الحلقة العشرون

19.5K 445 23
                                    

عندما همت سهى بالخروج ..فاطمة نادت عليها ...أيه رأيك في جميلة
سهى باستغراب: من ناحية أيه بالظبط مش فاهمة
فاطمة بخبث : أصل أنا جايبلها عريس ...رأيك في شكلها
سهى : بصراحة هي أسم على مسمى بس حسها مغرورة شوية
فاطمة بزعيق : مين دي اللى مغرورة ...دى بنت صاحبتي وست البنات ولسه بلفتها ...مش زيك بضاعة مستعملة ...يلا أمشي اعملي عصير للضيوف
سهى خرجت من الغرفة مكسورة الخاطر ودموع المهانة والالم تنساب بصمت على وجنتاها
هذه كانت اللحظة الفاصلة فى قدرتها على التحمل ..بدل الاتجاه الى المطبخ ذهبت لغرفة نوم فارس ...التي من المفروض أن تجمعهم فيها ببعض لأتمام زواجهم ..لكنها كانت كالمكان الغريب مجرد زائرة لها ...أخرجت حقبيتها ووضعت فيها ملابسها...بعد الأنتهاء أتصلت بفارس
فارس جاء لها أتصال من سهى على غير عادتها
فارس بقلق : السلام عليكم
سهى : وعليكم السلام ...وبدون مقدمات منها دخلت فى الموضوع مباشرة ...بعد أذنك يافارس أنا هروح أقعد يومين عند ماما في شقة المهندسين
فارس بعدم استيعاب لكلامها : فين
سهى بدموع مكتومة : هروح عند ماما ...لو سمحت يافارس وافق عشان خاطري
فارس بقلق : أيه اللي حصل بالظبط وخلاكي تقوليلي كده
سهى انهارت في البكاء : مبقتش مستحملة يافارس وجبت أخر قدرتي على التحمل
فارس بخوف : ماااالك ياسهى حصل أيه خلاكي تعيطي
سهى بدموع : محصلش حاجة ...أنا اتخنقت مرة واحدة...تعبت وعايزه أقعد يومين مع ماما ...مامتك وخلاص بقيت تقدر تاخد بالها من نفسها
فارس : ماما أكيد هي السبب
سهى : ملهوش لزمة الكلام يافارس ...قعدتي مع مامتك وخدمتها ده كان باختياري ...ولو حصل حاجة أنت ملكش ذنب فيها ...أنا كنت بحسب نفسي قوية وهستحمل كل حاجة بس طلعت عبيطة ...مش كل حاجة البنأدم ممكن يستحملها
فارس بانزعاج : حصل أيه ياسهي
سهى بانفعال : بقولك محصلش حاجة
فارس : حصل حاجة وكبيرة كمان
سهى بانفعال : حصل ومش عايزه أحكي ...ياريت يافارس تحترم رغبتي في عدم الكلام ...أنا ماشية دلوقتي
فارس : خليكي مكانك متروحيش في أي مكان الا لما أجيلك
سهي : انا ماشية دلوقتي...سلام يافارس
فارس بغضب : بقولك متتحركيش
سهي اغلقت التليفون ولم ترد عليه ...فارس اخذ يسب ويلعن ...لبس معطفه وخرج سريعا بخطى غاضبة من مكتبه...
سهى حملت الشنطة وخرجت من الغرفة ...ووجددت فاطمة أمامها
فاطمة بنرفزة : كل ده بتعملي العصير...ضربت بطرف عيناها ...رأت شنطة بجانب سهى ...قالت بتريقة ...على فين العزم
سهى بحزن : هروح أقعد عند ماما يومين
فاطمة بسخرية : يلا المركب اللي تودي ...خليني أرتاح يومين بدل كتمت النفس اللي أنا عايشه فيها
سهى بألم : هو أنا عملتلك أيه بالظبط ...أنا حاولت على أد ماأقدر أرضيكي وأنتي بردو مصممه على كرهك وقسوتك
فاطمة مطت شفتيها بضيق : أنا مش بكرهك ولا بحبك كشخص ...أنا كرهه وضعك كأرملة لأبني الوحيد
سهى بألم : طب ليه وافقتي على جوازي من أبنك
فاطمة بلا مبالاة : وافقت عشان أكتر من حاجة ...وافقت عشان فلوسك اللي هتساعد كتير فارس في مستقبله وكمان عشان فارس بيحبك ...وقولت يمكن لما يتجوزك رغبته فيكي تقل ...أبني وأنا عارفه بيتمسك ويشبط في أي حاجة بيعوزها ...أهو قولت لنفسي يابنتي خليها يتجوزها وبكرا يمل منها
سهى هزت رأسها برفض : فارس مش زي مابتقولي ...فارس بيحبني وأنا بحبه
فاطمة ببرود : فرضا أن كلامي غلط وهو بيحبك ...أنا هفضل وراه لحد ماأشوهه الحب دي ولو مش النهاردة يبقا بكرا ولو مش بكرا يبقا بعده
سهى : أنت أيه ياشيخة معندكيش قلب
فاطمة ضحكت بسخرية : عندي قلب وكله لأبني وبس
سهى لم تتخيل وجود أنسانه بهذه القسوة : وأنتي مش خايفة أقول لأبنك على كل كلامك
فاطمة بلامبلاة : أنتي بتحبي فارس فمعتقدش أنك ممكن تكسري قلبه على أمه ...وأفرضي قولتي ليه ...هقول محصلش ومع شوية دمعتين مني هخليه يعيش في دايرة من الشك يصدق مين فينا... مراته ولا أمه وعليا أنا من دلوقتي هبذل أقصي طاقتي التمثيليه في الاقناع ...ده في حالة لو حاولتي تشوهي صورتي قصاده...
سهى هزت رأسها بذهول : أنتي مش طبيعية خالص ...وظلمك ليا هيترد ليكي في يوم من الايام وكما تدين تدان ...أنا ماشية هريح أعصابي يومين ..وهرجع أقوى من الاول وهدعيلك ربنا يهديكي مش عشانك أنتي ...عشان خاطر فارس
فاطمة بغل : أبنى هعرف ازاي اخليه يتجوز جميلة ست الستات وبكرا الايام تثبتلك أني أد كلامي
سهى ادعت الهدوء : فارس بيحبني ومش هيعمل كده
فاطمة : هيعمل والايام بينا كتير وبكرا افكرك
سهى بلامبلاة عكس ما بداخلها من اضطراب : بكرا تشوفي انتي أن فارس عمره مايعمل كده ويجرحني
خرجت سهى من باب الشقة واغلقت الباب خلفها بهدوء
... تاركة فاطمة تغلي من الغضب وبعد سيطرتها على أعصابه الثائرة
دخلت فاطمة إلى غرفة الصالون وهي تحمل صينية المشروبات
فاطمة بابتسامة : الشقة نورت بيكي ياعفاف أنتى وجميلة... وقبل ان تضع الصينية... هبت جميلة من مكانها واخذتها الصينية من يدها ووضعتها على الطاولة
جميلة بابتسامة: بلاش تتعبي نفسك ياماما انتي لسه تعبانه
فاطمة: تعبكم راحة
عفاف بخبث : جميلة عندها حق... هي فين مرات أبنك... مجبتش العصير بنفسها ليه بدل ما تتعبك.. بنات آخر زمن
جميلةردت : الله ياماما ملهوش لزمة الكلام ده اكيد مش فاضية
فاطمة مطت شفتيها : ولا فاضية ولا نيلة... هي راحت عند أمها.. قال أيه اتخنقت وتعبت من خدمتي وهتريح يومين عند أمها
عفاف بسخرية: يالهوووي على مرات أبنك... ازاي تسيبك لوحدك... معلش ياختي باين عليها مش بتفهم في الأصول
فاطمة بحزن مفتعل: أمري لله... هعمل أيه... فارس قال أيه بيحبها وابتلاني بيها
عفاف بسخرية : مش عارفه هو بيحبها على إيه... ديه عامله زي سلاكة السنان وكمان كانت متجوزة قبل كده... كملت بمكر... مش عارفة ليه ياختي وافقتي على الجوازة المنيلة دي.. كانت مالها جميلة بنتي ست البنات
جميلة تصنعت الاحراج : ماااما مفيش داعي للكلام ده
فاطمة : بنتك زي ماتفقنا... جميلة من نصيب فارس أبنى...وافقت على جوازه من سهى غصب عني لما لقيته متمسك بيها
عفاف : معلش يافاطمة... الكلام ده كان الأول قبل ما يتجوز فارس... دلوقتى خلاص
فاطمة : مش خلاص ياعفاف... بنتك فارس هيتجوزها وهجبلها كل اللي نفسها فيه وكل اللي تشاور عليه... هبيع حتت الأرض بتاعتي وهجيب ليها شقة في المكان اللي هي عايزه وهكتب كمان الشقة باسمها... هي بس تشاور وانا انفذ.. دى بنت الغالية وفي معزة ابني... بس اعمل ايه في فارس الفقر
عفاف يطمع : أرض ايه اللي هتبيعها بس يافاطمة... أحنا مش بنبص على الفلوس... أنا عايزة راحة بنتي
جميلة تصنعت الحزن : ده كلام ياماما فاطمة من أمتي بنبص على الشكليات والكلام الفاضي ده.. إحنا عينينا مليانه
فاطمة بابتسامة: ده أقل حاجة ممكن اعملها ليكي... بعد مافارس راح اتجوز... وافقي بس وانا هأيدلك صوابعي العشرة شمع ياجميلة
عفاف : انا لو هوافق على الجوازة دي... عشان انتي أختي وحبيبتي وهتكوني حنينه على جميلة
فاطمة بابتسامة آمل : ردك أيه ياجميلة موافقة
جميلة بخجل وهمي : سيبني افكر شوية... ولو وافقت هيبقا عشان خاطرك
فاطمة حضنت جميلة : ربنا يخليكي ليا ياجميلة
جميلة :ويخليكي ليا ياماما فاطمة
انصرفت عفاف وابنتها جميلة...وزينت ابتسامة انتصار وجه فاطمة.. فهي اقنعت طرف وتبقى الطرف الآخر.. فااارس...
دلف فارس مسرعا إلى داخل الشقة مناديا : سهى ياسهى... نادى عليها عدة مرات
خرجت فاطمة على صوت ابنها
فارس بانفعال : سهى فين
فاطمة مطت شفتيها بضيق: مشيت راحت عند أمها
فارس كلم نفسه : نفذتي اللي في دماغك ياسهى ومشيتي... حدث والدته قائلا...ايه اللي حصل وخلى سهى تمشي
فاطمة هزت كتفيها بلامبلاة : معرفش
فارس بغضب مكتوم : أزاى متعرفيش... دى اتصلت بيا وكانت بتعيط... اتجننت وهتعيط لوحدها يعني
فاطمة : والله معرفش تبقا تسألها هي كانت بتعيط ليه
فارس بحدة : حصل أيه ياماما وخلى سهى تسيب البيت وتمشي
فاطمة ببرود : عادي انا شايفة الموضوع بسيط وهي اللي كبرت الموضوع
فارس بنفاذ صبر : حصل أيه من الاخر
فاطمة : قولت ليه تعمل عصير لجارتي عفاف وبنتها...وهي ليه وليه اقولها كده
فارس بشك : عشان كده بس
فاطمة : وحاجة تانية بسيطة أوى
فارس: أيه الحاجة البسيطة ؟
فاطمة بلا مبلاة : قولت ليها انك هتتجوز جميلة بس
فارس بعدم تصديق: قولتي ليها ايه
فاطمة : أنك هتتجوز جميلة ..فيها ايه لما أقولها كده
فارس بانفعال : وانتي معتبرة الموضوع عادي ومش من حقها تزعل ولا تضايق على أساس أنها مش مراتي
فاطمة بغضب : أنت أتجوزت اللي أختارتها ..يبقا تسمع كلامي وترضيني وتتجوز اللي أنا أختاره ليك
فارس صدم من كلام أمه : أنتي بتقولي أيه ياماما ...أتجوز على سهى ...ده مش كلام ناس عاقلين
فاطمة بزعيق : أتكلم مع أمك كويس ..زي ماوافقت على أختيارك ....توافق أنت على أختياري
فارس بغضب مكتوم : مستحيل الكلام اللي بتقوليه ياماما أنا بحب سهى ومش عايز أتجوز تاني
فاطمة بغضب : أنا أديت كلمة لأم جميلة
فارس هتف بانفعال : أديتي كلمة من ورايا ...أزاي تعملي كده...كمل كلامه بغضب ...وأنا عمري ماهوافقك علي اللي بتقوليه
(فاطمة لم تأخذ علاجها وأمتنعت عنه ) بغضب قالت : لو مسمعتش كلامي ...يبقا تنسى أن ليك أم
فارس بغضب مكتوم : مش غريبة عليكي ...ماهو ديما أسلوبك في الضغط عليا في أي حاجة عايزها ...تقوليلي جملتك الشهيرة أنسى أن ليك أم ...أنا خارج ومش هتشوفيني الا لما ترجعي عن اللى في دماغك ....وخرج باتجاه الباب
فاطمة عند رؤيتها فارس متجه ناحية الباب ...أصطنعت السقوط على الارض ...لما سمع صوت ارتطام ألتفت رأى جسد أمه واقع على الارض ...جرى خائفا وأنحني على الارض
بنبرة خائفة : مالك ياماما
فاطمة لبست ثوب الاعياء وردت بخفوت : قلبي بيوجعني ...أمشي يلا وسبني أموت وأنسى أن ليك أم
فارس بخوف : بعد الشر عليكي ربنا يديكي طولت العمر
فاطمة بدموع ( مثلت أداء دورها باحتراف) : أمشي يافارس مش ده كان كلامك ليا دلوقتي ...وضعت يدها على قلبها واكملت بألم ...سبنى أموت
فارس قام بقياس نبضها وجده ينبض بشدة ..
رد بقلق : مكنتش أقصد ...كلامي كان في لحظة غضب....أنا مقدرش على زعلك
فاطمة ردت بضعف : يبقا تسمع كلامي وتتجوز جميلة
فارس تجاهل الرد على كلامها ...وقام بحملها واتجه ناحية غرفة نومها ووضعها برفق فوق الفراش
فاطمة بانفعال : مردتش على كلامي يافارس ...هتتجوز جميلة
فارس : بعدين ياماما مش وقته الكلام في الموضوع ده ...أنا هتصل بالدكتور الاول وأطمن عليكي ...هبقا أرد عليكي بعدين
فاطمة بغضب: هترد عليا دلوقتي أنا مش عيلة هتريحها بكلمتين ...جسدها أنتفض بحدة
فارس بخوف : أهدي بس ياماما ...وأمسك يداها وضغط بحنية
فاطمة بأعياء : هرتاح لما تقول موافق على جميلة
فارس بيأس: حاضر ياماما ...أراد أشعار أمه بالراحة الان... وسوف يفكر في هذه المشكله لاحقا ...المهم صحة والدتها في الوقت الراهن
فاطمة بابتسامة ضعيفة : قولت أيه مش سامعة
فارس بحزن : موافق ياماما ....المهم عندي صحتك
حضر الدكتور وأنتهى من الكشف وهما خارج الغرفة
فارس بقلق : خير يادكتور
الدكتور : الحالة الصحية بتاعت الحاجة مش مستقرة ...ياريت الفترة الجاية تبعد عن أي أنفعال...بالوضع اللي أنا شوفته ممكن تتعرض لازمة قلبية في وقت ولا قدر الله ياعالم ممكن تعدي منها ولا مش هتعدي ...فياريت تلتزمو شوية في العلاج وتبعدوها عن أي أنفعال
فارس : حاضر يادكتور ...ممكن طلب من حضرتك
الدكتور : نعم
فارس : عايز حضرتك ترشح ليا ممرضة كفء تاخد بالها من ماما الفترة الجاية
الدكتور : هبعتلك ممرضة عندي شغالة في العيادة كمان ساعة
فارس بامتنان : شكرا لحضرتك
الدكتور : العفو مش محتاج تشكرني على حاجة ...ده واجبي كدكتور ..
فارس قام بتوصيل الدكتور حتى باب الشقة وبعد خروجها ...جلس فارس على أقرب كرسي ووضع رأسه بين كف يداه ...مفكرا بحزن في المصيبة التي اوقع نفسه فيها وموافقته الظاهرية على هذه الزيجة ...وظل جالسا في نفس مكانه ..حتى رن جرس الباب وأتت الممرضة وأطمئن على وضع أمه الصحي ...فقرر الذهاب الى سهى ليطمئن عليها ...

لم يكد يجلس قاسم في غرفة الصالون منتظرا أنتهائها من تحضير العشاء ...حتى سمع صرخة مدويه هزت الاركان ...فهب من مكانه مسرعا الى المطبخ وهو مذعور... حصل أيه
روكا ببكاء: أااااه يأيدي
قاسم : مالها أيدك
روكا بألم : بحدف البطاطس في الزيت طرطش على أيدي
قاسم مسك كفها وتأمل علامات الحرق
روكا بصريح : أ أااااه مش قادرة هموووووت من الوجع
قاسم بغيظ: اكتمي شوية....ده حرق بسيط مش مستاهلة منك المناحة دي كلها
روكا بدموع: ده حرق بسيط....صرخت متألمة.... أااااه هموووت من الوجع
قاسم بأيديه الحرة وضع كف يده على فمها قائلا بضيق : هششش كفايه فضايح صوتك مسمع لأخر الشارع... تعالي ورايا... جذبها قاسم ناحية الحوض فتح صنبور الحوض ووضع كف يدها المحترق تحت المياة الجارية
قاسم : خلي ايديك تحت المية عقبال ما اجيب ليكي كريم يخفف من الوجع
روكا نظرت له متألمة والدموع في عينيها : حاااضر..
أحضر قاسم الكريم... محدثا نفسه... ده انتي طلعتي قلبك خفيف اوي وباين عليكي هتتعبيني معاكي...
.... هاتي أيدك
روكا ترددت في مد يدها
قاسم بنفاذ صبر : هاتي أيدك الكريم مش بيعض
روكا كانت خائفة ومتألمة... فجأة بكت بهسترية تحت أنظار قاسم المذهولة من رد فعلها المبالغ من وجهة نظره
قاسم بنبرة مهدئة كأنه يخاطب طفلة صغيرة : متخافيش ده حرق بسيط اوي.. وأول ما هدهن عليها الكريم الوجع هيقل
روكا مدت يداها بخوف.. وضع قاسم الكريم برقة على أماكن الحرق...بعد الانتهاء سألها... حسيتي بأي وجع
روكا رفعت رأسها وعيناها لامعة بالدموع وردت خافتة : لأ... كملت قائلة بخفوت... شكرا
قاسم شرد للحظات في ملامح وجهها المنبعث منها حالة من البراءة المثيرة... نفض سريعا إحساسه بالتعاطف.. قائلا بحده : اخرجي من المطبخ وبدل ماحرقتي أيدك تحرقي المطبخ باللي فيه مش ناقصة مصايب... واقفة ليه... يلا أمشي وانا هكمل تحمير... بس اعملي حسابك دي هتكون آخر مرة اساعدك في أي حاجة
خرجت روكا من المطبخ ورفعت كف يدها المحترق ونظرت إلى أماكن الكريم... فارتسمت ابتسامة خفيفة على شفتيها الكرزيتين... متذكرة لمسات أصابع يده الرقيقة وهو يضع الكريم... نظرة الخوف والقلق في عيناه التي رأتها لثواني معدودات
قاسم بصياح من داخل المطبخ : روقية... ررررروقية.... ررررروقية... ظل ينادي... وهي لا ترد... خرج من المطبخ غاضبا يبحث عنها... اشتعل غضبه أكثر عندما رأها جالسه الكرسي تشاهد التليفزيون
قاسم بانفعال: أنتى مش سامعني... اطرشتي
روكا تجاهلت كلامه مركزة في مشاهدة الحلقة على الشاشة
قاسم قام باطفاء التليفزيون..وقف أمامها مباشرة قائلا بغضب : مش بتردي عليا ليه وانا بناديكي
روكا : هو أنت كنت بتناديني
قاسم : أنتى هتستعبطي عليا... أومال كنت بنادي مين من الصبح ويقولها ياروقية
روكا : مين روقية دي اللي بتنادي عليها
قاسم هز كلتا كتفيها بعنف : اتعدلي واتكلمي كويس معايا.. هو في كام روقية في الشقة معايا
روكا : أنا مش شايفة حد
قاسم استمر في هزها : إنتي باين عليكي عايزاني اجيب اخرك معايا...لما أنادي عليكي من يوم ورايح تردي عليا بسرعة البرق.. لو عايزه اليومين اللي انتي قاعدهم معايا يعدو على خير يبقا تسمعي كلامى ولما اقولك ياروقية بعد كده الاقيكي في وشي
روكا باستفزاز : مين روقيه دي اللي بتقول اسمها كل شوية
قاسم بزعيق : أنتى
روكا تصنعت الفهم : أااه أنت كنت بتناديني انا.... بس أنا اسمي روكا... رووكا مش راقية.... لو عايزني أرد عليكي نادي وقول روكا...روووكااااا
قاسم بغضب : أنتى باين عليكي اتمرعتي لما عاملتك كويس وقدرت حرق ايديك بس باين ليكي من النوع اللي بيسوق في النمرود اللي لما يشوف شوية لين بيتمرع فيها ... بصي بقا ياروقية تهديدي مش كلام في الهوا ولما تغلطي هتتعاقبي... وعاقبك دلوقتي انك هتنامي من غير عشا
روكا ضربت قدميها على الأرض بحركات طفولية : بس انا جعانة اوي ومش هعرف أنام وأنا جعانة
قاسم بلامبلاة : مليش فيه...امشي من وشي عشان انا جعان وهاكل ومش بحب حد يبصلي في الأكل
روكا بعند : مش هتحرك من مكاني
قاسم : أنتى مصممه متسمعيش كلامي وتعانديني...قاسم نزع الكرباج المعلق على الحائط... وحركه بتهديد في الهواء بصوت مسموع...
اتنفضت مذعورة لما رأت حركاته المهددة بالكرباج.. فجريت مسرعة ناحية اوضتها واغلقت الباب خلفها وقلبها يدق بعنف من شده الخوف... حدثت نفسها.... مجنون ويعملها

وفي الفيلا عند هنا
تعالا رنين تليفونها... ابتسمت هنا عندما سمعت الرنة المخصصة لحبيبها
هنا بابتسامة : الوووو
يوسف بحب : واحشتيني
هنا : هو انا لحقت اوحشك... أحنا لسه سايبين بعض من ساعة
يوسف : أنتى اصلا بتوحشيني وانتي معايا مابالك لما بتغيبي عن بالي لمدة خمس دقايق
هنا بابتسامة : وبعدين انت كده هتتعب أوى
يوسف بضحك : ماانا لقيت حل لما بتوحشيني وتكوني بعيدة عني
هنا بفضول : حل أيه؟
يوسف : صورتك كام صورة على الفون عندي من زمان.. صورتك مره وانتي على الحصان في النادي ومرة في خطوبة قاسم في الفيلا من غير ما تاخدي بالك وصورتك النهاردة في الفرح... وكل مابشتاق ليكي بفتح الفون واطلع صورة من صورك واعمل زووم على وشك...والمس طرحتك وأسأل نفسي لون شعرها ياترى ياهل ترى لونه أيه وبعدين انزل شوية على عينيكى والمس رموشك
هنا خدودها احمرت فهتفت بحدة : هقفل الفون يايوسف لو مسكتش وبطلت قلة أدب
يوسف مثل البراءة: مش أنتي اللي سألتي عن الحل وانا جاوبتك بصراحة....اكدب عليكي ومقولش ليكي الحقيقة
هنا : صدق انا غلطانة اللي سألتك...
يوسف : يبقا تسمعي بعمل ايه لحد الآخر وبعد مابلمس رموشك
هنا بنبرة خجولة : هقفل الفون لو مسكتش
يوسف بابتسامة : خلاص هسكت ومش هتكلم...عايز اقولك حاجة قبل مااقفل معاكي
هنا : لو هتكمل كلامك المجنون ده يبقا تقفل احسن
يوسف : كان نفسي أكمل... بس كلامي ليكي دلوقتي هيكون جد
هنا بقلق : خير
يوسف: هسافر أمريكا بكرا...هخلص شوية حاجات ليها علاقة بالشغل ولازم وجودي فيها... المفروض قاسم هو اللي كان هيسافر... بس الله يسامحه دبسني فيها
هنا بزعل : هتقعد كتير
قاسم تضايق لما سمع نبرة الحزن في صوتها: مش هقعد كتير كام يوم بس
هنا : بس انت كده هتوحشني
قاسم بابتسامة خفيفة : مش هلحق اوحشك عشان هتصل بيكي كل شوية

وفي الشقة عند سهى وداخل غرفتها
عزه بقلق : مش تقوليلي يابنتي حصل أيه
سهى بحزن : معلش ياماما ممكن تسيبيني لوحدي دلوقتي
عزه حضنت سهى وضمتها إلى صدرها وربتت فوق رأسها بحنية : اللي يريحك ياسهى...الوقت اللي تحبي تتكلمي فيه عن اللي مضايقك انا موجودة وهسمعك
سهى انسابت دمعة يتيمة على خدها : حاااضر ياماما
عزة بحزن : ربنا يفك كربك ياسهى ويريح بالك يابنت بطني
سهى: يارب ياماما
عزة : انا خارجة عشان تنامي... تصبحي على خير
سهي : وانتي من اهل الخير
خرجت عزة وبمجرد إغلاقها الباب... نهضت سهى من مكانها ووقفت أمام المرأة متأمله مظهرها... قائله انا بضاعة مستهلكة... لمست سهى شعرها الأسود .. قامت بحلها لينساب على ظهرها حريري ناعم... تأملت وجهها بملامحه المتنساقة وتجولت عيناها على بقيت جسمها الرفيع لكنه ممتلئ في الأماكن الصحيحة
هزت رأسها بعنف ونظرت إلى نفسها بإصرار : أرمي الحزن ياسهى ورا ضهرك وعيشي حياتك كفايه اللي راح من عمرك... اتجهت ناحية شنطتها وأخرجت قميص نوم احمر قصير وقررت ارتدائه....وزينت وجهها باحتراف وعندما انتهت نظرت لنفسها بتقدير في المرأة فهي أنثى من حقها إسعاد نفسها
أخذت تغني مع نفسها وهي تتمايل بحركات راقصة أمام المرأة
خطوة يا صاحب الخطوة
خطوة امشيلى لو خطوة
دا انت عالقلب ليك سطوة
نظرة مبطلبش غير نظرة
دق جرس الباب... لما فتحت عزة الباب ووجدت فارس أمامها... دخل مباشرة وأغلق الباب
فارس بقلق : سهى في أنهو أوضة
عزة أشارت على إتجاه الغرفة.. قالت بحزن: سهى تعبانة اوي يافارس وحصل حاجة جامدة زعلتها.... حاول تنسيها زعلها
فارس : سهى روحي ومقدرش اشوفها زعلانه..وعندما فتح باب غرفتها أصاب بالصدمة من رؤيتها وهي ترقص رقص شرقي بأغراء... دخل سريعا وأغلق الباب خلفه... وهي غير واعية لدخوله... مستمرة في الغناء والرقص
جلس فارس على الفراش يشاهدها بعيون راغبة
وعندما انتهت من الرقص... صفق فارس لها بحرارة وصفر لها بإعجاب

مكيدة زواج  للكاتبه سلمى محمدOnde as histórias ganham vida. Descobre agora