|4|

302 24 8
                                    

"ها قد وصلنا" هتف توماس و هو يأخذ المقرمشات و أحمل أنا بالمقابل المشروبات فـقد قررنا أن نحظى ببعض الأحاديث و الأفلام بما أنه صديقي الوحيد في هذا المكان، آآه و جرايس نوعاً ما .

فتح توماس باب المنزل بالمفتاح بصعوبة لأنه يَحمِل تلك المقرمشات التي تكفي ليومين .

دخلنا منزل توماس حتى سَمِعنا صوت رجولي يتذمر داخل غُرفَةٍ ما أعتقد .

"أولاً تنسى هاتفك بالثلاجة، ثانياً تأكل على الأريكة و تنسى الطعام عليها لأجلس أنا عليه بالمقابل"  لأنظر لتوماس الذي يفتح فَمَه ببلاهة لا يعلم بما يرد في هذا الموقف المحرج .

"ولكنني لن أتحمل أبداً أن أجد جوارِبَك داخل المرحاض، توماس" قال الرَجُل و هو يخرج في آخِر جملة من الغرفة غاضباً قبل أن تلين ملامحه قليلاً عندما لاحظني .

"هل لدينا ضيوف؟" سأل الرجُل الذي أعتقد أنه السيد ستيڤن، والد توماس .

"مرحباً سيد ستيڤن، أنا هاري صديق توماس" قُلت وأنا أمد يدي كَي أُصافحه لـيَمِد يده و يصافحني بالمقابل مع إبتسامة ودية و أرُدها له .

"أبي، هل يُمكن أن يبقى هاري معي الليلة، والداه قد سافرا و ليس معه مفاتيح منزله" ترجاه توماس ليومئ السيد ستيڤن بموافقة .

"حسناً و لكن لا يزال النقاش حول جواربك لم ينتهي" قال السيد ستيڤن و هو يضرب توماس على رأسه بـخفة مازحاً ليتذمر توماس و هو يضحك .

إبتسمتُ و أنا أُشاهدهم ولا أعلَم ماذا حلَّ بـعائلتي منذ ذلك اليوم الذي يتكرر في ذهني طوال الوقت، إشتقتُ لهم...

"هيا بِنا يا مُجعد " قال توماس و هو يدخُل غرفته كما خمنتُ لأدخل وراءه .

كانت الفوضى تَعُم المكان ولكن في تِلكَ اللحظة أدركتُ شيءٌ واحد، توماس يعشق كاتيا .

تلك الفتاة التي لا أرى بها شيء سوى الغرور و التملُّك .

و ها أنا أرى الكثير من الصور الخاصة بها متناثرة و صورة اخرى لتوماس يتصور و هى لا تنظر للكاميرا ولكن نصف وجهها بالصورة ، لأتأكد بأن توماس حاول أن يتصور معها بدون أن تلاحظ .

يبدو أنه واقع وبشدة، بالرغم من ذلك أنا لا أعلم الكثير عن الحُب .

ولكن فكرة أنك تحب شخص لا يبادلك نفس الشعور أرى أنها صعبة على توماس فـهو شخصٌ مرح لا يؤذي أحد و يُعتمد عليه .

"توقف عن التحديق بـ غُرفَتي هكذا، لم أكُن أعلم أنك ستأتي" تذمر توماس .

"لا بأس، أنا أيضاً غُرفتي فوضوية" قُلت ضاحكاً.

بالرغم من أنني لا أملك شيئاً في غرفتي بالمركز سوى مكتبة صغيرة و سرير و مكتب إلّا أن الكتب متناثرة بـكل مكان في أنحاء غرفتي ، لقد كُنت أقرأ كثيراً ، هذا الشئ الوحيد الذي كان يملأ فراغي، القراءة .

عادةً تكون جميعها عن الأساطير و أشياءٌ خيالية ، ولكن فكرة أنني كنتُ بمركز السفر عبر الزمن و أنتقل لزمن آخر بـكل سهولة جعلتني أؤمن بأن عالمي يحتوي على الخيال، وأنني بالفعل أعيش إحدى الأساطير الآن .

"والدك لطيف" قُلت وأنا أجلس بجانبه.

"حسنا هو ليس والدي تماماً" فسَّر لأنظر له بتساؤل.

" أنا يتيم، أبي و أُمي توفيَّ في حادث أجهله لأنني كُنت رضيعاً، ترعرعت مع أُختي حتى إتمام العاشرة مِن عُمري تماماً يوم عيدميلادي، لقد إختفت ، تركتني وحدي بالمنزل، ظننت أنها ستحضر لي هدية لـعيدميلادي أو ما شابه، ولكنها لم تعود حتى هبَّت عاصفة ثلجية ، كاد البيت أن يُقتلع مِن مكانه، كنت خائفاً أصرخ و أبكي في آنٍ واحد ولا أستطيع الخروج بسبب الطقس الشنيع بالخارج" قال مُرتَعِشاً لتذكره هذا الحدث الأليم لأضع يدي على كتفه گـ تخفيف عنه.

"رجال الشرطة كانوا بالخارج يساعدون المواطنين و يُحاولون السيطرة على الوضع، فالأمر لم يكن مجرد طقس سئ، لقد كانت عاصفة ثلجية بالصيف، حتى إقتحموا البيت عندما سَمِعوا صراخي" تنهد توماس ثم أكمل.

"أخذوني في شاحنة كبيرة و كان هناك العديد من الأطفال، كنت أرتجف و أبكي خائفٌ أنني خسرت أُختي أيضاً، و مرتعبٌ لـمصيري، لأركُض بعيداً عن الشاحنة دون وجهة، فقط أبتعد بقدر الأمكان و رجال الشرطة و المباحث يركضون ورائي"

"صعدتُ على شجرة و إختبئتُ بها، حتى ضلَّ رجال الشرطة طريقي و ذهبوا أخيراً، لأفقد الوعي من شده البرودة ،و كل ما أتذكره بعد ذلك أنني إستيقظتُ هنا على هذا السرير تماماً" إختتم توماس حديثه بتنهيدة مُتعَبة .

لم أكُن أعلم أن شخصاً مرحاً مثله قد مرَّ بـكل هذا .

"توماس أنا حقاً آسف، أنا لم أقـ--" بدأت بالإعتذار قبل أن يقاطعني توماس.

"أنا بخير"

"وما إسم أباك الحقيقي؟" تسائلت.

"كلاهما ستيڤن، أليس هذا غريباً" قال توماس ضاحكاً .

"مَن تبناني عاملني أفضل معاملة، دائماً خائفٌ عليَّ، لا يضربني أبداً كما أعلم عن بعض الأباء ، و أيضاً إسمه هو نفس إسم أبي الحقيقي، لهذا لم أتخيل أبداً أنني بعيدٌ عن أبي" قال توماس مبتسماً.

"كما أنه قام بتغيير إسمي حتى يكون على نفس الإقاع مع إسمه، توماس ستيڤن" قال ضاحكاً لأضحك معه.

"ما كل تلك الهدايا " سألته لينظر لي بضجر.

"أنت فضولي كثيراً سيد ستايلز" قال ثم أردف "إنها لـ كاتيا عيدميلادها إقترب، لـحسن الحظ هى تدعوا المدرسة كلها، فـبيتها كبير كما أنها تُقيم أفضل حفلات عيدميلاد.

"واو" هذا كل ما خرج مني.

"ولكن هل يذهب الجميع بالفعل؟" أردفت متسائلاً.

"الجميع، عدا جرايس" رد توماس

"لماذا؟" سألت.

"أنا لا أعلم هاري توقف عن طرح الأسئلة" قال توماس بـضجر لأعلم أنني تماديت.

"حسناً، ماذا سنشاهد؟" سألت.

"هاري أنت تسأل مجدداً و قد تعبت ،لهذا أنت مَن سيختار ماذا سنشاهد " قال و هو يعطيني أشياء دائرية لا أعلم ما هى لأننا لا نملك شئ يُدعى أفلام ولا تلك الأشياء الدائرية أيضاً بالمركز ولكن يجب أن أختار .

.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.

السفر عبر الزمن | H.SWhere stories live. Discover now