10

1.2K 18 1
                                    

الخرطوم - كافُورِي :أمام بهرجَة التزيين والتكلّف المُفرط في إظهار ما لدى مالكِي البيت من مَال ، جلست عائلة حامد البسيطه : يجلِس عبدالله مُقابلاً ضيوفه : اهلاً اهلاً حامِد : اهلاً بيك أخوي ماجده : معليش جيناكُم بدون موعِد عبدالله : معقُوله بَس؟ البيت دا بيتكم تشرفونا في أي وقت حامد : دا العشم ياخُوي، المدام وين مالاقيناها؟ عبدالله بارتباك : ء.. بتكون قاعده تجهز، أقوم اشوفها ماجده : لالا خلّيها بِي راحتها ، رنيم : عمّو عبدالله : اهلاً يا بتي رنيم : رحمه وايمن ما كلمُوكم؟ عبدالله بضحكَه : لا والله، ما سألو فينا من سافرُو حامد : ربنا يسعدهم ان شاء الله ماجده : امين يا رب.. عبدالله : هَدي ساميه جات، تُصافحهم مصافحه بارِده وتجلِس : اهلاً ، خطوه عَزيزه ماجده : يعزّ مقدارِك .. صمت رتِيب، تكسرُه رنيم فجأة : رحمه حتعيش هِنا؟؟ ترد ساميه بانفعال : لا طبعاً ! يُحدق بِها الجميع، بدهشه، تُغطّي ما قالتهُ بلُطف مزيّف : ءء..رحمه طبعاً لازم يكُون ليها بيتها براها ، شقتها حتخلَص قبل ما يرجعوا ان شاء الله.. يتنهّد الجميع.. ولكن مازال جوّ البرود يطغَى على جلستهم *اسطنبول - في مصعَد الفُندق : رحمَه : قُلت ليك ما بهمني اعرف طبيعة علاقتك بيها شنُو يصرُخ : بس انا بالجّد ما بتربطني بيها حاجه ! تنتفض بخَوف من نبرته العالية ،تكُتّف يديْها بِكبرياء : حاجه تخُصك براك في النهاية ينفُث بغضَب ، يضغط الزِر ليتوجّه بهم المصعد الى الأعلى تتأرجح بعدم توازن ، وتتشبّث بـ كُم بذلته ايمن : ما تتلصّقي فيني تبتعد بعد ان توقّف المصعد : ما ماسكاك لي حلاتَك ! عندي دُوخه يبتسِم ابتسامه جانبيّه ويخرج امامها ، تلحقه مُتمتِمَه : مغرور مغروور **اسطنبول - فيلّا محمد عثمان : ارتحلت الشَمس .. رِحلتها المُعتادة لـ كُل يوم ، مُخلّفه شفقاً بُرتقاليّ .. بـ حمرةٍ طفيفة ، يبعَث السكُون في زوايا المَكان . بَين قِطَع الاثاث باللّون الُبنِي .. تدرجاً الى اللون البِيج ، عبر السلم الخشَبي ، وصولاً لـ حُجرة ذاك الشاب يجلِس على مقعدٍ خشبي ، مُتأرجِح ، يتحرّك بِه ببطء مُخلّفاًً صوتاً مزعج ،لَم يصل اليه وسَط دوامة افكارِه مازن *لنفسه* لِيه ايمن يعرّس بالطريقة دِي ، وليه وحده زَي دي ؟ كيف ما لفتُو جمالها ، واخدها زوجه بالاسم وخلاص ، *يبتسم* جَميله ، *يبتسم حتى يظهر نابَهُ* رحمَه ، عملتي فيني شنُو؟ يفِيق من دوامة افكاره على صوت "نغم" مازن : ايوه يا نغم ؟ ادخُلي تفتح الباب وتدخل ، ..نغم : عاوزة اتكلّم معاك مازن : عن؟ نغم : عن الشّفتُو امِس يُشير لها بالدخول بـ تملُّل : اتفضلي .. نغَم ، وبعد صمتٍ طَال : انا بحب أيمن مازِن : عارِف نغم : عارف؟ مازن : يا نغم بعد الشفتُو دا حتكوني بتكرهيه مثلاً ما اكيد بتحبيه نغم : انا عارفه يا مازن بَس.. بس هو ما بحبّني مازن : كان قاعد معاك شفقَه يعني نغم : مازن انا ما بهظّر مازن : ولا انا بهظر ! الراجل ما اهتمّ لِي مرتُو وطاوعك انتي ، حيكون ما بيحبّك؟ نغم : ما عارفَه .. انتَ شايف شنو مازن : انا شايف انو هو ما عندو حاجه لمرتُو نغم : كيف؟؟ مازن : أسمعِي .. اسطنبول - بالفِندُق : تَرتدي بِيجامة باللون الكُحلي ، خُفاً رمادياً وينسدِل شعرها البُني بحريّه أسفَل ظهرها رحمة : ايمن يأتِيها صوته من الحمام : خير رحمة : كيف بيشغلُوا التلفزيون دا؟ أيمن : حيكُونو بيشغلوه كيف يا رحمَه يعني ! رحمة : ياخي ما لاقيه لَي زِر يتنهّد : أيمن : استني انا طالِع يخرُج ملتفاً بالمنشفَة من اوسط خصرِه حتى رُكبتيْه، يقع ناظرها عَليه، تُغطّي عيناها وتصد عنه : استُر نفسَك يضحَك : استر نفسي؟ مازالت على حالها، يقترب منها، يفتح التلفَاز : بفتحُوهو كدا تفتح عيناها وتنظر اليه بدهشه : فتحتو كيف ! من وين اقصُد ! يبتسم : شايفَة الزِر دا رحمة : وين؟ أيمن : دَا رحمة : دا زر ليهم مع الناس ! متدسِي ورا التلفزيون يضَحك : يلا تابعِي بي راحتك، انا ح ادخُل انوم تجلِس بإريحيّة : تمام ايمن : رحمه تُجيب دون ان تنظر اليه : نعم ايمن : حقيقي ما عندي لِيها حاجه رحمة : اوهُوه علينا ! مش قُلنا انت حُر وقفلنا السيرة دي أيمن : عاينِي راسك ما يكبر ، انا بشرح ليك عشان ما تشوفيني زول سَيّء للدرجة دي رحمة : تمام ايمن : لما أكلمك عايني فِيني ! تُجيب على نفس حالها : طيب ينطِق من بين أسنانه : رحمه! إتمسّي وقولي يا مِسا !تنطلِق منها ضحكه عاليَة ، يبتسم معها دون شعُور! ليعود ويقطّب حاجبيْه : في شنُو يضحّك؟ رحمَه من بين شهقات ضحكها المتقطعة : شوف.. شوف شك..لَك في المرايَة ، وانت تعرف يبتسم ، يتأملها دُون وَعي، مازالت تضحَك ، رغبَه عارمه في أكل تِلك الضحكة ! تبدُو جميله بإفراط ! يجعلهُ يخرح من كونِه ايمن ، لقد اُسِريُشيح ناظره عنهَا متوجهاً الى حُجرتِه، يهمِس لنفسه : لالا، انا بفكّر في شنُو ! أُعجَب بالقزمة دي؟ هه . تُسكت نوبة ضَحكها وتتأمله حتى يتوارى عنها ، تسرح بنظره حالِمة : - ابتسامتُو.. وحلاااتتييتصفَع نفسها : - فوقي، فوقي كِدا و اتعدلي، قال وحلاتي قال . ***نغَم : اتفقنا؟ مازِن، وبعد صمتٍ ا .. اتفقنا

مسطر و مكتوبWhere stories live. Discover now