الفصل العشرين

22.6K 451 18
                                    

تمر الساعات على شروق وهى تنتظر خبر عن والدها فهى تنتظر مرور ال 24 ساعة لكى تعرف هل سيتخطى حالة الخطر أم لا لتمر الساعات لتتفاجئ بخروج الطبيب وهو يخبرها أنه أستعاد وعيه ولكنه لم يتخطى الخطر بالكامل بل أى مجهود سيؤدى لضرر على صحته , كما يخبرها أنه ينادى باسم شروق لتخبره  أنها شروق  ليسمح لها بمقابلة والدها ولكن خلال خمس دقائق فقط ...... 

لتدخل هى عليه وهى ترتجف لا تصدق أن هذا الكهل الضعيف الساكن أمامها هو نفسه والدها هذا القاسى الذى كان فى السابق مصدر خوفها وحزنها وسبب مرض أمها , لتقترب منه ببطء خوفاً من الحقيقة ومن حمل جديد ستحمله وهى على ثقة أنه سيكون ثقيلاً وربما يؤلم قلبها , لتفكر للحظة فى الرجوع والهرب من ذلك اللقاء قبل أن يشعر بها , وبالفعل تبدأ فى التراجع ولكنها قبل الوصول للباب حتى سمعت صدى صوته وهو ينادى باسمها لتغمض عينيها بقوى وتأخذ نفس كانت تمنعه حتى لا تصدر صوت أملاً فى الهروب ولكن يبدو أنه مقدر لها سماع الحقيقة لتغير طريقها وتعود الى سرير والدها وهى تائه لا ترغب فى البقاء بل الهروب لمكان حيث تكون فقط من أنور فقط فهو أصبح مصدر للأمان والحنان والعشق والصدق , حيث أصبح ملخص لكل شئ تملكه ويحيط بها ......  ولكن بمجرد قربها من ذلك الجسد الساكن الشارد فى الفراغ علمت أنه ينادى عليها من دون وعى منه لتظل واقفة تفكر هل تنبه بوجودها أم لا ........

كان ساكن الجسد لا يتحرك إلا ببطء شديد ولكن بطء جسده لم يمنع سرعة تدفق الذكريات التى أصبحت تعرض بسرعة كاشريط سريع العرض فهو منذ أستعادته للوعى وهو يرى أمام عينيه ماضيه الذى بدأ سعيد بسيط بالقرب من سيدة أحبته وعشقته وتحملت مع الكثير وصبرت على عدم قدرته على الأنجاب وصبرت على كلام الناس الجاهلين الذين يرون تأخر الأنجاب هو فقط عيب لدى المرأة ولم يفكروا للحظة أنه ممكن أن يكون من الرجل ففى نظرهم الرجل كامل ..... ولكن بالرغم من ذلك صبرت وبقية بجانبة ولم تتحدث وتوضح أن العيب منه لتخلص نفسها من سموم كلماتهم بل تحملت وفضلت أن تكون محور الحديث فى أى تجمع على أن يكون هو , وبعد صبر أستطاع العلاج وقدرته على زرع طفله فى رحم المرأة التى تعشقه مما جعله يكتسب ثقته التى كان قد فقدها بشعور النقص وهذا ما أسعدها لرؤيته أخيراً عاد كما كان , لتمر الأيام لتصبح شهور وتلد له طفله والذى أكتشف أن فتاه مما جعله يغضب كثيرأ فهو وبعقلية الكثيرين لا يعتبر نفسه أنجب أذا كان المولود فتاه فهو يرى الولد تثبيت لنسبه وأصله  , ليهمل طفلته و زوجته التى بعد أنجابها لطفلتها أخبرها الطبيب أنها لا تقدر على المل مجدداً لانه سيعرض حياتها للخطر , ليبدأ هو بالجحود على من صبرت وتحملت الكثير من أجله ولم تفكر للحظة أن تذكرة بأفضالها عليه أو تقارن بينه وبين آخر على عكسه هو فهو لم يتوقف عن مقارنتها بالآخريات وكيف يتمتعون بالصحة الجيدة ليمنحوا أزواجهم الذكور ليرسخوا أصولهم ونسب عائلاتهم , لتمر لأيام وهو لا يزيد إلا قسوة على زوجته وطفلته التى أصبحت وحيدة حيث أن زوجته أصبحت تبتعد عن طفلتها لأعتقادها أنها السبب فى تغير زوجها معها وتغير حالهم لتصبح تلك الطفلة وحيده بين جفاء الأم و قسوة الأب لتكبر ويكبر معها الحزن و لآلآم ليتفاجئ كلاً منهم بدخول الزوج و معه آخرى معرفاً على أنها زوجته الجديدة مما أدى لأصابة زوجته بالشلل نتيجة الصدمة ولكن كان قاسياً كفاية ليرحل دون تفكير فى وضعها أو فى الحمل الذى القى به على عاتق طفلة على أعتاب المراهقة ... لتمر الأيام ويحقق حلمه وتنجب له الزوجة الجديدة الصبى الذى حلم به ولتبدأ بطلب ما تريد و أي كان ثمنه فهى من حقها أى شئ فهى أم الصبى الذى سيرسخ أسم والده .... ليصبح مدين للكثيرين بسبب قائمة طلباتها التى لا تنتهى بل تزيد حتى أصبح يكتب الوصلات و الشيكات على نفسه مقابل المال وفى النهاية يكتشف خيانتها له لينتهى به الحال على هذا السرير يندم ويبكى على خسارته لزوجة كانت تصون عرضه وماله ولا تطلب إلا القليل لا تعايره بفقره أو ضيق حالة وتحملت الصعاب وكم ندم على قسوته مع طفلته التى لم يعلمها معنى الحنان وحب الأب بل كرهها من اللحظة الأولى حتى قبل رؤيتها بمجرد معرفته بنوع المولود ولكن الندم بعد الخسارة لا يفيد ......... ليفيق من استرجاع الماضى على يد حنونة تمسح دموعه التى سقطط من دون شعور منه ليلتفت ليتفاجئ أنها يد طفلته التى لم يمد لها يده إلا لضربها ولكنها الآن تمسح بيديها دموع ندمه على ما ارتكبه فى حقها وحق والدتها ويسمح صوتها الحنون الذى ذكره بصوت زوجته الأولى : بابا أنت كويس حاسس أن فيه حاجة تعباك أنادى الدكتور ؟
ليحرك رأسه بالرفض ثم يحاول أخراج صوته بصعوبة ليقول : شروق .... أنا ... عاوز .... أنك .... تسمحينى.... ومتقسيش.... على... أخوكى ....هو ..... ملهوش... ذنب .
بتقول بصوت باكى : وأنا كان أى ذنبى عشان أعانى وأتحرم من الحنان وأكون زى أى طفل فسنى عايش سعيد بين أبوه وأمه .....
ليرد عليها لبكاء وضعف : شروق... أسمعينى... أنا....
لتقاطعه هى بغير وعى وتتكلم بالسان الطفلة التى تعذبة : قولى طب أنا أى هو ذنبى ليه أتحرم من العيلة وأكون يتيمة وأنتم أحياء هاااا رد عليا ليه أختكم عليا أشوف كل إللى فى سنى مع أهلهم ويتكلموا عن حنان أبوهم وأمهم و يشيلوا صور تجمعهم وهم فرحنين وأنا لاء ليه معنديش ذكريات حلوة أقولها لعيالى ، ليه عملت فيا كده وبعد كل ده جاى تقولى سمحينى من كتر قسوتك نستنى أسمحك وعمرى محسمحك أما لأبنك إللى كان حلمك والى على شانه عملت كل ده وأهملتنى من أول لحظة فى حياتى فامتخفش عمرى محكون زيك حعاملة كويس بس مش عشانك ولا عشان أنت طلبت لاء عشان ربنا وبس ..... ثم ترحل دون الأهتمام به بل شعرت بالراحة لانها قدرت على أخراج جزء من حزنها وجزء من الكلام المخزن داخلها له .....
لترحل دون السؤال عن وضعه أو كيف سيكون طريق علاجه أو أى شئ فقط خرجت وجرت أحضان أنور لتشعر أن هناك من يحبها من أجلها الطلب منه ان يرجعها لمنزلهم حيث أطفالهم وقد كان حيث ارجعها ولم يسألها عن شئ بخصوص والدها فهو يعلم تفكيرها ومشاعرها ويراعيها ويعلم كم هى مجروحة منه ......
لتصعيد شروق لغرفتها فور وصولها للمنزل اتغير ملابسها لأخرى مريحة ثم تنزل الاطمئنان على اطفالها وأمها التى سألتها عن هوية الطفل النائم فى الداخل لتخبرها كل شئ لتبكى بحزن وندم على كل شئ وبالأخص على حال طفلتها  لانها شروق بهدوء مصطنع وهى تخبرها أنها تسامحها وأن ما مضى قد مر وأنها تتكفل بهذا الطفل حتى لا يعانى مثلها لتوافقها والدتها الرأى ....... .    
         *************************
أما هو فكان يفكر كيف يجعلها تغفر له حيث كانت تتعمد جرحه والتقليل من شأنه والقصد فى أثارة غضبه وغيرته المجنونة عليها وفقط لكى تجعله يطلقها ولكن ولأنه يفهمها فهو يصبر عليها وعلى جفائها حيث أنه مستعد للتحمل والصبر حتى تعود تلك اليمامة المستكينة الهادئة التى كانت عليها من قبل ، ولكن كيف السبيل للرجوع للماضى وهو الذى أفسده وحطم الحاضر وهدد المستقبل .......

كانت بين يداى ولكنى .....( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن