يفقد الإحساس بوجوده وتقوده إلى الإلحاد. 

"ماذا لو كانت قيمة الإنسان ميتاً أعلى منها حياً؟" اقتباس يختصر الكثير من أحداث الرواية ويمثل الواقع الأليم. ما وصفته الكاتبة عن ضياع مشاري ورحلة البحث عنه جعلتني اتقمص الدور إلى درجة كبيرة دفعتني إلى الشعور بأن ولدي هو الضائع ولن أنسى انهيار أعصابي في القسم الأخير من الرواية إلى درجة أنني بت غير قادرة على الانتظار أكثر فأنهيت القسم الأخير دفعةً واحدة و أنا أبكي كثيراً. بعد هذه الرواية أستطيع منح بثينة العيسى جائزة في القدرة على إتلاف أعصاب القارئ بجدارة إلى جانب إلامه ومنحه الأمل بلا جدوى.

تضمنت الرواية مشاهداً لاغتصاب أطفال مبالغ بها مع أنها حرصت على تشفيرها نوعاً ما إلا أنها لم ترق لي أبداً، هي تخدم سياق الرواية بالتأكيد في نظر الكاتبة ولكن أنا نفسي وجدت مبالغة بعض الشيء واستنكرت شيئاً آخر وهو تدين إحدى المغتصبين وحرصه على الصلاة و أنا أعلم جيداً بأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر فكيف له أن يفعل ما فعله دون أن يشعر بالندم حتى أو أن يتراجع لمرة خاصةً بأن الأمر حدث أكثر من مرة وهذا يخالف الواقع في نظري. لم تخدم جميع المشاهد الحبكة برأيي بل كانت مبتذلة.

للكاتبة أسلوب رائع في السرد وتسلسل الحبكة، شعرت بأن كلماتها تصل إلى أعماق القلب و أسلوبها مؤثر إلى حد كبير . أعتقد بأن التيه لم يكن مقدراً على الشخصيات فقط بل على كل قارئ عاش داخل رحاب هذا العمل بجميع جوارحه متأثرا ً و متفاعلاً مع قلم بثينة العيسى، قلم الألم والعذاب.

 أعتقد بأن التيه لم يكن مقدراً على الشخصيات فقط بل على كل قارئ عاش داخل رحاب هذا العمل بجميع جوارحه متأثرا  ً و متفاعلاً مع قلم بثينة العيسى، قلم الألم والعذاب

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
بين دفتي كتاب Where stories live. Discover now