|12|

156 15 2
                                    


و بينما أنا شارِدٌ في أفكاري تم دفعي بقوةٍ نحو الحائِط .

"أتعتقد أنكَ ستُفلِت مني بعد ما فعلتَه !! "صاح مارتن بوجهي بينما شرارة القتل تغدو عيناه .

"ماذا فعلتُ لكَ واللعنه !!" صِحتُ أنا أيضاً ليرفعني من عنقي ساحباً الأُكسيچين من رئتاي .

"ألا تعلَم ماذا فعلتَ أيضاً؟ تُخبِر الضابط ستيڤن بكُل سهوله عن وجود مستذئبين بالغابه "

"لـ-لكنه لَم يُصدِّق حتى" قُلت بإختناق و أشعُر أن روحي تُسحَب مني تدريجياً .

"هذا لا يمنعه من التحقق يا غبي" قال ثم أردَف "أنت لَن تذهب لتِلك الحفلة غداً ،ستذهَب لمكتَب السيد ستيڤن، إن رأيتُك بالحفل ستموت" قال مشدداً على الكلمة الأخيرة ثم رحل و تركني أرضاً لألهث بقوه محاولاً إلتقاط أنفاسي .

بقيت على هذا الحال و لم أحضَر باقي الحصص حتى رَن الجرس معلناً عن إنتهاء هذا اليوم الدراسي لأقف بسرعة حيث أنني طوال الوقت كنت على الأرض مثلما تركني مارتن .

وجدت توماس و اندرو يسيران نحوي لذا قلت لهم أن ينتظروني بالسياره .

إستطَعتُ تمييز جرايس من بين الحشدِ لأسير نحوها دافِعاً مَن يعترض طريقي بخفه .

"تحتاجين توصيله؟" سألتُها لتفزَع قليلاً .

كَم أتعجَّب، تِلكَ الفتاه لديها قوه خارقه نجهلها جميعاً و مع ذلك تنفزِع عند سماع أي صوت .

كادت تُجيب و لكن كاتيا أمسكَتها من ذراعها قائله لي "لا داعي ستايلز" ثم رحلَت بها .

تباً لها، كيف سأتقرَّب مِن جرايس و أُنهي تِلكَ المسألَه العجيبه .

سمعتُ صوت بوق شاحنة توماس لأعلَم فأذهَب نحو الصوت و أركب بصمت .

"توماس .."

"أجل؟" رد توماس معطياً نظره خاطفه لي ثم ركز على الطريق مجدداً .

"هل والدَك بالمنزل؟" سألته، إذا كان مارتن يريد مني إنهاء الأمر يجب أن أُنهيه قبل بِدء الحفل .

"في الحقيقه لا، إنه في سفر بخصوص العمل و سيعود ليلة غد" رد توماس .

لهذا قال مارتن ليلة غد و لهذا لا يريد مني الذهاب للحفل.. هل مارتن يراقبنا طوال الوقت؟

بقيتُ صامتاً طوال الطريق لذا صمت الجميع و كان الجو مليء بالتوتر حتى كسر أندرو الصمت .

"هل تعتقدون أن ما نبحَث عنه يخُص الأرواح و العالَم الآخر؟" تسائل أندرو .

"و لماذا إستنتجتَ شيء كهذا ؟" سألته بينما نترجل من السياره و تقدّم توماس للأمام بالمفاتيح و بقيتُ أنا أسير بجانب أندرو .

"لا أعلم.. أعني عندما تشعر بالبرد فجأة أو يتغير مسار عقارب الساعة ، كل تلك الأشياء تدل على وجود شيطان أعتقد " قال أندرو مستنتجاً .

تغيُّر مسار عقارب الساعة..

"لماذا العقارب تسير للجهة المعاكسة ؟"

"هـ-هل هذا خطير؟"

"لا، ربما هى فقط معطّلة يجب أن تذهب لمُصلح ساعات، أتعلَم هذا؟"

تذكرت هذا الحديث الذي دار بيني أنا و توماس في منزلِه لتنعقد الأمور أكثر .

كنت سوف أسأله إن كان لا يريد بطاقته ولكنه سبقني قائلاً "ما فعلتَه مع توماس كان رائعاً أعني الجميع يحتاج إلى حفلٍ وَسَط الدراسة حتى يرفه عن نفسه ولكنك إستغنيت عن هذا لأجل صديقك، أنا لم أكُن لأُفرِط في بطاقة دعوتي لكِنكَ فعلت"

إبتسمت بتزيف لأنني تأكدت أنه لن يعطني خاصته .

وصل توماس بـكتاب الخوارِق ثم سلمه لأندرو، فنحنُ نسلمه لبعضنا بالأدوار، و مَن يتوصَّل لـشيء يُخبِر الباقي .

"شكراً لك، وداعاً" رحل أندرو لأبقى مع توماس و ندخل للمنزل .

"تبدو متعباً" قال توماس و هو يخلع حذائه .

"إنه فقط من فرط التفكير " قلت ثم صعدت للأعلى .

أشعر بتأنيب ضمير أنني لست سعيداً لـتوماس، هل المسؤلية تجعَل مني جشعاً؟ أم أن هذا واجبي .

مهمتي عندما تنتهي سينتهي معها كل شيءٍ هنا ، لأنني سأعود للمركز ، لا جرايس، لا توماس، لا أندرو، لا توان الأحمق و الحمقاء كاتيا .

تكويني صداقات لن يستمِر لذا لا يَجِب أن أتمسَّك بـالأمرِ .
______________________________________

"إذاً لنرى" قالت كاتيا و هى تبحَث بخزانة جرايس على طقمٍ مُلائِم .

"عليّ الإعتراف جرايس، ذوقِك مُريع" قالت كاتيا ثم أردفَت "ولكن سنعمل على هذا" .

"جرايس ستيڤن، أعتقد أننا سنتسوق " قالت كاتيا لتذهَب جرايس ورائها بإنصياع .

_______________________________________

مر صباح اليوم التالي في هدوء تام ، لا يوجد أي شيء جديد يستدعي القلق كان اليوم طبيعي و يمر بسلاله غير أي يوم آخر مر عليّ هنا .

ولكن لا أعتقد أن هذا سيستمر..

الليله ستكون ليلة حفل عيدميلاد كاتيا، أستطيع إكتشاف القليل لا أعلَم و لكن حتماً سأكتشف شيئاً و لكن كل شيء ضدي تماماً .

مارتن يهددني بالقتل، تبرعت بدعوتي لتوماس المغرم بـكاتيا، أندرو متمسك بدعوته، كاتيا تقضي وقتها مع جرايس ولا أستطيع التواصل مع جرايس، لم أتوصل لذره في هذا الزمن اللعين و مهمتي مؤقته .

"تباً !!" ضربت خزانتي بقوة لينظر الجميع لي بغرابة و أُدرِك ما فعلْت .

وصلنا للمنزل بينما توماس يبدو في قمة الحماس .

"كل شيء جاهز، الهدايا، ملابس الحفل، بطاقة الدعوة، و حماماً ساخناً" قال توماس و هو يدخل الحمام ليأخذ حماماً ساخناً و يستعد للحفل و يهتف من الداخل أنه ممتن لي .

بينما أنا جلست على السرير و وضعت رأسي الذي يكاد ينفجر بين يداي في صراعٍ طويل حتى إتخذتُ القرار الذي أعلَم أنني سأندَم عليه .

"آسف تومي.. " تمتمت ثم أخذت بطاقة الدعوة من على المنضدة و خرجت من المنزل ركضاً .
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

السفر عبر الزمن | H.SOn viuen les histories. Descobreix ara