المشهد التاسع

143 31 26
                                    


تشانيول لم يكُن يلقى أيّ تحسن، وفي هذه الأيامِ القليلةِ المنصرمةِ كنتُ أكِدُّ لأعرف أي طريقة أداويه أنا بها. كثفتُ البحث في حواسيب المختبر عن أي معلومةٍ عن الإشعاع. حاولتُ حتى تفسير أحلامي التي بدأت تكون أكثر تعقيدًا، وبعد كل هذا لم أستفد سوى معرفة أني لن أجد إجابة.

سمعتُ ضرب الأقدامِ تعلن وصول الوردية الثالثة، أطفأتُ الحاسوب وغادرت بسرعة. ألمح جسد تشانيول المتدهور قبل أن أتوجه نحوَ الكافتيريا للغداء. الطعام الذي أضايقه بعصيَّ بدل أكله، جالسًا بمفردي وأفكر.

بحلم الليلة الماضية، كان أقل حيويةً وووضوحًا من الباقين. الكثير من المشاهد لمجموعة صغيرة من البشر يختفون ويجرون وويزحفون في مساحة شاسعة، العالم الميت تبادر لذهني ساعتها. همسٌ غريب لكلمة الوداع بعدة لغات تردد صداها في رأسي. غطيتُ رأسي أضع العالم حولي خارجًا بينما أضع كل تركيزي في مغزى الحلم.

أفكارٌ شتى تتجمعُ ثم تتلاشى بعيدًا حين لا تترابط. وضعت العيدان أتنهد بإجباط. مسدتُ خلف عنقي ونهضتُ من مقعدي لأرمي الطعام وأعود للغرفة. عندها صفعتني:

أحتاجُ الإنعتاق. أحتاجُ إلى أن أطلق سراح الجميعِ من هذا المكان.

هذا يصنع مشهدًا كاملًا. البشر يجرون في الأرض الفسيحة بعد أن يتحرروا من هذا المكان اللعين الذي حُبسنا فيه لمدة. كلمة الوداع لا ترمز سوى للمغادرة دون رجعة. ابتسامة رضًى اجتاحت وجهي إثر ما أدركت، سارعتُ بفض صينية طعامي.

ومن اللامكان ظهر صوت حمحمة خلفي "بيون بيكهيون، نحن نحتاجك في المركز الصحي على أعجل ما يمكن" صوتٌ وديعٌ قال. برمتُ جسدي لأقابل ببصري امرأة متوسطة العمر بزيّ طبي. وبطاقتها التعريفية تقول.

لي سوجين

رئيسة الجمعية الخدمية الطبية لجمهورة كوريا

(MSARK)

تلك التي حلت محل هيونغ.

"أ-أجل مدام" تلعثمتُ مشدوهًا. أطرقت رأسها باستحسانٍ ومضت. تبعتها للمركز الصحي حين تدفقت الأسئلة لعقلي. خطوتُ للغرفة يتلو ذلك اتصال بصري مع الرئيس جايشين. وثلاثة حراسٍ يقفون صفًا خلفه، يمنعون عني رؤية تشانيول الذي يستلقي خلفهم مباشرة.

"يبون بيكهيون، سيتوجب عليك القدوم معي، لدي بضعة أخبارٍ لك" أعلن الرئيس بصوت جدي أشبه بالآلة مقارنةً بكل مرة حادثني قبلها. ياللعجب.

"مع كل دواعي الاحترام سيدي، هل لي أن أسأل السبب؟" سألتُ بضيقٍ من الجدية التي غمرت الجو.

"لا تقلق؛ فقط أريد مجادثتك بشكل منفرد. لُطفًا تعال معي" أجاب. تمكنتُ من سرقة نظرة لما خلف الحراس. جسد تشانيول الساكن محمولٌ على محفة، يحمل خارجًا عن طريق صحيين يلبسون بزاتٍ برتقالية كالتي رأيتها في الملجأ التحتِ أرضيّ حين انفجرت القنبلة. وفزع فجائي ارتداني بغتةً.

"انتظروا، تشانيول؟ إلى أين تأخذونه؟ تشانيول!" صرخت. وسمعتُ همس الرئيس بلعنة. حاولتُ صنع طريقي لجسد صديقي لكن الحراس منعوني "أرجوكم، تشانيول! فقط اسمحوا لي برؤيته، أتوسل إليكم" سحبتُ ودفعتُ جسد أحد الحراس. آملًا فقط بنظرة أخيرة لصديقي.

"تبًا، اشحنها!"

"افعلها"

"مستعد!"

"أطلق!"

كراك.

ألمٌ حاد اخترق عنقي. الظلام أغشى عينيّ.

سواد.

تطلع [مترجمة] K_BROmanceWhere stories live. Discover now