الفصل السادس

20.5K 487 31
                                    

فى الكثير من الاحيان نفكر ونقرر بعض الامور ونحن نظن ونعتقد أنها ستسعد الجميع ولكن لو كنا نعلم ما سوف يحدث لهم لما قررنا فعلها , ولكن ماذا سيفيد الندم على ما مضى وأنتهى ففى كل الأحوال وقع الأمر وأنتهى و قتلة برائة شخص برئ وأصبح حطام ولايبقى منه سوى ماضى سعيد وابتسامة رسمة على وجهه حتى فى أصعب الأوقات , ولذالك بدافع الندم والآلآم نقول ياليتنا كنا نعلم ولكننا لم نعلم .                     

البداية : بعد مرور الخمسة أشهر حدث الكثير وتغير الكثير ومازال هناك الكثير ليحدث ومعه سيتغير الكثير , ومع مرور الوقت لن ليبقى شئ على حاله حتى نحن سنتغير ومن منا لم يتغير فتلك هى الحياه تغيرنا لنناسب ما قدر لنا وما أخترنا وما سنختار ليكون التغير هو حال الجميع مهما أختلافنا فى الجنس والجنسية واللغة ولكننا نبقى فى النهاية بشر يعيش فى حياة متغيرة وتتغير دائما لذالك تغيرنا مع تغيرها .......

فى يوم كانت أمنية تجلس وهى تقرأ القرآن الكريم لتشعر فجأة بآلم شديد وكأنه ينهى روحها ويشل أطرافها لدرجة أنها بكت من الآلآم الشديد  ( فهى فى الأشهر الفائتة أصبح المرض عليها  أشد من ذى قبل فهى مريضة بسرطان فى المخ ولكنها كانت تصمت ولا ترغب فى القول خصوصا أن طبيبها قد أخبرها أن نهايتها تقترب والدواء لن يؤثر لذالك كانت تتناول المسكنات القوية لتقدر على الحركة  كما أنها كانت لا تريد لأحد أن يعرف حتى تستطيع الأعتناء بملك المريضة ولم تكن ترغب بأخبار مالك لعلمها قسوة أبنها حيث أنه لن يتردد فى أرسالها لأحدى دور العجزة ليريح نفسه من عبئ أمه العجوز المريضة لهذا فضلت الصمت حتى تظل تشعر قريبة منه ومن ملك والتى تعتبرها قطع من أختها الراحلة )وكم حاولت أن تنادى على أحد لينجدها ولكن صوتها لم يخرج ابدا لتشعر أنها النهاية لتحتضن كتاب الله وهى تتمنى لكل من أحبت السعادة ثم تحاول نطق الشهادة وحندما تنتهى تشعر بالآلآم يختفى ومعه تخرج روحها لتصعد لخالقها ويبقى جسدها الذى أنهكه المرض وقسوة وجفاء أبنها , ذالك الأبن الذى لم ترى فى عينيه الحب ابدا لدرجة أنها كانت تعتقد أنه لا يمتلك قلبا من الأساس فهو لا يشفق على الضعيف ولا يحن على المسكين .

أما فى الأسفل كان يعمل الخدم وكان هناك خادمة تصعد السلم تنوى تنظيف غرفة سيدة المنزل (أمنية ) لتطرق الباب أكثر من مرة لتظن أن الغرفة خالية لتدخل لتجد سيدتها تجلس على سريرها ولكن رأسها منحنى لليمين وتمسك فى يديها القرآن لتقترب الخادمة وهى تنوى أن تأخذ من يد أمنية القرآن لتجد يد سيدتها تسقط بشكل مفاجئ عندما حركتها لتأخذ منها القرآن لتبتعد الخادمة خوفا وصدمة من أن يكون ما فهمته صحيحا فهى كانت تعتقد أن سيدتها نائمة لا ميتة وعندما تأكدت صرخت بخوف لتسرع لغرفة سيدها (مالك) لتخبره لتطرق الباب بقوة ليفتح الباب لها بغضب ولكن قبل أن يصرخ بها ضرحت هى برعب وصدمة وهى تقول : أأأأمنية ....أمنية هانم مماتت مش بترد عليا دخلت أص..... ليسرع هو لغرفة أمه دون أن يدع الفرصة للخادمة تكمل حديثا وعندما يصل يزهل من مظهر أمه ليسرع الخطى حتى يصل اليها ليحتضنها بقوى وعنف وهو ينادى بصدمة : ما...ما ....ماما فوقى أصحى ردى عليا طب أصحى بس متكلمنيش طب أن غلط كتير فى حقك سامحينى أنا أسف سامحينى سامحينى  ليبتعد عنها عندما يجد أنها لا ترد ليتأكد أنها لم تعد موجودة لينحنى ويحملها ثم يضعها على السرير بصورة مريحة لجسدها ولكنه لم يتركه بل أحتضانها بقوة وهو ينام على صدرها ويبكى كاطفل فقد كل أهله مع أنه لم يحزن على موت والده , لتحاول الخادمة أن تبعده عن جسد أمه الراحلة ولكنه ينزع يدها بعنف ويصرخ : أمشى أمشى أخرجى برة محدش حياخد ماما منى أنا لسة مقلتش ليها أد أى مالك بيحبها هى فكرة أنى مش بحبها بس أنا مش بعرف أقول بس أنا خلاص حقول حقول أنا بحبك ياماما أنا بحبك سامحينى على قسوتى معاكى أنا آسف واللهى أنا آسف بس أنتى أرجعى عشان مالك بيحبك أوى ياماما مالك بيحبك أصحى عشان تسمعيها أنتى كان نفسك تسمعيها منى أنا بحبك واللهى يارب ... يارب رجعلى ماما شوية بس شوية طب أنا عاوزها دقايق أو ثوانى عاوز أقول لها أنى بحبها وأنى بحب حضنها عشان بيكون دافى لكن حضنها دلوقتى ( فى هذا الوقت ) بارد أنا عاوز ماما , ثم يبكى بصوت قد وصل لكل مسامع العاملين المصدومين لسببين أولا : خبر موت سيدتهم تلك السيدة الحنون التى كانت تملك قلبا من نور قلبا طاهر ونقى قلبا كان يشعر بتعبهم وحاجتهم دون شرح منهم أو بوح , وثانيا : من بكاء و أنهيار مالك ذالك الذى كان للقسوة عنوان حتى مع أمه ومعهم , والذى كان دائما يهدد أمه بأرسالها لدور العجزة , كما أنه لم يراعى تعبها ابدا أو أهتم به , ولكن الآن صوت بكائه يسمعه كل قريب وبعيد منهم . 

كانت بين يداى ولكنى .....( مكتملة )حيث تعيش القصص. اكتشف الآن