5

1.5K 29 2
                                    

بالخرطُوم - بحرِي :بدأت الشمس بجمع خيُوطها المُتراميَه هنا وهناك.. واستجماع نفسها، وقَد همّت بالرحيل.وصلت ميساء لمُنتصف *الحُوش* ، تُقيم انحناء ظهرها وبيدها *مقشاشه*,تجلس الأسرة في الطّرف الآخر من الحوش.. وتجلس الجدّه ورفيقتها السّبحَه في "الراكُوبه"ميساء: حبُوبهحبوبه : ايّ يا ميساميساء : عندك مشوار بكرا؟حبوبه: لالا، لِيه؟ميساء : هناي.. عاوزه اطلع مع صحبتِيحبوبه : ما مُشكله، شوفي امّك بس كان مادايره منك شِي امشيتبتسم وكأنّ جُزء من خطة مّا قد اكتمَل ميساء : يِسستُلفتها ابتسامتهُ المُقبِله عليها، تلتفت لـ ترَاه ، تُبادله الإبتسام في غُمرة سعادتها.. إن يومها لا يكتمِل إن لم تراهفارِس *إبن خالَها* : على وين كِداترمِي ال"مقشاشه" جانباً ، وتسُد اصابع كفّها الايمن فراغات الكفّ الايسَر.. تحتضن الأرض بعيْنيها؛ميساء : ءء.. طالعَه ا، اشوف تسنيم صحبتيفارس : وتسنيم بطلعُو ليها؟ بالحيطه بتنُطي تبقي في بيتهُمتنطلق مِنها ضحكه مُتمرّده، عاليَه.. يتأملها بإبتسامه.. وكأن ملامحَهُ تستشّف الفرح من ضحكتهاحبوبه *من داخِل الراكوبه* : في شنُو يا ميساميساء : ءا.. ماحاجه يا حبُوبه..فارِس : اُمي خديجه، دا اناحبوبه : فارِس، خُش يا ولدي، مالك ما بتسلّمفارس : كنت خاشّي عليك اصلا جايِيك، وقفتَ اشوف الشافعه دي طالعه وينتُلملم معدّات التنظيف متوجهه الى المطبخ:ميساء : انا ما شافعَهيدخُل الى الراكوبه:فارس : حبوبه، صحّتك، ان شاءالله طيبهحبوبه : ازيّك ياولدي، يومين ما ظهرتَ علينافارس : واللهِ مشاغل الدُنياتُطِل من نافذة المطبخ الى الراكوبه؛ميساء : حبوبه النعناع وِينحبوبه : شُوفيه في كيس في التلاجه، اها قُلتَ لي الشاغلك شنُوفارس : والله في موضوع كِدا، بس بقولو ليك بعدين *ويرفع نبرة صوته لـ تصل لـميساء* على انفراادترُد وهيَ "تلقّم" الشاي:ميساء : من حلات مواضيعَك*تُركيا؛ في شوارع اسطنبول:أيمن : مُش كنّا حنعدي بالمناظر دي كلها واحنا في التَكسي؟ في داعي نتمشوَر برجولنا كدارحمة : الحاجات ليها طعم تاني لما تشُوفها على مهلك بروَاق ، ماتبقى شفقان !أيمن : ما شفقان.. احنا عندنا موعد مع نَاس، حنأخرهم من وجبتهمتصيح بدهشَه:رحمة : الله! دا شنويضع كفُوفه داخل جيبه وينظر حيثُ تنظر؛أيمن : مسجد، المسجد الازرَقرحمة : مسجد، الله أ.. ماممكن اصلّي فيهُو؟يرمقها بنظره مُخيفه :أيمن : رحمَهتنظر امامها بإرتباك:رحمة : خلاص .أيمن : يلّا ح اكلم تكسي يجي ياخدنا، اتأخرناتجلس على احدى العتبات، وكفّها يحضتن خدها في مَلل..أيمن : قُومي!رحمة : لـشنو؟أيمن : ملابسِك حتتوسّخرحمة : تتوسّخ شنو، شوارعهم دي انضف من مخدات النُوم عندناتنفلِت منهُ ضحكة لا إراديّهتبتسِم بإستغراب:رحمة : يعني طلعتَ بتضحك زينا!يرتفع حاجبهُ الأيسر بينما ينخفض الآخر، وشبح ابتسامه يُراود شفتيْه:أيمن : بضحك أيوه، لكن ما زَي زولتُتَمتم:- مغرور ***بالسُودان - كافورِي :تُحادِث نفسها؛ساميَه : أنا مُستحيل أسمح للموضوع دا يطُول أكتر ، عبدالله في يدّي لكن أيمن كان إتعلق بالبِت مُشكله ! لالا ، انتي ماعارفه ولدِك؟ البودِيهو يعاين لِي وحده بالمستوى دا شنو ، آي .. نضمَن الأراضي وتاني نرمي ليهم بتّهم . *الخرطُوم - بحري :تجلس أمام شاشة اللّابتوب، تدخُل لـ عالمها الافتراضِي، ومِنه الى مُربع الرسائل، الى تلك المُحادثه التي تحمل كُل عالمهَا وأُمنياتها.. تتحدّث كِتابةً ،وبعد اسهاب في الحديث :راشِد : عارفَه ؟تسنيم : شنُو؟راشد : زمان لمّن قُلتي لَي إنت ما حتاخُد منّي لا خير ولا شَر ، الا لمن تقطع المسافات البيننا دِي. ، وتجيني هِناتقرأ كلماتهُ بتمعّن كما اعتادت.. تبتسم وهيَ تراهُ يكمل؛راشد : كُنت خاتّي في بالي انك مرحله وتعدي .. شنو الحيربُطني بي وحده ما بيني وبينها الا شويّة حرُوفتتحوّل ملامحها للحُزن، لـيعود ويكمل؛راشد : بَس اتعلّقتَ 3 سنين ، وجات حاجات وماتت حاجات، الا انتي ما إتغيّرتي جواي طول الفتره دِيتسنيم : ودي حاجه حلوه ولّا؟راشد : بتحاول تكون حلوه زيّك.. لكن خساره مُحاولاتها فاشلهتضحَك ،تسنيم : كيف بتقول عَلي حلوه وانتَ ما شُفتنيراشد : ليه ماتقُولي كيف ماقادر يشُوفني.. وهو اكتر زول راسمني حلوه في بالُوتسنيم: كلامك دا بيخوفنيراشد : يخوّفك !تسنيم : يعني، بحسّك بكّاشراشد : تسنيمتسنيم : نعمراشد : انا بحبكدائماً ما يُبدِد شكوكها بهذه الكَلمه ؛ ليهطُل مطرها ويُغدق روحها سعاده..

مسطر و مكتوبWhere stories live. Discover now