إنّها السادسة والربع صباحًا وهذا اسوَء صباحٍ على الإطلاق !
اليوم هوَ الرابعُ من أيّار والَّذي بصفَتهِ يومٌ منَ الأيامِ التي سوفَ تُحدِّدُ مصيركَ حتى تُصبحَ كيانًا مُخيفًا إذا كُنتَ طالبَ ثانوِيَّه
إنَّها اختبارات نهايةِ العام ، نعم هذا مؤلم أعلم
اعتدتُ الإستيقاظَ مُبكِّرًا في الأشهُرِ المُنصرِمه على رائحةِ فطائرِ اُمِّي المُحلَّاةِ الشَّهيَّه وإزعاجُ اُختايَ الصَّغيرتان ولكن لا شئَ من هذا يحدُث
لأنهُ وببساطه لا أحدَ مستيقظٌ هُنا عدايَ أنا !
توقَّفتُ عنِ التذمُّر وبدأتُ بالإستعدادِ للذَّهابِ إلى المدرسة حالما تذكَّرتُ ما يحدثُ في كلِّ سنة في فترة الاختبارات
سأرى فتى السَّماعات ! فتى السَّماعات هوَ إحدى الفتيانِ الَّذينَ لا اراهُم سوى في نهايةِ العام تحديداً في غرفةٍ مهجورة في الطّابقِ الأخير من المدرسة
لم يَسبُق لي وأن رأيتُه في إحدى الصُّفوف ، تكسو فروةَ رأسهِ خصلاتٍ بندقيَّةَ اللَّوْن ، لا شئَ مُميَّز كلّ ما في الأمر أنّه غريبٌ نوعاً ما لذلك لديّ فضولٌ نحوَه
بعدما وصلتُ إلى ثانويتي توجَّهتُ للمكانِ الَّذي اعتدتُ ان اُراقبَ منهُ ذلكَ الفتى وارجو ألّا يتم فهمي بشكلٍ خاطئ لاستخدامي كلمة ' اُراقب ' ، ليسَ وكأنني معجبٌ مهووس
ذهبتُ إلى الطابقِ الأخير تحديداً في نهايةِ الرَّواق على يمينِ السُّلمِ المؤدي إلى ذروةِ المبنى
هناكَ حيثُ توجد غرفةٌ تُستَخدم كمخزنٍ من نوعٍ ما إلًا أنّها كانت فصلًا دراسيًا فيما سبَق واعتادَ فتى السَّماعات ارتيادها عندَ قدومِه
انحنيتُ بجسدي قليلاً حيثُ لم يوصدِ الباب تماماً بل تركَ حيِّزاً استطيعُ رؤيته منه وظهرُه كان يقابلني كما دائماً ، يوجِّهُ انظاره نحوَ النَّافذةِ المهترِئه يراقبُ جموعَ النَّاسِ بالأسفل
بعدَ فترةٍ وجيزه دوى صوتُ الجرسِ يُعلنُ بدايةَ التَّحدي مع مادة الكيمياء وكما اعتدتُ من فتى السَّماعات
وصدقًا لا اعلمُ إن كانَ يواجه مشكلةً مع الأصواتِ العالية أو ما شابَه ، لطالما تمنّيتُ أن استطيعَ مساعدته لكن هذا سيكونُ غريباً جداً اعني أنا اجهلُ حتى اسمه !
𝒥𝓀 _________
Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.
