الحلقة الخامسة والعشرين

20.3K 406 6
                                    


هنا ارتسمت ابتسامة خفيفة عندما ميزت صوته من بين الجمهور ...قامت بالقفز على اول حاجز متخطياه بنجاح ....وقبل قفزها على الحاجز الثاني ظهرت قطة في وسط المعلب ...جعلت حورية تصاب بالذعر جاريه بسرعة قبل عبورها الحاجز ...فتطير هنا واقعة من فوق الفرس تحت انظار الجميع ...تعلقت العيون مذعورة على جسدها الملقي على الارض
أصاب عمار وغادة بحالة من الصدمة ...هب يوسف من مكانه ..قافزا فوق المدرجات حتي أصبح بالقرب منها
أسر كان مشاهد صامت ..أمتلئت عيناه بالدموع ...شاعر بعجزه لأول مرة ...لتخرج منه فمه أول كلمة ...هناااا ...بصوت خافت ضعيف...ليصمت بعدها ...في خلال ثواني أصبح يوسف بالقرب من هنا...جاء مسرعا في نفس الوقت طبيب الطوارىء...جلس بجوارها يوسف ممكسا بكف يدها ضاغطا برفق هامسا بألم...قوووومي ياهنا ...فتحت عيونها متفاجئة بنظرات يوسف المذعورة
هنا بنبرة خافتة : يوسف
يوسف لمعت عيناه بالدموع : أنت كويسة...مفيش حاجة وجعاكي
هنا هزت رأسها قائلة : مفيش حاجة ...لتكمل بنبرة مؤكدة ...أنا كويسة ..مش أول مرة أقع من على الحصان وأكيد مش أخر مرة..أرتسمت على وجهها ابتسامة خفيفة...ثم تحاول النهوض
يوسف بقلق : متقوميش الا لما الدكتورياطمنى الاول
هنا : بقولك أنا كويسة
يوسف : طمني يادكتور
عندما أنتهي من الكشف عليها قال : الحمد لله ...مفيش كسور ظاهرية ...بس هتحتاج تعمل شوية أشاعة زيادة اطمئنان...قامت هنا من على الارض وانصرف الطبيب ..أتي عمار وغادة مسرعين ومعهم أسر...ترتسم الابتسامه على وجوه الجميع ...لرؤيتهم هنا واقفة وملامح وجهها لا تبدو عليها أى ألم بل على العكس ...فهي تبتسم ليوسف المحتضن أيها
عمار أعطى يوسف نظرة مرعبة ...أسقط يوسف يده سريعا
هنا بدهشة : مالك يايوسف
يوسف بنبرة خافتة : بصي وراكي...أبوكي هياكلني بعينيه
هنا بابتسامة لطيفة :باين عليك بتخاف منه...واستدارت لرؤية والداه
يوسف بخفوت: طبعا هو أنا مستغني عن عمري
غادة حضنت أبنتها بشدة ومررت يدها على جسدها: أنتي كويسه ياهنا
هنا : أيوه ياماما ...وده كلام الدكتور مش كلامي عشان تتطمني أكتر
عمار تنهد برتياح : الحمد لله
غادة نظرت الى عمار بلوم: أنت السبب ..مليت دماغها على حب الفرس ولعبة الفروسية
هنا: مااااما ..هو كل مرة هتمسكي في بابا..ده نصيبي ودي هوايتي...بتشجعيه ليا أو من غير حتى تشجيع ...كنت هلاقي نفسي باختار رياضة الفروسية
يوسف أنزعج عند سماع ردها...قائلا برجاء: لو قولتلك مش عشاني أنا بس ...عشانا كلنا
هنا شعرت بصراع نفسي لرؤية نظرات الكل المترجية...حتى أسر الصغير وجه اليها نظرات متوسلة
هنا: أنا وعدت نفسي هاخد بطولة الجمورية في الفروسية في نط الحواجز...هاخدها وبعدين هكتفي بركوب حورية بس...تنتبه هنا أنها لم تطمئن على حورية حتى الأن ....سألت بقلق : هي فين حورية
عمار : راحت على الاسطبل وهي كويسة ومجرالهاش حاجة
تنهدت بارتياح : الحمد لله
يوسف: يلا بينا نروح
هنا بحدة : نروح فين ؟
يوسف : تروحي البيت عشان ترتاحي
هنا : لسه اليوم مخلص...هكمل لحد النهاية...أومال هاخد البطولة أزاي لو أعتذرت النهاردة
يوسف أنفعل بسرعة : أخدتي وقعة وقعتي فيها قلوبنا كلنا ومصممه تكملي يوم عادي....متقولها حاجة ياسيادة المستشار
عمار هز كتفيه بيأٍس: لو أعرف أن كلامي هيأثر...كنت أتكلمت
أقترب مسئول الملعب منهم قائلا: لو سمحتو أتفضلو من هنا عشان نكمل المسابقة
يوسف برفض : أنا هتحرك بس بشرط واحد أنك تكسبي...ووجه عيونه الى عمار...وحضرتك توعدني أن الفرح ميعاده بعد ماالبطولة تنتهي علطول
عمار برفض: مستحيل طبعا
يوسف بابتسامةخبيثة ثم جلس على الارض : وأدي أقعدة ومش متحرك من مكاني
هنا نظرت له بعيون متوسلة :باااابا
غادة أبتسمت من منظر يوسف: وأنا موافقة وأنت كمان ياعمار موافق
عمار : بس ياغادة مش هنلحق نخلص أعدادات الفرح
غادة نظرت له بحب : عمااار حبيبي ...أنا اللي المفروض أقول الكلام ده ...مش أنت...ومتقلقش كل ده هيخلص في وقته
عمار نسى الدنيا وما فيها ...سقط غريق نظراتها المحبة ...صمت عن الكلام ...فتتكلم العيون بأبلغ معاني كلمات الحب
يوسف بنبرة عالية ووجه مبتسم : ولا كان على البال ولا كان على الخاطر ..لو مكنتش شوفت بعيني مكنتش هصدق...ماهو حضرتك طلعت حبوب ورمانسي...أومال منشفها عليا ليه
اتسعت عيون عمار بغضب..ليتراجع يوسف عن كلامه....أنا أسف أعتبر نفسك مسعمتش حاجة
غادة بابتسامة: الفرح هيكون الاسبوع اللي جاي يايوسف
نفخ عمار بضيق: سمعتي ياغادة كلامه
غادة بحب: سمعت وهو كان بيقول واقع ..يلا بينا عشان في موضوع مهم عايزه أخد رأيك فيه
عمار بابتسامة: يلا بينا
يوسف : خلي بالك من نفسك ياهنا
هنا: هخلي بالي من نفسي...ثم وجهت نظراتها الى أسر...وأنا مش هتقولي حاجة يأسورتي
أسر عيناه لمعت بالدموع وهز رأسه...أقترب منها ورفع كلتا يداه كعلامة أنه يريد أحتضانها
يوسف بابتسامة : أنا همشي عشان ممكن أغير...غمزل أسر ...أحضن وحصلني بسرعة
هنا أحست بسعادة غامرة : أخيراااا يأسر...رفعته بين ذراعيها محتضنه ...سألته...هاااا أبوس ولا هتتقمص مني
أسر هز رأسه بالنفي وهي تقبله همس بصوت متقطع بالقرب من أذنها ...خليها مفاجأة للكل وفوزك بالبطولة هو هديتي...
هنا دموعها تساقطت دفعة واحدة مصدومة..مصابة بحالة من الارتباك ...لفت حوالين نفسها وهي تحمل أسر ...صارخة بسعادة والدموع تنهمر على وجنتها : أوعدك
ألتفت يوسف ناظر خلفه مندهش من صياح هنا...رجع اليهم مرة أخري...شعربالصدمة عند رؤية دموعها ...سأل بقلق: مالك ياهنا
هنا ضحكت : في أني مبسوطة أوي أوووووووي يايوسف ...أخذت تدور بأسر مرة أخرى
يوسف: أيها اللي الحاجة اللي خلتك مبسوطة بالطريقة المجنونة دي
هنا بسعادة : هبقا أقولك بعدين
يوسف بفضول : طب مينفعش تقولي دلوقتي
هنا : بعدين ..بعدين
يوسف حرك يداه بيأس : وأنا هستنى...يلا ياأسر ولا عاجبك اللف والاحضان
أسر هز رأسه بالايجاب...أقترب منهم يوسف وأخذه من حضنها وأنزله على الارض
أسر أشار له بكف يده مودعا
أبتسم لها يوسف وأنصرف وهو ممسك بكف أسر... ظلت واقفة مكانها تتأمل أبتعادهم بملامح مبتسمة
____________

روقية بأمل : أنت بتحبني
قاسم هز رأسه بالرفض ...قائلا: أنا مش قادر أستغنى عنك ...موافقة على طلبي ...أننا نعيش مع بعض علاقة طبيعية زي أي زوجين ...من غير مايبقا عندك أمل أني ممكن أحبك
أعتصر الالم قلبها عندما سمعت كلامه ...كل كلمة منه كانت بمثابة طعنه لقلبها العاشق له
قاسم : قولتي أيه ...موافقة ياروقية
أخذت نفس عميق وأخرجته بقوة ..حزنا وألما ...أستعادة تنفسها الطبيعي بعد لحظات من الاضطراب والأنفعال
قاسم بنبرة متعجلة لسماع الرد: قولتي أيه؟
روقية تمهلت قبل الرد: موافقة ...
أبتسم لها: هو ده الكلام....وأنا من رأي بلاش نتنظر أكتر من كده وعلاقتنا تتغير من النهاردة
روقية تأملت ملامح وجه السعيدة بعشق فهي مستعدة بقبول فتات مشاعره...لكن يجب عليها الاعتراف له...تاركه له حرية الاختيار
تنهدت بحدة : فاكر ياقاسم لما سألتني أيه الحقيقة اللي خوفت تعرفها
قاسم : أه فاكر كويس وفاكر ردك كمان أنك هتقولي الحقيقة لما تكوني حاجة بالنسبة ليا... ويكون في مشاعر حقيقة مني ليكي...بس ده محصلش ...أنا مجرد اللي حسه ناحيتك رغبة مش مشاعر حب
روقية ردت متألمة : عارفة ...ضحكت بحزن ...باين عليا كنت بحلم أنك في يوم ممكن تحبني زي مابحبك وطبعا هتسامحني لما أقولك الحقيقة...وطبعا كل ده أحلام مستحيلة صعب أنها تحقق..
قاسم : مش فاهم أنتي عايزه تقولي أيه
روقية زفرت بحدة : أنا وانت محصلش بينا حاجة خالص
قاسم عقله رفض ماجال بداخله من شك : تقصدي أيه بكلامك بالظبط يارقية
روقية : محصلش بينا حاجة خالص ... أول ماصحيت من نومك في أوضة الفندق ورديت عليك لما سألتني في حاجة حصلت بينا... وكان ردي ليك أيوه حصل...الحقيقة محصلش حاجة بينا خالص ...
قاسم ملامح وجه اشتعلت بالغضب: ضحكتي عليا يابت ال... قطع لعناته قبل إكمال بقيت الكلمة... ابوكي ملهوش ذنب... أمسكها من كتفيها هزا أيها بقسوة.. ليه؟
مرددا بغضب.. ليه؟...ليه عملتي كده؟
نظرت له ودموعها محتبسة خلف رموشها... ردت عليه بنبرة متألمة: بجد أنت مش عارف ليه....هو أنت بتضحك علي مين فينا بالسؤال ده
رد عليها بلهجة قاسية : انا عايز الرد على اد السؤال من غير فلسفة
روقية استطاعت بصعوبة السيطرة على دموعها من الإنهيار... ردت بلهجة حزينة : الحكاية ابتدت من زمان... لما قطتي اتحبست فوق الشجرة وكنت لسه طفلة كنت أول مرة أشوفك .. لما أنقذت قطتي بقيت بالنسبالي هيرو بطل احلام طفولتي والتعلق بيك كان كل يوم بيزيد عن اللي قبله ... وكنت بقول لنفسي بكرا لما أكبر هقولك تتجوزني... أنت كنت بالنسبة ليا حلم الطفولة والمراهقة... ولما شوفتك تاني بعد السينين دي كلها... قلبي دق جامد وحسيت بالسعادة... واكتشفت أن قلبي كان ملكك زمان وهيفضل طول العمر ملكك... بس أنت كانت معاملتك ليا وحشة وكانت نظراتك ليا فيها كره مع أنك معرفتنيش وأول مرة تشوفني... قولت لنفسي يمكن تصرفاتك دي بسبب سلوكي بسبب مظهري... وقررت اتغير علشانك.. علشان تحس بيا...بس للأسف كل مانتقابل أحس بكرهك ليا بيزيد... وحركاتي المستفزة كانت رد فعل طبيعي علي معاملتك السيئة ليا... ولما شوفتك قاعد في بار الكافية كانت صدفة.... في اليوم ده اتفقت أنا وشاهي وأحمد نتقابل في الكافيه وازاي ارد ليك مقلب المستشفى... بس لما شوفتك قاعد حزين... معرفش جرالي أيه..قلبي أتألم جامد... حسيت بحزن... في اللحظة دي نسيت إنتقامي ومفكرتش غير في حاجة واحدة.. إزاي أخفف عنك ألمك ولما قعدت جنبك مسكت فيا جامد وكان باين عليك مش في وعليك.. وطلبت مني إننا نتجوز.....
ظل قاسم صامتا مصدوم من اعترافها... صمتت روقية عن الكلام... رفعت رأسها.. ووجهت له نظرات حزينة وأكملت كلامها بصوت جريح مبحوح.... أنت كنت بتقول ياسهى تعالي نتجوز... مكنتش بتقول أسمي... كان كل كلامك سهى سهى... هربت منها دمعة وحيدة غصب عنها.... لما كنت بتقول ياسهى كل شوية كنت عايزة اقوم اهزك جامد وأقولك أنا روكا مش سهى
...ولما قولت لشاهي إنك بتقول تعالى نتجوز... اقنعتني بالموافقة وأحمد جاب المؤذون علطول... ولقيت نفسي متجوزاك... مفكرتش ثانية مقولتش حتى لنفسي إن اللي بعمله غلط... إن ممكن عملتي دي تسقطني من نظرك... كنت معمية عن التفكير السليم...كلام شاهي وضعفي في الوقت ده واستهتاري كل ده خلاني اغلط غلطت عمري... ولما طلعت اوضتك فوقت وحاولت اخرج بس أنت منعتني من الخروج وقفلت علينا الأوضة وبعدين اغمى عليك... والباقي أنت عارفه
قاسم بغضب مكتوم: وجاية تعترفي دلوقتي ليه
روقية بحزن عميق: عشان اتغيرت...
قاسم بصياح : لو إنتي اتغيرتي بجد مش تمثيل....أنا متغيرتش.... مشاعري لسه زي ماهي مجرد رغبة مش اكتر.... كمل كلامه منفعلا... مش هقولك أمشي... أنا اللي همشي وهسيبلك الشقة اشبعي بيها... لحد ماتزهقي وتمشي من نفسك....
خرج بخطى غاضبة.. أغلق الباب خلفه بعنف شديد فكاد أن ينخلع
روقية دموعها الحبيسة تساقطت بغزارة...وقلبها أخذ في الصراخ... قاااسم
________

وفي شقة فاطمة ...في الصباح الباكر..أستيقظ فارس ثم تأكد من أستغراق أمه في النوم وبعد الاطمئنان عليها من الممرضة ...أكد عليها أبلاغه بوضع والدته الصحي أولا بأول...قام بأعطائها رقم تليفونه ...لينصرف بعدها مسرعا ..لكي يصل ألي شقته بسرعة ...حتى يطمئن على سهى
فتح باب شقته بهدوء ...وجد أنوار الشقة جميعها مضائة ...أغلق الباب خلفه ودلف الى الداخل...باحثا عن سهى ...ليجدها في غرفة الرسيبشن نائمة على الكرسى ...والتليفزيون مضاء
جلس بالقرب منها ...ناظر لها بعشق ...متأملا كل تفصيلة صغيرة في وجهها....حرك أبهامه بخفة على أرنبة أنفها حتي يجعلها تستيقظ
مسحت وجهها ...مبعدة مايزعج نومهاولكن الازعاج مستمر...مضطرة أخيرا للاستيقاظ ...فتحت عيونها بنعاس ...تفاجئت برؤية وجه فارس القريب من وجهها ...النعاس أختفي ..لتحل مكانها ملامح غاضبة
سهى قالت ساخطة : رجعت ليه ماكنت بات هناك يومين كمان ...
فارس قام بمداعبتها ..ليرد بحب: وأنا مقدرش على بعدك يوم واحد
سهى بانفعال : قدرت يافارس... حاولت النهوض والابتعاد عن مداعبة يداه ...
...قدرت وسبتني لوحدي ...
جذبها بالقرب منه ومنعها من النهوض : أنتي عارفة كويس اللي حصل غصب عني وماما كانت خايفة تبات لوحدها في الشقة
ردت عليه بدموع: وأنا كمان محتاجاك ...أنا بيجيلي حالة من الذعر ...لما بكون قعدة في مكان لوحدي....بخاف أتحرك من مكاني ....لو عايزه حاجة مش بتحرك ممكن أفضل في مكاني بالساعات...أنا كنت خايفة أوي يافارس...
لما رأي دموعها وسمع نبرة الالم في صوتها ....شعر بالضعف ولم يجد سوى حضنه لتخفيف قليلا من وجعها
حضنها برقة ...قائلا بخفوت: أنا جمبك دلوقتي ومش هسيبك تاني لوحدك خالص
سهى بدموع : أنا عطشانة أوي
فارس باستغراب :عطشانه
سهى : خوفت أتحرك من مكاني لما سمعت صوت خارج من المطبخ وكنت عايزه أشرب ...وولعت كل الانوار والرديو والتليفزيون...كنت ميته من الرعب يافارس ...
فارس: أهدي أنا جمبك أهو ...وأنتي باين عليكي من كتر خوفك أتخيلتي الاصوات ....متزعليش مني ياسهى ..مكنتش أعرف أنك بتخافي
سهى : كنت هتعمل أيه
فارس : كنت هخدك معايا
سهي: وأنا مكنتش هروح معاك
فارس : بس كنت هتصرف ومكنتش هسيبك لوحدك خالص...ثم قبلها بخفة ...وقبلته البرئية المقصود منها الاعتذار...تحولت الي لهيب مشتعل...نسيت سهي خوفها والسبب في غضبها منه..بعد فترة أبتعدو عن بعض...تنفس كل منهما بصعوبة
نظر لها فارس بعشق ...
واجهت نظراته بخجل :عطشاااانه يافارس
فارس بحب :هشربك حالا...ذهب جري الى المطبخ وفي خلال ثواني كان بالقرب منها ...يحمل في يديه كوب من الماء...المية ياحبي ...وقرب كوب الماء من شفتيها ..ليروي ظمئها بنفسه
سهى بهمس : كفااايه
فارس بنظرات ملتهمة وبنبرة راغبة :خلاص مش زعلانة
سهى بخجل : خلاص مش زعلانة
فارس بحب : أنا عرفت لما تزعلي مني ...هصالحك أزاي...كفاية عليكي بوسة مني
سهى أحمر وجهها لا أراديا: فاااارس
فارس: ياعيون فارس
رن تليفون فارس ...أختفت ملامح السعادة من على وجوههم ...لتحل نظرات عابسة مترقبة..
ظلت سهى صامتة ...منتظرة
فارس بتردد ...أمسك التليفون ورأى والدته هي المتصلة .
فارس بخوف مماهو قادم: أيوه ياماما
فاطمة ببكاء: عايزاك تيجي ليا بسرعة يافارس
فارس كتم غضبه بصعوبة ...قائلا بهدوء مفتعل : حصل أيه ياماما
فاطمة بذعر : أنا خايفة اوي يافارس
فارس بقلق : في ايه ياماما
فاطمة ببكاء: في أن حياتي في خطر.... تعاله بسرعة يافارس الموضوع في حياتي
فارس بصدمة من كلامها: أنا جايلك بسرعة ياماما
سهى دموعها أنسالت بصمت عند سماع رده.
فارس شعربألم في قلبه لرؤية دموعها ... وامتلكه أحساس بشع بالعجز...في كارثة حصلت ياسهى
سهى بنبرة باكية : مش عايزه أسمع حاجة يافارس ...كل اللي فهماه دلوقتي أن كلامك ليا من دقايق كان زي قلته
فارس بحزن : ماما بتعيط وباين في مصيبة حصلت
سهى بألم : مش هتفرق معايا كتير... ماهي علطول بتعيط ليك
فارس : طب تعالي معايا
سهى برفض : مش هروح معاك يافارس ...اعذرني مش هقدر أروح معاك
فارس : مش قصدي عند ماما ...تعالي أوديك عند مامتك ....مش هسيبك تاني تقعدي لوحدك
سهى: هروح عند ماما يافارس...وهفضل قعدة عندها لحد ماتشوف حل ل علاقتنا
فارس : تقصدي أيه بكلامك
سهى بحزن : أنا مش هقبل اكون زوجة درجة تانية...أنا تعبت كتير في حياتي ومش مستعدة أتعب ولا أضحي تاني ...أنا هدي نفسي وقت أفكر كويس في علاقتنا ....أذ كنت هكمل معاك وأرضى بوجود أمك منغص لسعادتي ولا مش هكمل ومش هقبل بوجودها
فارس بغضب : أنتي بتقولي أيه
سهى : اللي سمعته يافارس ...هتوصلني ...ولا أمشي لوحدي
فارس بغضب مكتوم : هوصلك ياسهى ...وهيكون بينا كلام بعدين ...بس لما أشوف ايه اللي حصل

فارس قام بتوصيل سهى الى منزل والداتها وكانت طول الطريق مكشرة ولم تنطق بحرف واحد معاه...وهو في طريقه الى شقة أمه...جاء له أتصال من زميل له فى الكلية معروف برغيه في الكلام وأنه لن ييأسس في الرن عليه حتى يقوم بالرد ...فأخرج التليفون وجعله في الوضع الصامت..زفر بحدة ....مش وقتك خالص
لما دلف فارس الى داخل الشقة وجد أمه جالسه وعيونها محمرة من البكاء
فارس بقلق : خير ياماما حصل أيه
فاطمة بلهجة مذعورة : الواد اللي تعرفه جميلة أتصل بيا وبيهددني ...وقالي أسحب الكلام اللي قولته عليه ...وأن مفيش حاجة تجمعه بجميلة ...ولما رفضت وقولت ده اللي سمعته هددني بالقتل ...لو مسمعتش كلامه ...ولما سألته فين جميلة ....رد عليا بكلام مش فهمته وقال محدش هيقدر يلاقيها
فارس : أطمني ياماما ...أنا هتصل بمحمد وهخليها يتصرف بخصوص الواد ده ...زي ماأنتي عارفة محمد ليه علاقات كتير
...أخرج تليفونه وقام بالاتصال بيه
محمد : أبن حلال كنت لسه هتصل بيك دلوقتي ....كمل حديثه قائلا ....فاكر الواد اللي أسمه عامر اللي الحاجة قالت اسمه في التحقيقات ...
فارس بانفعال لمجرد ذكر أسمه : فاكر طبعا ...الواد ابن ال____أتصل بماما وهددها يامحمد
محمد : أنا عرفت أنه أتصل بيها وهددها ....وقبل ماتزعق في وشي وتقولي مقولتلكش ليه ....عشان الأخبار دي لسه وصلالي طازة...
فارس باستغراب: وعرفتو أزاي بموضوع المكالمة
محمد : بص هقولك من غير ماتزعق ... أنا زي زيك مكنتش أعرف بالموضوع ده خالص
فارس بضيق صدر : أنجز في الكلام ...موضوع أيه اللى مكنتش تعرفه
محمد : تليفون الوالدة كان متراقب
فارس بصياح : أنت بتقول أيه ...وكان متراقب ليه بقا
محمد : هما أعتبرو الوالدة طرف في التحقيقات وراحو حطو خط التليفون تحت المراقبة ....خلينا في الكلام المهم ...لما الحاجة جابت سيرة الواد ده في التحقيقات ...حاولو يقبضو عليه عشان يحققو معاه ....ولما القوات راحت المنطقة اللي عايش فيها أختفى وفص ملح وداب ....كأنه عرف وسمع حاجة عن الكلام اللي اتقال عليه في التحقيقات ...فالشبهات دارت حواليه ....ولما كلم الحاجة وهددها ...عن طريق المكالمة دي ...قدرو يحددو مكانه ...وطلعت قوة وقبضت عليه وأتحقق معاه
ومع أول قلمين من المخبرين ...أعترف بكل حاجة
فارس : كمل يامحمد ...أعترف قال ايه بالظبط ...وقال مكان سهى فين
محمد: هو عرف بموضوع التحقيق من والدة جميلة ....أصله كان بيدور معاهم وكل شوية يتصل بأمها قال أيه عامل نفسه بيطمن ...وكان عن طريق أمها بيعرف أخر الاخبار أول بأول
فارس :ولقو جميلة ولا لسه
محمد : الواد طلع قاتلها ...أصلهم أتخانقو مع بعض وهو راح مموتها ....وبعد ماأقتلها أتفق مع واحد صاحبه أزاي يتخلصو الجثة ...بس تصدق الواد ده طلع عقليه أجرامية....صاحبه مبلط سراميك وكان بيبلط محل ....راحو حفرين قبر داخل المحل ودفنوها فيه ومبلطين عليها
فارس : لا حول ولا قوة الا بالله .....ربنا يرحمها ويغفر ليها ذنوبها
أغلق التليفون مع محمد مودعا
فاطمة بنبرة مضطربة: خير يابني ...مين اللي بتترحم عليها
فارس بضيق: جميلة ياماما ..الواد موتها الله يرحمها
فاطمة : الله يرحمها ...مش عايزه أقول أنها السبب ..ده أخرت المشي البطال ...اللهم لا شماته ...ربنا يرحمها ويغفر لها
فارس: هستئذن ياماما هتصل بسهى أطمن عليها
فاطمة : سلملي عليها لما تكلمها
فارس : حاضر ياماما
أخذ ركن بعيد عن أمه وقام بالاتصال بسهى
سهى بدون نفس: نعممممم يافارس بتتصل ليه دلوقتي....وهو أنت لحقت تخلص الموضوع المهم اللي كان فيه حياة وموت
فارس بضيق من سماع نبرة التريقة في صوتها: أنت عاملة أيه دلوقتي
سهى: كويسة والجو جميل ...أصل المكان حلو اوي ولا حمام السباحة تحفة
فارس : هو أنتي فين بالظبط
سهى : مع ماما في الفيلا الجديدة...أصل حبيت أغير جو...وأول ماوصلت لقيت ماما محضرة الشنط وهتمشي ...فاول ماوصلتني مشيت معاه علطول
فارس بغضب مكتوم : من غير ماتقوليلي
سهى بغضب: هو ده كل اللي همك من غير ماقولك....بصي على تليفونك هتلاقيني عملت بأصلي ورنيت عليك عشان أقولك ....بس أنت اول ماتروح عند الوالدة بتنسى أن ليك زوجة ممكن تتصل بيك ومحتاجة حاجة
فارس تذكر رؤية علامة مكالمات فائتة لكنه لم يتنبه الى أسمها قط ...فصورتها الحزينة كانت تشغل بالها عند أتصاله فقال بنبرة معتذرة : معلش ياسهى أصل كنت عامل التليفون صامت ...
سهى بانفعال: تعمله عام عندي واول ماتروح عند أمك تعمله صامت
فارس بضيق : أتكلمي كويس ياسهى وقوليلي أنتي فين دلوقتي
سهى بنبرة باكية : مش هقول يافارس ...مش هقول ومتحاولش تكلمني تاني دلوقتي عشان مخنوقة اوي وزعلانة منك .
فارس: هدي نفسك ياسهى وقوليلي أنتي فين وأنا هجيلك دلوقتي وهحيكلك كل حاجة
سهى بدموع: بالله عليك يافارس سبني يومين لوحدي ..بلاش تضغط عليا عشان أعصابي تعبانة وجبت أخري....أنا هبقا أتصل بيك وهقولك على العنوان ...خايفة أقولك تيجي وتضغط عليا أروح معاك وانا بصراحة عايزه أقعد يومين لوحدي
فارس: طب قوليلي العنوان بس وانا هوعدك مش هجي
سهى : وعد يافارس
فارس : وعد ياسهى ...قوليلي العنوان اللي انتي موجودة فيه عشان قلبي يبقا مطمن عليكي واول ما تحسي انك ارتحتي كلميني وانا اجيلك
سهى : حاضر يافارس وقامت بأعطائه العنوان
اغلق معاها التليفون وسادت ملامح وجه العبوس الحزن...لما رأت فاطمة حزنه الواضح
فاطمة بقلق : مالك يافارس
فارس بحزن : مليش ياماما
فاطمة بأصرار : مالك يافارس ..مش هزن الا لما تقولي أيه اللي مزعلك
فارس : سهى زعلانة اوي ...بصراحة ياماما أنا جيت عليها كتير
فاطمة بندم: مش لوحدك وأنا كمان قسيت عليها كتير ...طب ماتروح تصالحها
فارس بحزن : أنا وعدتها ياماما مش هروح ليها دلوقتي الا لما تحس أنها مرتاحة وعايزه تشوفيني
فاطمة : خلاص اعمل اللي مريحها يابني ....ولما تروح تصالحها هات ليه حاجة حلوة
فارس بفضول : زي أيه كده ياماما
فاطمة : هات سلسلة دهب ولا خاتم ...هات ليها اللي يفرحها

_______________

تحدد ميعاد فرح هنا ويوسف ومرت الايام على الجميع مابين سعيد وحزين
قاسم أيامه في الفيلا كانت كالحجيم ...وبعاده عن روقية جعله يكتشف أنه يكن لها مشاعر مختلفة عن مشاعر الرغبة ...لكن عناده وصلابة رأسه ...جعلته رافض تمام حتى الاعتراف لنفسه بوجود الحب
أما عند سهى وفارس ظل الوضع كما هو عليه ...فارس كل يوم ينتظر مكالمة من سهى ..لتخبره أنها تريده أن يأتي... لكن المكالمة لم تأتي حتى الآن
روقية أتحجبت ...أصرت أن تتغير لنفسها وليس لغيرها ....قرارها كان نابع من أقتناع داخلي ووجود شىء يحسها على الحجاب... وأنها بذلك تفعل الصواب
سمعت روقية أصوات دربكة وزغاريد صادرة من الشقة الموجودة أسفلها ...أرتدت حجابها مسرعة... فتحت الباب ونزلت على السلالم ....تفاجأت بوجود الست أكرام والعديد من الوجوه المهنئة لشخصين بجوار باب الشقة
نظر كل من كريمة ويحيي الى الفتاة الموجودة على السلم بفضول
كريمة : أنتي مين ؟
أكرام باستغراب : معقولة متعرفوش مرات قاسم
اتسعت أبتسامة كل من يحيي وكريمة
يحيي بابتسامة : مانتي عارفة ياحجة أكرام أننا مروحناش الفرح عشان سفرية العمرة
أكرام بابتسامة : وحتى لو روحتو الفرح مكنتش هتعرفوها
كريمة: عندك حق المكياج بيغير الشكل
أكرام : مش مكياج وبس ياحجة كريمة ...أصل روقية لسه متحجبة وبسم مالله ماشاء الله بقيت قمر أربعتشر بالحجاب
كريمة بابتسامة هادئة : مبرووك ياروقية
يحيى : أومال فين قاسم مشفتهوش لحد دلوقتي
روقية أحتارت في الرد ...ماذا تقول ...ردت بلجلجلة : عنده شغل برا واتفق مع الصانيعية يخلصو شغل الورشة
يحيي : أبن حلال جوزك ياروقية ...صممم يخلص بنفسه شغل الورشة وانا في العمرة راجل يعتمد عليه... ربنا يخليكم لبعض
روقية همست بخفوت: يارب
وبعد فترة من التهاني وخلو الشقة من المهنئين
روقية : هسيبكم ....عشان ترتاحو زمانكم تعبانين من السفر
كريمة : أحنا مش تعبانين ....أحنا نمنا لحد ماشبعنا في الطيارة
روقية بابتسامة خجولة : أنا بقا ورايا شوية شغل لازم يخلص النهاردة
كريمة بفضول : شغل أيه اللي في البيت ده
روقية : شغل عن طريق النت ...بعمل تصاميم ...ديكورات وباخد عليها فلوس كمان
كريمة بدهشة : هو شغل النت بيكسب
يحيي : باين عليكي ياحاجة نسيتي شغل قاسم ....شغله كله الكتروني عن طريق النت
كريمة : ولحد دلوقتي مش عارفة بيكسبو من ورا النت ازاي .. مصمصت شفتيها بتعجب
يحيي بمشاكسة : ولا هتفهمي .....أصل الموضوع محتاج شرح كبير أوي ومهما شرحت....هتقولي مش فاهمة
كريمة بزعل: كده بردو ياحاج تقول عليا كده
روقية كتمت أبتسامتها : أنا همشي....السلام عليكم
كريمة : وعليكم السلام يابنتي ...تبقي تنزلى علطول
يحيي: وعليكم السلامة ....مع السلامة يابنتي
روقية بابتسامة : حاضر....لتنصرف بعدها مغادرة

وفي اليوم الحاسم لدى هنا... يوم بطولة الفروسية... وايضا تنفيذ الاتفاق بينها وبين أسر... فهي عند فوزها كما وعدت أسر... سينطق أمام الجميع
ركبت هنا حورية وهمست في أذنها.... متكسفنيش ياحورية... خلينا ناخد الكاس
اجتازت هنا الحواجز ببراعة... تحت تصفيق وتهليل المشجعين...
وبعد إنتهاء جميع المتسابقين من التنافس... أنتظر جميع الفرسان مترقبين إعلان النتيجة
.... وبعد وقت عصيب من الإنتظار أعلن الحكم
حكم السباق: نعلن هنا عمار بفوزها ببطولة الجمهورية في تخطي الحواجز للفروسية
هنا قفزت مكانها من السعادة وبدل اتجاهها ناحية منصة الحكام... اتجهت ناحية المدرجات.. وأشارت إلي يوسف حتى يعطيها أسر
يوسف بسعادة غامرة : مبروووووك ياهنا
ثم قام بأعطائها أسر
هنا بفرحة : اخدت الكأس يايوسف.... أخذت الكأس ياأسر.. وعندما أصبح بالقرب منها... همست له... مستعد تديني هديتي
أسر بابتسامة : مستعد
وقفت هنا بالقرب من المنصة وقامت باستلام الكأس... ثم أمسكت الميكروفون....قائلة بابتهاج.... النهاردة الفرحة...تلات فرحات فوزي بالسباق... وكمان فرحي اللي هيبقا بكرا....وكمان صوت أبني أسر اللي رجعله... لمعت عيناها بالدموع... تحب تقول ايه ياأسر
أسر رد متأثر وعلا صوته في الميكروفون : بحبك
قفز يوسف من مجلسه عند سماع صوت إبنه... قلبه أخذ في الدق بسرعة رهيبة وفي خلال عدة قفزات وخطوات كان بالقرب من أسر... رفعه من على الأرض حاضنا إياه...يوسف بتوسل... سمعني صوتك تاني...
أسر : بابا
طفرت الدموع من عيونه : قولها تاني
أسر :بابا
جميع الموجودين هللو بسعادة وتأثر مابين مصفق وهاتفا بقول مبروووك
وهو مازال يحمله... التفت إلى هنا سألا... أنت كنتي عارفة.... من إمتى؟
هنا بدموع: من يوم ماوقعت... فاكر لما اخدته معايا المستشفى... عشان اعمل إشاعة... كشفت عليه... والدكتور طمني وقال صوته رجع وانقطاع صوته قبل كده كان حالة نفسية ووقعتي كانت صدمة ليه وخلت صوته يرجع
يوسف بصدمة : كل ده وانتم الاتنين مخبيين عليا
هنا برجاء متزعلش يايوسف... احنا اتفقنا نعملها مفاجأة... عشان خاطري وخاطر اسر اضحك تاني بقا
يوسف : أنا مش زعلان....انا مبسوط اووووي... أنا أسعد إنسان في العالم

قام يحيي بالإتصال بقاسم
قاسم بسعادة عند رؤية رقم المتصل : عم يحيي... أنت جيت أمتى
يحيي: ماهو أنت لو كنت موجود مع مراتك في البيت... كنت عرفت اننا جينا النهاردة
قاسم باضطراب لمجرد سماع أسمها : مراتي... مراتي روقية
يحيي : ايوه مراتك قابلناها أول ماجينا.. وباركت لينا
وسألناها عليك... قالت إنك عندك شغل...
قاسم بفضول لمعرفة أخبارها : وهي عاملة إيه
يحيي باستغراب: ليه... هو أنت مش بتكلمها
قاسم : طبعا بكلمها وبتطمن عليا... بس زيادة اطمئنان
يحيي : بس مراتك قمر ياقاسم والحجاب اللي لبسته... محليها اكتر... ربنا يباركلك فيها
قاسم شعر كأن قطار اصطدم به عندما سمع كلامه... رد عليه بهدوء مفتعل: طول عمرها قمر
يحيي: مقولتليش ليه إنها بتبيع تصاميم عن طريق النت
صدم قاسم للمرة الثانية خلال لحظات لمعرفته إنها تعمل... معلش ياحج المرة الجاية هبقا اقولك كل حاجة...
يحيي بابتسامة : باين عليك بتتريق
قاسم :وانا أقدر بردو... سلام ياحاج ومن بكرا الصبح هتلاقيني فوق دماغك... اصلك واحشني أوووي
ثم أغلق التليفون... مذهول... مصدوم من سيل الأخبار بخصوص روقية... فهي مازالت في الشقة وارتدت الحجاب وتعمل أيضا... إلي هذه الدرجة تغيرت... وقف قاسم ونظر لنفسه في المرأة... أنت هتفضل لحد أمتى رافض فكرة إنك حبيتها من زمان... لحد أمتى هتفضل تعاند في نفسك... أهو بعدت عنها.. استحملت بعادها...وكل يوم بيعدي عليك من غيرها مكنش ليه طعم.... هي غلطت واعترفت بغلطها واتغيرت بجد مستني ايه تاني... مستني لما تزهق من انتظارك وتخسرها في الاخر
هز رأسه برفض... لا طبعا... روقية مراتي وهتفضل مراتي... عقله رد عليه... يبقا تشوف نفسك هتصالحها ازاي
ولأول مرة منذ أيام ينام قاسم والابتسامة مرسومه على وجهه بعد ماتوصل إليه من قرار

ثاني يوم كل الأحباب اجتمعو في شقة الحج يحيي
فاطمة جاءت مع فارس لكي يبارلكو لهم العمرة
... وبعدها مباشرة أتى قاسم.... والجميع جالس... رن جرس الباب للمرة الثالثة على التوالى
قاسم بابتسامة : خليكي ياحجة أنا هفتح
تفاجأ قاسم من رؤية يوسف أمامه
يوسف بتكشيرة : إبعد كده من سكتي
قاسم :مالك يابني لويت بوزك أول ماشوفتيني
يوسف بزعل: مش عارف ليه بردو وتليفونك اللي بقالي كام يوم أرن عليه وألقيه مغلق... ومكانك إللي معرفش مكانه... كل ده ميدنيش الحق ازعل منك
قاسم : عندك حق يايوسف بس كان غصب عني... اتخانقت مع روقية وسبت الشقة... وقعدت في الفيلا بتاعت ماما
يوسف: اتخانقت مع مراتك ده أنتو لسه متجوزين... الله يبشرك بالخير.... الواحد كده ضمن مستقبله بعد الجواز
قاسم: لسه زعلان مني
يوسف:أنا عمري ماهزعل منك... أنا بعتابك عتاب الصحاب والأخوة... وقولت اكيد في حاجة جامدة حصلت ولو مكنتش ظهرت النهاردة كنت قلبت عليك الدنيا لحد مالاقيك... ماهو مش معقولة فرحي يتعمل النهاردة من غير مااخويا يبقا موجود.... والحمدلله اني شوفتك... بصراحة وفرت عليا مجهودي.... أصل محتاج صحتي بعدين
قاسم حضنه ...قائلا بفرحة : مبرووووك يايوسف
يوسف بابتسامة : مقبولة منك مع أنها جات متأخر شوية
قاسم خبطه بهزار على ظهره : مانت قولت خلاص مش زعلان
يوسف تصنع الالم : يابني أيدك مرزبة ....بقولك محتاج صحتي ...هو أنت هتفضل موقفني على الباب كتير ....خليني أدخل عشان أعزم عمي
يوسف : السلام عليكم
الكل رد وقال ... وعليكم السلام
يوسف جلس على أقرب كرسي: أنا النهاردة فرحي وجاي مخصوص عشان أعزمك ياعمي والحجة كريمة على الفرح
كريمة : مبرووووك يابني
يحيي: مبرووك وبالرفاء والبنين يابني
يوسف وجه كلامه الى فارس وفاطمة : وطبعا حضراتكم معزومين على فرحي
فارس وفاطمة قالو ....مبرووووك
يوسف : الله يبارك فيكم....وعندما أنهى جملته نهض من مكانه ....أستئذن أنا
كريمة : ماهو لسه بدري ...أنت لحقت تقعد ..طب أشرب حاجة وبعدين أمشي
يوسف بابتسامة : معلش خليها مرة تانية ...أصل ورايا حاجات كتير لازم تخلص وأولهم حجز الجناح بتاع شهر العسل في فندق شرم
لمعت فكرة مفاجأة في عقل قاسم عندما سمع كلام يوسف عن شهر العسل
قاسم : خليك جدع يايوسف وأحجزلي معاك
يوسف فاغر الفاه : أحجزلك أيه
قاسم بابتسامة : زي ماهتحجز لنفسك جناح للعرسان ...أحجزلي أنا كمان ...أنا معملتش لروقية شهر عسل ...عايز أعملها مفاجأة
يوسف : حاااضر ياقاسم ...ماهو أنت باين عليك هتفضل ورايا ورايا حتى في شهر العسل
قاسم : ربنا يخليك ليا
يوسف بابتسامة : ويخليك ليا ...سلااااام...ثم يخرج مغادراا
خرجت فاطمة مسرعة من الغرفة تحت أنظار الكل المندهشة من نهوضها وخروجها السريع من الغرفة
فاطمة : يووووسف ...أستنى
يوسف التفتت لها : نعم ياحجة.
فاطمة بتردد : عايزه أطلب منك حاجة ....بس عشان خاطري بلاش تكسفني
يوسف بفضول : أطلبي ولو الحاجة في مقدروي أعملها ....هعملها علطول ...  

مكيدة زواج  للكاتبه سلمى محمدحيث تعيش القصص. اكتشف الآن