الفصل الرابع عشر

3.3K 132 10
                                    

وكحال شقيقتها باتت هى الأخرى تفعل ما تفعله , الصمت بات يخيم على المنزل حتى أن البسمة باتت لا تزين محى أي منهن سوى حينما يأتى والدهم ويحاول التخفيف عنهم بأى شىء ولكنه ينصرف خائباً حينما يجد الحزن هو المسيطر عليهم وكأن البسمة باتت تأبى الإرتسام على ملامحهم , دلفت سميحة وهى حاملة لصينية الطعام إلى الشرفة والتى قرر عزت اليوم أن يتناولوا فطورهم بها , وضعت الصينية على السجادة التى إفترشوها أرضاً ثم توجهت كى تحضر صينية الشاى , أعطى عزت لكل منهن شطيرة من الجبن ومعها كوب الشاى فإلتهموها ببطء شديد فحاول خلق جو من المزاح قائلاً

-  أنا بقول ننزل النهاردة نتفسح وندخل سينما إيه رأيكم ؟

أجابته هناء والتى وضعت من يدها كوب الشاى ببعض الحزن

-  مش عايزة أنزل ولا أشوف حد

نظرت لها والدتها بحزن , لا تعلم لمَ أصرت على الطلاق هكذا إن كانت تحب زوجها , تتذكر رجاء إسلام لها والمأذون يجلس بينهم أن تتراجع ولكنها أبت ذلك

إرتشفت رشا من كوبها قائلة

-  لو هتنزلوا كلكوا هنزل معاكوا

نظر عزت لهناء قائلاً بإبتسامة

-  حبيبة بابا هتسيب بابا يزعل منها وينزل لوحده

نظرت له هناء بأعين دامعة ثم هتفت قائلة

-  مهى ماما نازلة معاك

نهض عزت مقترباً منها قائلاً بهمس كى لا يسمعهم أحد

-   بس أنا عايزك أنتِ بقى يا ستى

نظرت له هناء بشك قائلة

-  بجد ؟ .. يعنى أنا عندك أهم من ماما ؟

أجابها بجدية مبتسماً

-  طبعاً

إبتسمت هناء بفرحة غابت عنها الفترة الماضية فضمها عزت إلى صدره وهو ينظر للسميحة التى إبتسمت رغم دموعها وهى تتطلع إليهم

....

فى نفس التوقيت

كانت رهف منهمكة فى كتابة بعض الملاحظات عن حالة ما أثارت بداخلها الحيرة فى وجود حل لمشكلتها حينما سمعت طرقات على باب المنزل فنهضت من جلستها بتثاقل وهى تحيط بطنها بيدها وتسير ببطء تجاه الباب ولكنها توقفت وهى تتطلع إلى يامن الذى توجه كى يفتح هو , لا تعلم كيف سمحت له بأن يعود , تتذكر إقتحامه للمنزل بحقيبة ملابسه فى الليل وهو يخبرها بشكل جاد لا يقبل النقاش بأنه سيظل هنا بعد أن علم من والدتها بأنها مرضت قبل أسبوع ونقلها والدها للمشفى دون أن يخبره أحد بناءاً على رغبتها , وها هو يجالسها ليل نهار بل ويصر على النوم برفقتها بغرفتهم رغم أنه لم يقربها ولا مرة أو يحاول ذلك وهذا ما أسعدها بأنه عاد من أجلها وليس من أجل رغبته بها فقط

شهوه بإسم الحب " الجزء التانى من ما بين الحب والرغبه "Where stories live. Discover now