الفصل الخامس عشر

3.5K 137 23
                                    

وقفت أمام النافذة في إنتظار قدومه ، أنهكها التفكير والقلق من تأخره حتي ذلك الوقت وخصوصاً وهو أخبرها منذ ما يقرب الثلاث ساعات بأنه سيعود نتيجة شعوره بالصداع والإرهاق طيلة اليوم ، أخرجها من شرودها بكاء حياة فإستدارت تحملها من فوق فراشها الصغير الذي يجاورها وهي تهدهدها معاودة التطلع من النافذة ، سمعت رنين هاتفها فتوجهت سريعاً كي تجيب وهي تأمل أن يكون هو فهاتفه مغلق منذ ساعتين ولا تستطيع الوصول إليه

أجابت الهاتف بلهفة دون أن تتطلع لهوية المتصل قائلة

- كدا بردو يا ساجد كل ده...............

قطعت حديثها وهي تستمع لصوت يامن الذي أخبرها بقلق

- وعد ده أنا يامن .. ساجد عمل حادثة وفي المستشفي

وكأنها عُزلت عن العالم تماماً ، تنظر لحياة التي تبكي بقوة وعلي أذنها هاتفها تستمع لحديث يامن بوجه شاحب

خرجت الكلمات منها متقطعة وكأنها بغير وعيها ، ربما تهذي كان هذا ما يحدث لها علي ما يبدو

- يامن هو هو .. هو ساجد . ر . رجع زعل من .. م .. مني ولا إيه ؟ .. أنا محضرة الأكل ومستنياة أنا ومالك .. ده حتي مرضاش ينام وقالي هستني بابا

وكأن يامن كان يشعر بها ، يعلم صدمتها والتي لا تقل عن صدمة منال والتي فقدت وعيها قبل قليل وهو بجانبها الآن برفقة رهف التي تحاول تهدأتها وهي تحاول النهوض كي ترتدي ملابسها بعد أن عادت لوعيها تاركاً مازن بجوار ساجد بالمشفي ؛ مازن هو من أخبره بالحادث علي الهاتف فور وصول ساجد للمشفي التي يعمل بها

- وعد فوقي وركزي الله يخليكي .. بقولك ساجد عمل حادثة

هذيت وعد ببضع كلمات مجدداً جعلت يامن يصرخ بالهاتف

- وعد فوقي بقولك .. كفاية ماما اللي جوا مش عارف أتصرف معاها وهي مصممة تروح لساجد في حالتها دي

وكأن صراخه قد أعاد لها بعض من إتزانها فهتفت قائلة برجاء

- تعال خدني أروحله .. هلبس حياة ومالك وهستناك

- مش هينفع يا وعد .. خليكي أنتِ

صرخت بالهاتف قائلة

- والله لو ما جيت لأروح لوحدي

صمت يامن لعدة ثوانى ثم هتف قائلاً

- نص ساعة وهعدي عليكي مع ماما ورهف .. تنزلي أول ما أرن تمام

أومأت برأسها وكأنه يراها ، وضعت حياة علي الفراش فصرخت ببكاء فعاودت حملها مجدداً وهي تركض للخارج ببكاء , تصرخ بمالك كي يرتدي ملابسه فوالده بالمشفي ، لم تستوعب لما تفعله ، لم تستوعب لمَ تُخبر به مالك والذي أخذ يبكي لبكاءها ولكنه توجه ليرتدي ملابسه ما إن صرخت بوجهه بأن يتعجل قليلاً

شهوه بإسم الحب " الجزء التانى من ما بين الحب والرغبه "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن