شهوه بإسم الحب " الجزء التانى من ما بين الحب والرغبه "

الفصل التاسع والعشرين

تأملتهم وهم خارجين من الشقة بأعين زائغة , إستدارت تطالع إبنتها الراقدة خلفها مغشياً عليها , حاولت رفع جسدها عدة مرات ولكن كل محاولاتها تلك باءت بالفشل وهى لا تقوى على تحريك جسدها مطلقاً , شعرت بنيران تشتعل بكافة أطرافها , زحفت بجسدها والدموع تنهمر من عينيها وهى تهتف بإسم سمر فى خوف , إستمرت بالزحف البطىء إلى أن وصلت إليها فأخذت تهزها باكية

-  قومى يا بنتى .. إوعى تسيبينى أنتِ التانية .. قومى يا ضنايا الله يخليكى

لم تجيبها سمر فنظرت لخيط الدماء بين ساقيها بهلع وهى تعاود هزها مجدداً ولكن ما من إستجابة تتلقاها , نظرت بإتجاه باب الشقة وهى تُفكر بأن الوقت مُتأخر كما أنهم بالطابق الأخير لذا لم يأتِ أى شخص لنجدتهم , حاولت الصراخ ولكن صوتها لم يسعفها كما أنهم كمموا فمها 

عاودت الزحف بجسدها تجاه الباب وهى تفكر فى أحدهم كى يأتى لنجدة إبنتها , همت بالخروج زحفاً من الباب لتتوقف وهى تستمع لصوت خطوات على السلم فحاولت الصراخ أكثر من مرة إلى أن خرج صوتها مخلوطاً بالبكاء قبل أن تغيب هى الأخرى عن الوعى وقد تلاشت كافة مقاومتها

**************

فى صباح اليوم التالى

إستيقظت هناء على صوت ضجيج بالخارج فأزاحت الأغطية وهى تنهض بقلق , خرجت من الغرفة وهى تمسد شعرها بيدها , تابعت مصدر الصوت والذى يأتى من المطبخ لتجد والدها على ما يبدو يتشاجر مع رشا , دلفت للداخل بإهتمام قائلة

-  فى إيه ؟ .. بتتخنقوا ليه ؟ 

همت رشا بإجابتها ليقاطعها والدها قائلاً بغضب

-  الأكل اللى أنا جايبه إمبارح بالليل مين اللى رمى بقيته فى الزبالة ؟!
دلفت سميحة بتلك اللحظة لتستمع لرد هناء الصادم لها

-  ماما اللى رمته

نظرت لها سميحة بذهول قائلة

-  أنا !!!

نظرت لها هناء قائلة ببراءة

-  أيوة يا ماما أنتِ .. أنا قولتلك إن بابا قال إنه هيساويه وهيديه للراجل بتاع الزبالة مع شوية الرز لكن أنتِ قولتيلى إحنا ملزمين بتأكيله يعنى ورمتيه

نظرت لها سميحة بذهول تام فهتف عزت قائلاً بغضب

-  هو أنتِ بتتصرفى عكس ما بقول يا سميحة ولا هامك يعنى ولا تكونيش أنتِ اللى هتمشى البيت وتقولى إيه اللى يتعمل وإيه لا ؟!

نظرت له سميحة بغير إستيعاب لما يحدث ثم هتفت قائلة

-  والله ما رميت حاجة يا عزت .. أنا أصلاً معرفش إن فضل منكوا أكل إمبارح .. أنا بعد الأكل دخلت قدامك البلكونة أنشر الغسيل

هم عزت بالرد لتقاطعه هناء قائلة بجدية

-  لا يا ماما أنتِ اللى رمتيه إزاى تحلفى كدب يعنى .. أومال لو مش أنتِ اللى رمتيه هيكون مين .. رشا دخلت تنام قدامنا إمبارح وأنتِ اللى رمتيه بعد ما نشرتى الغسيل رغم إنى قولتلك إن بابا قال سيبوه