الحلقة التاسعة

22.7K 447 16
                                    


فاطمة واقفه تسترق السمع من وراء الباب ... كاد قلبها يحترق عندما سمعت صوته المتألم...فأحجمت نفسها بصعوبة كى لا تدخل وتنزع سماعة الهاتف وتحطمها الى الف قطعه ...تهمس بغضب... منك لله ربنا يحرق قلبك زي ماحرقت قلب ابني.. تبرق عيناها بكراهية... وقت سكوتي إنتهى... وهفك سحرك من على ابني ...ياأنا ياأنتى...وتقرر تنفيذ خطتها وعندما خرج فارس من غرفته وجد والدته مرتدية ملابس الخروج
فارس بتساؤل : رايحة فين ياماما
فاطمة : رايحة عند خالتك
فارس : على الصبح كده
فاطمة : الساعة دلوقتى عشرة ونص ولا بدرى ولا حاجة وهما أصلا صاحيين من بدرى اوى ..بينضفو فى البيت وبيطبخو
فارس بفضول : ليه ؟ فى أيه معرفوهش
فاطمة : أبدا والله يابنى مش مستاهلة المهرجان اللى هما عاملينه ...كل ده عشان خاطر قاسم اللى ميقربش ليهم بأى صلة دم جاى ليهم زيارة
فارس : الاسم ده أنا سمعته فين قبل كده
فاطمة : قاسم يعتبر يحيى هو اللى مربيه وفضل فترة ساكن فى البيت عنده وبعدها بكام شهر سافر امريكا
فارس : أه افتكرته ياماما خلاص مش ده اللى حصل بين ابوه مشاكل جامده وبسببها قاسم سافر وساب البلد ولما سألت عم يحيى عن سبب المشاكل توه معايا فى الكلام
فاطمة : ولا أنا بردو ...أختى وجوزها كتومين ومتعرفش عنهم حاجة...هسيبك بقا والفطار عندك جاهز على السفرة
فارس : أنا هجى معاكى ياماما أوصلك ..
فاطمة : لا خليك أنت مش عايزه أتعبك معايا
فارس : ولا تعب ولا حاجة ياماما .....أستنينى خمس دقايق عقبال ما البس
فاطمة بضيق : وانا مش صغيرة عشان توصلني ...أنا هروح لوحدي
فارس : فى ايه ياماما مفهاش حاجة لما أقول هوصلك
فاطمة بغضب : هو أنت شايفني عيلة صغيرة
فارس : انا مقولتش كده ..أنا عايز أطمن عليكي وبالمرة أشوف خالتي
فاطمة ثارت ثأرتها عندما شعرت برغبته فى رؤيه منال: وكمان تطمن على المحروسة ست الحسن والجمال
فارس بسخط : متقوليش كده ياماما ...وبالله عليكي متفتحيش سيرة فى الموضوع ده ...أحنا خلاص أتفقنا منتكلمش فيه تاني
فاطمة بانفعال : حاااضر يافارس مش هتكلم فيه تاني وسع بقا عشان أخرج
فارس : أنا هوصلك مينفعش أسيبك تمشي وأنتي منفعلة كده وخلاص متزعليش نفسك هوصلك لحد الباب الشقة وهمشى علطول
وطول الطريق الى بيت أختها كانت فاطمة تزفر بغضب فهي لم تريد وجود فارس معاها مطلقا ...


قاسم فقد السيطرة ورفع كف يداه ...وقبل أن تمس يداه خدها نظرت لها بمكر ثم قامت بدفعة ليسقط فى حمام السباحة ...وأخرجت لسانها له مرة أخرى وبنبرة ضاحكة : أهو وفرت عليك وقت الشاور ده فى حالت لو مش أخدته الصبح ولو أخدته يبقا زيادة نضافة ...سلام يابطلى المفضل وتقوم بأعطائه قبلة فى الهواء وتفر هاربة قبل خروجه
قاسم أخذ يسب ويشتم ويتوعد بالانتقام وخرج من حمام السباحة...وأخرج تليفونه من جيبه ليتصل بيوسف ...لكنه أصبح كالجثة الهامدة فاقد الاشارة وشاشتة سوداء تعلن الحداد
هاج غضبا وبلهجة ثائرة :ماااشى أما ورتك النجوم فى عز الضهر يلي ماتسمي ...أنا تعملى فيا كده وجسده ينتفض ويفور من شده الغضب ...ويذهب الى الفندق وملابسه تنساب منها قطرات الماء ...متجاهلا تماما نظرات الفضول فى عيون الناس وهو يكاد يغلى من الداخل ....
دنت روكا من المعلب والابتسامة تعلو شفتيها الكرزيتين وهى تسترجع مشهد سقطوه ونظراته المصدومة لها ..... جلست على المدرج لتشاهد تمرين هنا على الحصان ...
يوسف يهتف بتشجيع عند رؤيتها لهنا تجتاز الحاجز بنجاح ...روكا حدثت نفسها قائلة : الصوت ده مش غريب فتنظر أمامها وتركز بأمعان فى الشخص الجالس أمامها ...معقولة يكون يوسف ...تنهض من مكانها وتقترب منه ..فتشهق بذهول : معقولة الصدف دى كلها فى يوم واحد
يوسف بدهشة : روكا
روكا تجلس جواره : ايوه روكا يايوسف
يوسف : أنتي فاكره اسمى
روكا : يعنى أنت عايز تفتكر أسمى وأنا لأ
يوسف بابتسامة : لزم أفتكره اصل مستحيل انسى الوش ده
روكا بابتسامة : وأنا مستحيل أنسى اسم صاحب قاسم
يوسف : صاااحب قاسم ...مش فاهمك
رأت هنا أندامجهم فى الحديث فقاطعة كلامهم قائلة بابتسامة : اتعرفتو على بعض ولا لسه
يوسف وروكا كلاهما بملامح مندهشة وفى نفس واحد : أنتى تعرفي يوسف ...أنتى تعرفي هنا
هنا بابتسامة : يبقو لسه ...روكا أعز أصدقائى والاصح صديقتي الوحيدة ...وده يوسف ياروكا ممكن أقول منقذي لموقف بارد حصل معايا النهاردة
روكا بقلق : حصل أيه
هنا : وانا فى طريقي للنادى سدو عليا الطريق تلات شباب باين عليهم مش مظبوطين وحاولو يدخلوني العربية وجاه يوسف ظبطهم وفى الاخر خافو وهربو
روكا برعب : وأنتي كويسه وتهب من مكانها وتحتضن هنا... هااا قوليلي بصراحة ومتخبيش عليا انتي كويسة
هنا : الحمد لله كويسة لولا يوسف معرفش كان جرالى أيه
روكا توجه ليوسف نظرات أمتنان : شكرااا ليك
يوسف بابتسامة : أى حد فى مكاني هيعمل كده
هنا ردت بسرعة : لأ مش اى حد ...فى غيرك ممكن يسكت ويطنش ويقول وأنا مالي ...بس أنت شهم وراجل بمعنى الكلمة مش راجل بالاسم
يوسف تزداد ابتسامته : هو ده رأيك فيا
هنا تخجل من نظراته : ده رأي أي بنت لو أتحطتت في نفس موقفي ...قوليلي بقا ياست روكا تعرفي يوسف منين ..هو أنقذك أنتي كمان
روكا : حاجة زى كده ....تعرفي يوسف يبقا صاحبه مين
هنا بفضول : مين
روكا : صاحب قاسم
هنا بدهشة : ده بجد
روكا : والله بجد
هنا : دي الدنيا طلعت صغيرة أوى
يوسف تطلع اليهم بفضول : كلامكم بالنسبة ليا عبارة عن لغز ...ممكن واحدة فيكم تقول تعرف قاسم منين
روكا بابتسامة حالمة : الحكاية طويلة
يوسف : وانا فاضي وهكون مستمع مثالي
يقاطع رنين تليفون يوسف حديثهم
يوسف : نعم ياقاسم أنت المفروض تكون موجود معايا
قاسم بصياح : أنا فى الفندق ...تعاللي على هناك حالا وأغلق السماعة بحدة
يوسف أصابته الدهشة من وجود قاسم فى الفندق والتغير المفاجىء فى حالته المزاجية
روكا تحاول كبت ابتسامتها : خير فى حاجة
يوسف : مش خير ...مش باين خير خالص
روكا : ايه اللي حصل
يوسف يهز رأسه : مش عارف أنا كنت سيبه بيضحك وقال هيحصلنى ودلوقتى بيتصل بيا عمال يزعق وكأن فى مصيبة حصلت
تحاول روكا كتم ابتسامتها فتهرب منها ضحكة مرتفعة غصبا عنها
ينظر كلاهما لها بدهشة
هنا : بتضحكي ليها
يوسف بفضول : ايه اللي ضحك في كلامي
روكا بابتسامه :أنا هقولك اعرف قاسم منين وتحكي له عن معرفتها بقاسم وان والدها يكون محامي فريد والد قاسم... واختتمت كلامها بمقلبها له في حمام السباحة
ضجت جلستهم بالضحك
يوسف : هههه عشان كده ناقص يمسك فيا على التليفون
انفرجت شفتا هنا بابتسامة بدت فيها اسنانها اللؤلؤيه مشرقة.. ضاع فيها يوسف للحظات متأملا روعه ابتسامتها
هنا بابتسامة: مقولتيش ليا انك شوفتيه امبارح في حفلة شاهى..انا زعلانة منك
روكا : ملحقتش مانتي عارفة اللي حصل امبارح وكنت هقولك كل حاجة النهاردة وانتي عارفة كويس اني مقدرش على زعلك
هنا : بهزر معاكي انا عارفة انك كنتي هتقوليلي
يوسف : بس انتي مطلعتيش سهلة خالص ياروكا... ازاي جاتلك الشجاعة تعملي فيه كده
روكا :معرفش هو السبب... صاحبك كل مايشوفني يفضل يشخط ويتعصب عليا فهو خلى جناني يطلع عليه ... وتكمل بنبرة حالمةمع اني نفسي بصراحة اكون كيوت قصاده
يوسف باستغراب: وعايزه تكوني كيوت ليه
روكا انتبهت لما قالت :مين قال كيوت
يوسف :أنتى قولتي
روكا :متحطش في دماغك
هنا بابتسامة: الموضوع يطول شرحه
يوسف : باين علي الغازكم كتير
روكا : ولا كتير ولا حاجة
يرن تليفون يوسف للمرة الثانية خلال خمس دقائق
قاسم بغضب : اتاخرت ليه... تعاللي بسرعة بقولك اهو
يوسف : انا جاي في السكة... أنت عايز تقول تعالى دلوقتي تلاقيني فوق راسك... مسافة السكة هتلاقيني عندك.... سلام ويغلق التليفون ثم ينظر لكلتهما... سلام بدل ما اتأخر عليه ويقيم عليا الحد وانا مش مستغني عن عمري... دي مش هتكون آخر مرة نتقابل فيها وينظر إلى هنا نظرات ذات مغزى... تبعد هنا عيناها بخجل بعيدا عن نظراته
روكا : سلام يايوسف وخلي الكلام اللي بينا سر وبلاش قاسم يعرفه دلوقتي.. اصلي عايزه اعملها مفاجأه ليه
يوسف : مش هقوله... ثم نظر إلى هنا... عندك تمرين بكرا
هنا : ايوه
يوسف بابتسامه : يبقا استني مني تليفون عشان اوصلك... سلام وغادر سريعا لايريد أن يسمع إجابتها خائفا من رفضها
هنا :سلام
روكا :هااا قوليلي ايه حكاية النظرات اللي من تحت لي تحت دي وحكاية الاتصال بتاع بكرا
هنا : مفيش حاجة زي ما قولتلك هو إنسان شهم وعايز يطمن عليا بس
روكا بابتسامة ماكرة :بس بس... يعني مفيش لو شوية إعجاب صغيرين ناحيته
هنا ردت بسرعة :طبعا في إعجاب
روكا بضحكة: طمنتيني والإعجاب هيقلب لحب وهنلبس الدبل
هنا : مش لدرجادي.... إعجاب ايه ده اللي يبقا حب...
انا مش بفكر خالص في خطوبة ولا في جواز
روكا : ده مفيش احلي من انك تتخطبي للشخص اللي بتحبيه وبعدين تتجوزيه وتتنهد روكا وتغرقي في الرومانسية والهيييح كله
هنا : لمى نفسك سوية... أنتي عارفة كويس اني مش بفكر في أي حاجة من دول دلوقتي
روكا : وليه بقا مش بتفكري... مفيش بنت مبتفكرش في الحاجات دي.... هو انتي مش بنت وانا معرفش وتضحك بنبرة عاليه
هنا : أنتى هبلة... ده مش سؤال دي إجابة انتي باين عليكي عقلك خف لما شوفتي حبيب القلب
روكا بنتهيدة : حبيب القلب هو فينه...ده مش حاسس بيا خالص... خلينا في حبيب القلب بتاعك اللي مشلش عينه من عليكي... هااا قوليلي هحضر الخطوبة أمتى وخير البر عاجله انا بقول كده
هنا : يابت اركزي شوية مش هنكر اني معجبة بيه
روكا ردت بسرعة : وهو كمان معجب ده الأعمى هيشوف كده
هنا بتصميم :وأنا مش بفكر ارتبط دلوقتي والإعجاب هتحكم فيه عشان يفضل في مرحلة الإعجاب وبس... مستقبلي هو الأهم في الوقت الحاضر... أحقق أمنيتي اكون بطلة العالم في الفروسية والجواز ممكن يكون عائق قصاد تحقيق أحلامي
روكا بضيق: مفيش امل تغيري رايك ده...
هنا : لأ مفيش
روكا : انا عكسك خالص انا مستعدة اتنازل عن أي حاجة... اتنازل عن مستقبلي كله في سبيل اكون مع قاسم
هنا: اعقلي شوية... مفيش حاجة اسمها تتنازلي عن مستقبلك عشان خاطر راجل
روكا بنتهيدة عاشقة : ده مش اى راجل ده قاااسم حبيبي
هنا : طب وباباكي هتعملي معاه ايه
روكا : مش عارفه هقنعه ازاي يرجع في قراره بخصوص خالد... بس اللي متأكده منه انا مش هتجوز غير قاسم
هنا : انا عايزه مصلحتك ألغي قلبك شوية وفكري بعقلك... من كلامك باين علي قاسم انه مش حاسس بيكي... يبقا هتتجوزيه ازاي
روكا: بكرا هيحس بيا... انا هفضل وراه لحد ما يحس بيا
هنا : اللى بتعمليه ده غلط انتى كده بتقللى من قيمه نفسك قصاده
روكا بتأففف: بلاش المواعظ دى ليا ...خليها ليكى أحسن
هنا يزعل : كده بردو ياروكا هو انا عشان خايفة عليكى ده جزاتى
روكا بندم : مكنتش أقصد ...أنتى انصحينى فى اى حاجة وانا هسمع كلامك ...بس بلاش قاسم تقوليلى أبعد عنه
هنا : ربنا يهديكى

مكيدة زواج  للكاتبه سلمى محمدWhere stories live. Discover now