الحلقة العاشرة

19.7K 395 4
                                    


يسمع فارس صوت ارتطام صادر في الخارج فيهب مسرعا... فيرى منال واقعة بالقرب من باب الحمام
فارس برعب : منال
منال يخرج الكلام منها بصعوبة: أنااا أناااااا ... تضغط بكلتا يداها على بطنها
فارس بقلق : مالك يامنال
منال تصرخ بألم : أااااه ... وتتلوى من شدة الالم
فارس يجلس على ركبتيه وبنبرة خائفه : مالك ...طمنينى عليكى
تلمع حبيبات العرق على جبينها وبصوت خافت متألم : أااااه باااموت ....تغمض عيناها مرة واحدة ويصبح جلدها بارد كبرودة الثلج
تدرك فاطمة أبنه مباشرة فترى منال واقعة على الارض مغمى عليها ..تظل واقفه فى مكانها تنظر لها بعيون زائغة مضطربة
يصيح فارس : أتصلى بالاسعاف بسرعة ...ولكنها تظل وافقة مكانها لا تتحرك...الخوف أصابها بالشلل
يدلف يحيى وكريمه بخطى سريعة باتجاه صراخ فارس ...ويشاهدو منال الواقعة على الارض
يحيى بفزع : ايه اللى حصل
كريمة بنبرة مذعورة : ماتنطق مالها منال
فارس بانفعال : معرفش معرفش ...حد يتصل بالاسعاف بسرعة ...النبض عندها واطى اوى ..
يحيى : أسعاف أيه اللى هنتصل بيها حلنا لما تيجى ...شيلها ويلى بينا نروح بعربيتك اى مستشفى
فارس بذعر: عربيتى مش معايا
يحيى بلهجة إمر :شيلها ونركب اى تاكسى ....يلى بسرعة
ويقوم فارس بحمل منال بأيد ترتعش ...حااضر ياعمى
ويذهبو بيها ألى أقرب مستشفى ...وتدخل الى غرفة الطوارىء وتنقل مباشرة الى غرفة العمليات ...أمام نظرات الكل الخائفة لا يعلمون ماذا حل بيها والسبب فى مرضها المفاجىء ...
كريمة لم تتوقف عن الدعاء لها بصوت مرتفع : اللهم يامن تعيد للمريض صحته ويامن تستجيب دعاء البائس الضعيف أسألك أن تشفيها وتلطف بجسدها وتكتب لها الشفاء ياأكرم الأكرمين
يحيي : يارب
فارس : يارب
وفاطمة كانت تتحرك باضطراب وخوف من معرفتهم بأنها هى السبب...فهى مازالت غير مصدقة ماحدث ...فهى لم تقصد قتلها...وأخذت تحدث نفسها ...يارب عدى الليلة دى على خير
وبعد مرور أكثر من ساعة من حبس الأنفاس ...يخرج الدكتور من غرفة العمليات
ودنا بالقرب منهم
الدكتور بنبرة عملية : المريضة عدت مرحلة الخطر وأنا هضطر أعمل محضر
يحيى بقلق : ليه محضر
الدكتور : عشان فيه شبه جنائية وأنها أخدت سم ويتركهم
يصرب يحيى كف على كف : محضر وشبه جنائية ..منال مش بتروح حته ومفيش حد بيكرها
فاطمة بنبرات مضطربة : مش ممكن تكون هى أللى أخدته
يحيى بغضب : أنتى بتقولى أيه
فاطمة بلجلجة : يمكن تكون أكلت حاجة من برا وكانت مسمومه
يحيى : منال ملهاش فى الأكل بتاع برا
فارس لم يتوقف عن الدعاء : المهم أنها كويسة ياعمى ...الحمد لله
فاطمة : أيوه عندك حق المهم انها بقيت كويسة والباقى ملهوش لزمة

أقترب ميعاد اللقاء بين قاسم وفريد ...لقاء لابد منها ...حتى يستطيع قاسم طوى صفحة الماضى نهائيا وفتح صفحة بيضاء جديدة ..وفى غرفة المكتب عند فريد وكانت بداية النهاية بالنسبة لقاسم
فريد بابتسامة ويقترب من قاسم فى محاولة لأحتضانه : واحشتنى ...ولكن قاسم يبتعد قبل أحتضانه
ويجلس على الكرسى ...قاسم بنبرة خالية من المشاعر : للأسف مش هقدر أقول ليك أنك واحشتنى ...أنا أسف مش هقدر أقولها عشان عمرى ماحستها
فريد تفاجىء وأصاب بالصدمة من رد قاسم وبلهجة مترددة : أنا كنت بحسبك سامحتنى والسنين اللى فاتت نستك ....عشان كده أنت جيت النهاردة ...عشان سامحتنى
قاسم : لا تخمينك غلط يافريد بيه
فريد بتسائل: اومال جيت ليه لو مكنتش سامحتنى ...
قاسم : أنا جيت أشوفك لأخر مرة ...عشان أقولك أنى عمرى ماهنسى ولا هسامحك
فريد فى محاولة منه لأرضاء قاسم : أنا كتبتلك نص أملاكى ....ولما تيجى تعيش معايا هخليك المسئول والمتحكم فى كل املاكى اللى هى املاكك ....أنا مش عايز غير حاجة واحدة انك تسامحينى
قاسم : هى كل حاجة عندك بمقابل ...عشان اسامحك وأرضى أعيش معاك هتخلينى المتحكم فى كل املاك صح الكلام أنا فهمتك صح
فريد يهز رأسه بالايجاب
قاسم بأستياء منه فهو لم يتغير : وأنا مش موافق يافريد بيه ...أنت مش طالب السماح عشان انت حاسس بالندم ...أنت عايزنى أسامحك عشان بقيت لوحدك ...وبقيت فى أخر ايامك والصحة والهيبة روحو وبقا وجودك فى الحياة ملهوش لزمة
فريد بغضب : أنا لسه أبوك...ولما تقطع صلتك بيا ده أسمه عقوق وحسابك عند ربنا عسير... ربنا بيقول ولا تقل لهما اف ولا تنهرهما...
يضحك قاسم بهسترية : فريد بيدينى درس فى عقوق الوالدين ...عجبى منك يازمن ...وأنت بقا عايز تخلي الدين سلاح تقدر تبرر بيه قسوتك وظلمك وأن ده حق مكتسب ليك وأنى مش من حقى أحسابك ...عشان فاكر نفسك أبويا أن ليك الحق تعمل فيا اى حاجة عشان الدين قال الاب ليه حق على أبنه ....باين عليك نسيت حاجة مهمة ويصرخ قاسم متألما ....والابن كمان ليه حق عند أبوه ...أنا ليا حق سامعنى ...تدمع عيناه وهو يتحدث....أنااا والله ليا حق عليك ....وزى ماالاب ليه حق على أبنه ...كمان الابن ليه حق على أبوه
أنت ظلمتنى من صغرى من غير ماتحاسب نفسك ولا تتقى ربنا فيا ...دا أنت حرمتنى من حنانك وأنا صغير...لا أنت كمان قلبك طاوعك تاخد حبى ...أب يطمع فى حبيبة بنته ويدمر حياة مسكينه كل ذنبها أنها حبتني.... أنت بتهورك واستهتارك دفنتنى بالحيا...وجاى دلوقتى تقولى حقى عليك وعقوق ...فين حقى أنا الاول ..
فريد برجاء : سامحنى يابنى وخليك معايا
قاسم : مش هقدر ...أنت اللى أخترت من البدايه ...أخترت الظلم ونسيت ان ليه عواقب فى الدنيا والاخرة وحساب الظلم فى الاخرة أشد وأصعب من الدنيا ...فنصيحة منى أدعى كتير ربنا يسامحك عشان أخرتك ...وينهض من مكانه ويغادر تاركا فريد فى حالة انهيار والدموع تنساب على وجنتاه وأخذت شفتاه تدعو بصمت ...يارب سامحنى
يخرج قاسم من باب الفيلا منحنى الرأٍس ...يوسف منتظره أمام سيارته
يوسف بقلق : ايه اللى حصل جو ومطلعك متغير كده
قاسم لم ينطق وجلس قى المقعد المجاور لمقعد السائق وبنبرة مشبعة بالالم : سوق ...عايز أبعد من هنا بسرعة
يوسف : مالك بس
قاسم أتنهد جامد : بعدين بعدين ...سوق بسرعة للفندق ...محتاج أنام شوية ويغمض عيناه وتنساب دمعة وحيدة من خلف جفنه
يصل يوسف الى الفندق ...يوسف برجاء : مش هتقولى أيه اللى حصل
قاسم : بعدين خلى الكلام بعدين عشان مش قادر ويذهب كلا منهما الى غرفته

مكيدة زواج  للكاتبه سلمى محمدDär berättelser lever. Upptäck nu