رسالة من مجهولة

374 20 3
                                    

و مع قراءة أخر سطور  هذا العمل أدركت بأنه ليس نوعي المفضل و ما كنت لاختار قراءته بلو علمت ما فيه

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

و مع قراءة أخر سطور  هذا العمل أدركت بأنه ليس نوعي المفضل و ما كنت لاختار قراءته بلو علمت ما فيه. يبدأ العمل بمقدمة بسيطة قصيرة عن رجل يطلع على كومة الرسائل التي وصلته ليجد ظرفاً يحوي على دستتين من الأوراق و قد كان المرسل مجهولاً. سنوات طويلة من العذاب أختصرتها هذه البطلة المجهولة برسالة طويلة تحدث فيها مستلم الرسالة عن حبها منذ أن ولد حتى ماتت دون أن يموت. لم يكن عمق العمل ليكسر لدي قناعة خاصة و هي أن الحب لا يمكن أن يدوم إلى هذه الدرجة التي يستنذف فيها كل مافي الإنسان فيجعله روحاً بلا جسد أو جسداً بلا روح أو كلاهما على حد سواء. استفزني كيف أن لمرأة أن تذر كل ما فيها لرجل لم يعرها أي اهتمام يوماً و لم يعطها سوى اهتماماً وضيعاً كان إهانةً لها بعينه. ربما كنت لاقتنع أكثر لو كانت تلك العاشقة مجهولة و أعني بذلك أن لا تكون على علاقة بالشخص الذي تحبه أبداً . لم يكن ذلك المحبوب سوى زير نساء بنظري لا يستحق أي اهتمام من تلك المرأة. ما أغاظني أكثر هو أنها مع معاتبتها الساخرة له في أوج لحظات حزنها و ألمها كانت غير نادمة، غير نادمة على تقديم حياتها على طبق من ذهب أو أكثر طبق من ألماس لشخص لم يتذكرها و لن يتذكرها سوى لأنها أصبحت محض ذكرى عابرة، شبح مرأة بائسة ميتة. كانت حتى آخر لحظة تتوانى عن إزعاجه أو الاعتراف، لماذا ستختار مرأة لنفسها هذا؟ ما كنت لأجد جواباً . أهو لحب سخيف؟ نعم يصبح الحب سخيفاً عندما نمنح حبنا لمن لا يستحقه، عندما نعيش التعاسة و العذاب و الفقر  و لماذا أحبته ما السبب؟ ببساطة لا سبب ابتسامة سخيفة بشوشة يمنحها لكل امرأة، يقضي حياته يعبث. عادةً ما يكون حب المراهقة بلا معنى و غالباً ما نضحك على أنفسنا عندما نتذكر مواقف طريفة عنه و قدم هذا العمل نقيض ذلك، فأحبت المجهولة جارهم الجديد عندما كانت في الثالثة عشر و بقيت تحبه حتى أواخر الثلاثينات من عمرها و عندما أبعدت عن الشقة التي عاشت فيها في السادسة عشر لتعيش مع أمها و زوج أمها الجديد ظلت تصر على العودة و عادت بالفعل بعد عامين لتعود لعادتها القديمة و هي مراقبة جارهم حتى صدف في مرة أن رأها عدة مرة فانتهى به المطاف بالتحدث معها و دعوتها للعشاء ثم دعوتها إلى بيته و هي ببساطة توافق. و تمر عشر سنوات ليقابلها من جديد ربما هو فعلاً قد نسيها وقتها فكيف له أن يتذكرها و هو يرى وجوه نساء كثيرة و لكن كيف نسيها بعد عامين فقط و قد كانت جارته في البيت المجاور لابد بأنه قد لمحها عدة مرات على الأقل طيلة العامين. ما أحدث في نفسي صدمة قوية هو عندما لمحها الخادم الخاص بالبطل و من نظرة واحدة عرفها و هو الذي لم يراها بقدر ما رأها سيده خاصةً و قد مر وقت طويل على اخر مرة قابلها مقارنةً بسيده و لكن عندها فقد ختمت المجهولة معاناتها لتتحدث عن آخر لحظاتها عن ابنها و ابنه الذي فارق الحياة أمامها. رغم كل الاستفزاز الذي شعرت به إلا أنني لا انكر كم نجح الكاتب بتجسيد القصة و سردها بكل عناية و خلق أجواءها بطريقة بديعة. لم تكن من ذلك النوع الذي يقنعني أو أحبه و لكنه جيدة بالنسبة للسرد و المونولوج النفسي الذي جعلني أتأثر رغم عدم اقتناعي بكل ما أقدمت المجهولة على فعله و ما قدمته من تضحيات لم يكن لها معنى بنظري فعندما تكسر المرأة كبرياءها بتلك الطريقة تصبح بالنسبة لي مجرد متهورة ذات تصرفات حمقاء.

بين دفتي كتاب Where stories live. Discover now