الفصل الثانى والعشرون

22.3K 458 25
                                    

تذكير : فى منزل شروق و أنور حيث كانت شروق تجهز الأفطار بينما يتشبث بها كلاً من أنور و شقيقها الصغير و كان ينتشر فى المنزل صوت ضحكاتهم ليقطع كل شئ وتلك الأجواء الأسرية صوت رنين الهاتف ليسرع أنور فى الإيجابة بأبتسامة ولكنها تموت بعد سماعه لكلام الطرف الأخر ..... . 

البداية : يسرع أنور بالإيجابة بأمتسامة ولكنها تموت بعد سماعه لكلام الطرف الآخر حيث كانت ممرضة من المستشفى التى يقيم فيها والد شروق وكانت تخبره أن والد شروق قد توفى صباح اليوم وأنه يجب عليهم القدوم لأستلام الجثة و أنهاء الإجراءات ليهمهم هو كا إجابة عليها ويغلق الخط بصمت وهو يفكر فى طريقة مناسبة ينقل بها الخبر لشروق هو يعلم كرهها لوالدها ولكن مع هذا هو لا يستطيع تخيل ردت فعلها , ليفيق من شروده على صوتها القلق وهى تقول : أنور حبيبى مين اللى كان على التليفون مال وشك أتغير كده ليه هاااا ؟

ليضمها إليه بشرود وهو يقول : شروق لازم نقعد الأول وبعدين نتكلم ولكن قبل كل شئ لازم تعرفى أنى معاكى للنهاية فاهمة .

لتقول هى بقلق شديد : فاهمة ثم يتشبث بها هو ويجذبها الى أقرب أريكة ليجلسون عليها ثم يسرد عليها تفاصيل المكالمة لتنظر له بشرود ثم تحول مسار عينيها بإتجاه أخيها الجالس على الأرض ثم تنهض لتصعد للأعلى , ليحاول اللحاق بها ولكنه ينتبه لهذا الصغير ليحمله ويصعد به لغرفة أولاده ويضعه هناك ثم يسرع لغرفتهم هو و شروق ليجدها قد أرتدت ملابسها وتستعد للخروج ليقف فى طريقها ويمسكها من كتيفيها ويقول لها بحنان : شروق حبيبتى مالك ليه سكته  أبكى لو عاوزة خرجى مشاعرك , لترفع وجهها له لينظر فى عينيها ويرى آلام ووجع طفلة .... طفلة كانت تحلم بحنان والدها ... حلمت بدفئ أحضانه ... حلمت بالأمان فى وجوده وغيابه ... كما رأى فى عينيها خيبة الآمل وكسرت القلب التى كانت فيها فها هو من كانت تنتظر منه الحنان والآمان قد مات ورحل دون أن يترك لها ذكرى واحدة تصبر الطفلة فى داخلها لتبقى دائماً تلك الطفلة اليتيمة حتى فى وجوده ..... ليضمها لصدرة بقوى وهو يقبل رأسها بهدوء وحنان أبوى لم تشعر به قط ولكنها تمنته .... ليبقوا لفترة ليست بالقصيرة هكذا هو يحتضنها بحنان وهى متشبثة به بحاجة شديدة حتى أبعدها هو بهدوء ولكنه جعلها باقية فى محيط يديه ثم يقول لها بحنان :  حبيبتى لو حسة أنك عاوزة تبكى أعملى كده وخرجى أى شعور بيتعبك من جواكى . 

لتبقى تنظر إليه بعيون حزينة مشوشة و كأنها لا تفهمه لتقول له بصوت مهزوز : أنا عاوزة أعمل كده بس مش قادرة ... مش قادرة صدقنى , ثم تضع رأسها على صدره ليقبل أعلى رأسها وهو يقول : شروق سيبى كل حاجة للوقت أهو حاجة دلوقتى خلينا نروح ونخلص لإجراءات ياحبيبتى  أكرام الميت دفنه , لتوافقه ثم يذهبوا للمستشفى لأستلام الجثة  وأنهاء الإجراءات  ثم يقومون بدفنه فهو لا يملك أقارب فهو كان قاسى بما يكفى لكى يخسر كل من حوله ( حقاً ما أصعب أن تجعل قلبك مليئ بالقسوة حتى يصبح أشد من الحجرلا يرتجف تأثراً لمعاناة أحد أو حزناً على أحد , ما أصعب أن تفقد كل عزيز على قلبك دون أن يفرق معك لأن قلبك  أصبح للقسوة مكان وللجحود عنوان , حتى يآتى اليوم الذى يآتى دورك للرحيل دون ذكرى أو موقف يشفع لك فى القلوب , ما أصعب أن ترحل دون وداع ولكن هذا حال الدنيا وعدالة السماء  " كلاً يحصد فى نهايته ما زرعه فى بدايته " .... حقاً ماغبى القاسى ) ..... ( اللهم أحمى قلبى وقلب كل مؤمن من القسوة والجحود )  ...... .   

كانت بين يداى ولكنى .....( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن