الحلقة الرابعة والعشرون

18.3K 390 3
                                    


فارس زفر بحدة ثم جلس على الكرسي : حكم القوي ...وغمز لها ...بس كله يهون عشان أنول المراد
تناولو العشاء في جو شاعري ...مابين نظرات وهمسات وضحك ...وعندما أنتهو
فارس باشتياق : بحبك
سهى بخجل : وأنا كمان
قام من على الكرسي وأمسك يدها بحب واتجه كلاهما الى غرفة النوم وقبل أن يغلق الباب خلفهم رن تليفونه ...لعن المتصل ...هو ده وقته ...ونظر لرقم المتصل فرأى نمرة والدته
سهى : مين بيتصل
فارس بضيق : ماما
سهى : طب ماترد
فارس : نفسي والله مردش ...بس أنا عارف ماما مش هتسكت وفتح التليفون وقبل ان يقول ألوووو
فاطمة بصريخ : الحقنننني يافارس
سهى بقلق عندما رأت ملامح فارس المضطربة : فيه ايه يافارس
فارس بغضب مكتوم : في كان زماني دخلت دنيا ...كان لازم العشا الأول
قال جملته ثم خرج سريعا من الغرفة
سهى نادته بصوت قلق: فى أيه يافارس
فارس : في مصيبة ياسهى
وخرج مغلق باب الشقة خلفه تاركا سهي فى حالة من الجزع والاضطراب
ذهب إلى القسم وعرف مكان تواجد والداته
فاطمة أول مارأته ..أرتمت في حضنه باكية ....الحقني يافارس
فارس بقلق : في أيه ياماما
فاطمة ببكاء : معرفش ...أنا معرفش أتقبض عليا ليه ...جرس الشقة رن وأول مافتحت الباب ...لقيتهم بيقولو ...قاااال أيه مقبوض عليكي ..أنهارت أكثر في البكاء ...وخلوني أركب البوكس بالعافية قصاد الجيران ..أنا على أخر الزمن يافارس أركب بوكس ...وشوفت نظرات وسمعت همسهم ...أني عملت مصيبة عشان كده البوليس قبض عليا ..بكت بصوت عالي ...أنا أتمرمطت يافارس
فارس بنبرة مهدئة : أهدي ياماما ...أنا هعرف دلوقتي أنتي أتقبض عليكي ليه ...وقام بالاتصال بصديقه محمود المحامي
فارس : تعالالي بسرعة يامحمود ..ثم أعطى لها عنوان القسم الموجود بيه
محمود بنبرة تنم عن القلق : خير يافارس
فارس بانفعال : ماما أتقبض عليها يامحمود ...سيب اللي في أيدك وتعالى بسرعة
محمود : هكون عندك بسرعة

صعد قاسم الي شقته مبكرا...ذهنه كان مشتت طوال الوقت بالتفكير في روقية وخيالات تجمعهم سويا ..ولما دخل رأى الشقة نظيفة ومنظمة ورائحة البخور تغمر ألارجاء ...لم يراها أمامه كما أعتاد عند فتح باب الشقة ودخوله ..قام بمنادتها : رقية ...ياااارقيه ....لكنها لم ترد عليه
شعر بالقلق ..بحث فى أنحاء الشقة مناديا عليها ...رررقيه ...
أتجه إلى غرفة نومها ...طرق على الباب عدة طرقات وهو يناديها ..عندما لم يسمع أي رد..توقع حدوث مكروه لها ...فتح باب غرفتها بسرعة ...تفاجئ من المشهد الماثل أمامه..وقف مكانه فاغر الفاه ...متأملا أياها وهي ترقص كالفراشة أمامه معطية ظهرها له ...وسماعات كبيرة مغطية كلتا أذنيها...واللاب توب أمامها على السرير... كانت مندمجة فيما تسمع من أغنية هادئة لتقوم بهز قدميها في حركة شبه راقصة
كانت غير واعية لوجوده ..ظل قاسم ينظر لها بعيون راغبة ملتهمة كل تفصيلة من جسدها في صمت لعدة دقائق ....وضعها أثار رغبته الرجولية تجاهه كأنثى ...تحرك ناحيتها بدون أرادة منه ...لما لا ..فهي زوجته وتحل له ...وهو شاب في كامل عنفوانه ...لما لا فهو رغب فيها من فترة وحاول العديد من المرت وأد هذه الرغبة ...وهي لن تمانع تقربه منها ...نظراتها له تقول أنها تريده
جلست على الفراش ناظرة الى اللاب توب
جلس على الفراش بجانبها دون أن تشعر.. ...أمسك نفسه بصعوبة حتى لا يمرر أصابعه عليها ...نهضت روكا مذعورة عندما اهتز الفراش ..نهضت جالسه على الفراش مرعوبه ...متفاجئة من وجود قاسم في غرفتها... جالس بجوارها ...ناظرا لها برغبة أو الأصح ملتهما أياها بنظراته
روكا بذعر : أنت أزاي تدخل الاوضة من غير ماتخبط
قاسم بصوت أجش : خبطت وناديت كتير بس أنتي إللي كنتي في دنيا تانية ...ايه اللي كان شاغل بالك لدرجة دي
حاولت اخفاء رعبها قائلة بلجلجة : كنت بسمع أغنية وبتفرج على شوية حاجات على اللاب ...وهي تتكلم كانت تريد الهروب لتغطية جسدها فنظراته أشعرتها بالخجل ..عندما حاولت النهوض من فوق الفراش ...أمسك يدها رافضا تحركها
قاسم : فرجيني الاول كنتي بتشوفي أيه على اللاب
أمسكت روكا اللاب باصابع ترتجف ...وجعلته يشاهد ...أهو كنت بتفرج على التصماميم دي
قاسم نظراته في اتجاه أخر
روكا : بتبص على أيه
قاسم برغبة: ببص على الوحمة أصل شكلها لذيذ أوي
روكا وجهها أحمر من الخجل وحاولت النهوض من جواره ...لكنه رفض تحركها مثبتا أياها على الفراش
روكا سرحت في عيونه ...فهي لأول مرة تشاهد تعبيرات وجهه الراغبة المشتاقة لها ...
أنفرجت شفتها الكرزيتين بترقب ...ليحني رأسه ويندمج كلاهما في قبلة...جعلت الالعاب النارية تنفجر فوق رؤوسهم ...قاسم أهتز جسده بصدمة ...محدثا نفسه صامتا ..أذا كانت مجرد قبلة تجعله يشعر هكذا...
نظرت له مصدومة من رد فعلها ومبادلته لقبلته غير مصدقة نفسها...كأنها أصطدمت بأعصار أسمه قبلة قاسم ...
وجه لها نظرات مذهولة للحظات ثم أحني رأسه هذه المرة مقررا الاكمال حتى النهاية
أستسلمت روكا للمساته ...فاقت بعد فترة صارخة : لأاااا أبعد عني ... لتدفعه بعنف ...
يفيق بصعوبة من رغبته على صرختها ودفعه له
تدحرج من فوق الفراش ليقول غاضبا : لاااا...ماكان من الاول
روكا لمعت عيناها بالدموع : أنا أسفة
نظر لها بأزدارء: كويس أنك فوقتيني ...كنت هكره نفسي لو حصل حاجة ...ليكمل بسخرية ...أو يمكن تكوني قاصدة ... وعايزه تتبعي مبدأ شوق ولا تدوق ....بس أوعدك أن دي أول وأخر مرة أقرب منك
صرخت بألم : لا أنا مش كده خالص ...أنت اللي دخلت أوضتي ...أنت اللي أبتديت مش أنا ...
نهضت من فوق الفراش غاضبة غير مبالية بوضعها ..نغزته بأبهامها في صدره بعنف ..صارخة ...أنا مش مسئولة عن ضعفك ..أنت اللي أبتديت
ليرد بعصبية : وأنتي كملتي معايا ...مرفضتيش فى الاول ليه ؟؟
روكا بنبرة متألمه : عشان بح ...سكتت دون أكمال جملته
قاسم بحدة : كملي ...مقولتيش في الاول لأ ليه
ردت بسرعة : عشان بحبك أرتحت عشان بحبك ...مصدقت أي رد فعل منك حتى لو مش حب ...أنسالت دموعها صامته على وجنتاها وهى تتكلم ...وقولت لا بعدين عشان خوفت ...صرخت في وجهه ...خوفت من مشاعري ...أكملت بنبرة خافتة ...خوفت تعرف الحقيقة
قاسم أنصدم من كلامها ورد فعلها : حقيقة أيه اللي خوفتي أعرفها
سهى بدموع : لو اللي هقوله هيخليك تحبني ...او يمسح نظرة الازدراء اللى على وشك كنت قولت ...بس للاسف ممكن اللي أقوله يزود النظرة دي ...يمكن لما أحس أن ممكن أبقا حاجة بالنسبة ليك ...هبقا اقولك حقيقة خوفي منك ....صرخت في وجهه...أطلع برا ...عشان متقولش أني بغريك بشكلي ...برااااا
خرج قاسم من الغرفة ..وفي داخله العديد من المشاعر المتضاربة ...معلنه حرب ضارية ....جلس على الكرسي مطرقا الرأس...مفكرا فيما حدث بهدوء ...رد فعله نتيجة رفضها كان في منتهي القسوة ..فهو البادىء وليس هي ...الايام الماضية أثبتت رغبتها الفعلية في التغيير ....أخذ يحدث نفسه
هي أتغيرت بجد ولا مش أتغيرت
رد على نفسه وهى تفرق كتير معاك أتغيرت ولا مش أتغيرت ...وياترى حقيقة أيه اللى خايفة تقولها ..مهم اوي تعرف ايه اللي مخبياه عليك ...
بعد محادثة طويلة مع النفس قرر الدخول لها ...وأبلغها ما وصل اليه من قرار بشأنها
سمعت طرقات على الباب ...مسحت دموعها سريعا وأرتدت شىء واسع يداري جسدها ...
روكا بنبرة هادئة : أدخل
قاسم تكلم بنفاذ صبر: أنا خلاص مش عايزك هنا ...حضري نفسك عشان اوصلك بيت أهلك
وقفت أمامه مصابة بحالة من الذهول : أنت بتقول أيه
قاسم بضيق : بقولك حضري شنطتك عشان تروحي بيتك
روكا أبتلعت صدمتها سريعا ...لتقول بهدوء مفتعل : بس ده بيتي ...بيت جوزي هو بيتي
قاسم : أنا مش عايزك تقعدي هنا ...أنا غلطت لما فكرت أني ممكن أقومك ...
أنا غلطان وهصلح غلطي ...صارخا فيها منفعلا ...يلا غيري هدومك عشان أوصلك بيت أهلك ..
ردت بحدة : ده بيتي أفهم بقا وأنا مش مستعدة أتحرك من هنا ...ومين قالك أني متغيرتش ...مجرد قبولي أقعد هنا ..أطبخ وأغسل وأنضف مع أني طول عمري مرفهة ومتربيه على العز ..ولما اتجوزتني أمرتني اغسل واطبخ وسمعت كلامك مش خوفا منك ..لمعت عيناها بالدموع وهي تتكلم ...سمعت كلامك عشان بحبك ..سمعت كلامك عشان تعرف أني أتغيرت علشانك أنت ..أنت وبس وبالرغم من كل اللي عملته لسه بردو بتعاملني بقرف وأني مش قد المقام ومش مناسبة لقاسم بيه ...أنا مش ملاك ولا أنت كمان ...قولي مين فينا مش معصوم من الغلط ..مش معصوم يرتكب ذنب ...أنا بعترف أني غلطت وأذنبت ..وبحاول أصلح من نفسي للأحسن ...أنت مش قولتلي قبل كده أنك جايبني الشقة هنا عشان تخليني أتغير للاحسن ....صرخت في وجهه ...ليه دلوقتي رافض فكرة أني أتغيرت ...أني بقيت رقية مختلفة عن روكا المتهورة ...انهمرت دموعها واخذت تبكي بصوت مسموع....أنا مش هتحرك من هنا ده بيتي
قاسم أنصدم من رد فعلها ...قائلا بحدة : أنا خارج وعايز لما أجي من برا ملاقيكش في الشقة ....خرج بخطوات سريعة من الغرفة
سمعت رقية الصوت العنيف لأغلاق الباب خلفه ....فجأة أنهارت واقعة على الارض ....لا تقدرعلى الوقوف ...ضمت كلتا ركبتيه وضعت رأسها بينهم باكية فى صمت

في الاسطبل ...ربت أسر على رأس حورية بشغف ..
هنا بابتسامة أعطت أسر قطعة من السكر : خد أكل حورية ....أصلها بتحب السكر أوي
أسر أبتسم وهو يطعم حورية قطع السكر
هنا : كفاية كده يأسر
أسر هز رأسه بالنفي
هنا بنبرة أمر : كفاية ياأسر عشان السكر الكتير بيتعب حورية
أسر أنصاع مباشرة للهجة الأمر فى صوتها
هنا بصوت حنون: بكرا أفتتاحية البطولة ...هتحضروتشوفني وأنا راكبة حورية
أسر هز رأسه بالايجاب وابتسامة واسعة ارتسمت على وجهه
هنا بابتسامة : ممكن أخد الاذن من حضرتك في حضن صغير وبوسة واحدة بس
أسر زم شفتيه بضيق وحرك يداه بالرفض
هنا : بص أنا هفضل وراك لحد مانت اللي تتحايل عليا بحضن وبوسة
أسر حرك يداه ردا عليها بطريقة الاشارة
دخل عليهم يوسف قائلا : أنا قولت هلاقيكم هنا
هنا : أبن حلال مصفي هو اسر كان بيقول أيه دلوقتي
يوسف مدعيا الزعل : أسر ...أسر مفيش غير أسر ...ده من يوم ماجيت مصر مش عارف أقعد معاكي خمس دقايق على بعض ...وكمان أخدتي أبني معاكي مقيم مع المستشار عمار ...اللي محرج عليا أعتب من باب الفيلا...كفاية أخر مرة روحت ليكي الفيلا بعد السفر ...كان كل شوية يزغرلي بعينيه ويحط أيده على جراب المسدس ...كأنه بيقولي لو بصيت كده ولا كده ...المسدس أهو وأخرتك طلقة بملاليم ومحدش في الحكومة بيحاسب مستشار...وقولت لنفسي توبه يابني تعتب الفيلا دي تاني ولو مش مستغني عن روحك ...قوليلي ياهنون هو الحج الوالد علطول شايل المسدس معاه
هنا حاولت كتم ضحكته بصعوبة : بصراحة لأ
يوسف بغيظ: أنا قولت كده بردو...هو بصراحة ليه حق ...أنا لو مكانه كان زماني بروزتك جمبي
هنا بضحك : ههههه ....مقولتليش أسر كان بيقول أيه
يوسف ضحك هو الاخر : بيقولك في المشمش ...بس هو قالك كده ليه
هنا نظرت الى أسر الذي أطرق رأسه خجلا : ماشي يأاسر اقولك هات بوسة وحضن تقولي في المشمش...ثم نظرت الى يوسف بغضب مفتعل ..
يوسف غمز له : ماأنا موجود وتحت الخدمة ...بوسة تلاقيني ...حضني وماله تلاقيني ...ولا أنتي عاملة زي القرع يمد لبرا
هنا : . أنت السبب على كده في قاموس الامثال الشعبية اللي أسر بيقولها ...ده أنت خطر على دماغ الولد
يوسف : خلاص أنا بقيت كخه...لأ أنا كده هزعل
هنا ضيقت بين حواجبها : ياأخ أنت حرام عليك التلوث السمعي اللى بيحصل ليا ولي أسر ...كفاية ...وضعت يداها على كلتا أذنيها...مش قادرة أسمع أي كلمة تاني
يوسف نزع يداها بخف ..قائلا : خلاص وأنا مش هعملك تلوث سمعي تاني ...رسم على وجهه ملامح بريئة ...شوفتي أنا بسمع الكلام ازاي ...وبمناسبة أني بسمع كلامك...أيه رأيك نخرج النهاردة نتغدا برا
هنا ردت مفكرة : أمممم دي رشوة بقا ..أنا موافقة نخرج أنا وأسر معاك
يوسف زم فمه بضيق : نعممم ...لا كده كتير وكتير أوي ...هو أسر هيلزقلي كتير في أي حته هروحها معاكي
هنا بابتسامة خبيثة : أيوه ...وكمان كنت ناوية لما نتجوز أخده معايا في الشهر العسل
يوسف رد بسرعة : كله ألا شهر العسل ...أهو ده اللي مش هسمح بيه خالص ...نظر الي أسر ...متزعلش ياأسورة....بس بكرا لما تكبر تعرف أهميه العزلة في شهر العسل
هنا زغرته بحدة : عيب تقول كده قصاد الولد
يوسف بمشاكشة : مين ده اللي ولد ...أنا مش شايف غير راجل قصادي ...صح الكلام يأستاذ أسر
أسر أبتسم وهز رأسه بالايجاب
هنا بضيق : بصراحة أنت خطر على أخلاق الولد ...عندما رأت نظرات أسر الغاضبة ....خلاص ياأستاذ أسر ...أنت خطر على أخلاق الرجل ...أنا مش عارفة هتجوزك ليه
يوسف لعب حواجبه : علي يوسف بردو ..مش عارفة هتتجوزيني ليه ...عشان بتموتي في دباديبي ..ليغني قائلا
ويا ناس انا دبت في دباديبو دباديبو دباديبو
و انا قلبي مشعلل بلهيبه بلهيبه بلــــهيبه
ماهو راح ولا جاش ... ولا كلمناش
وانا اتنى وراه ماهاسيبو...اه ياعيني يابا ماهاسيبو
و يا ناس انا دبت في دباديبو دباديبو دباديبو
و انا قلبي مشعلل بلهيبه بلهيبه بلــــــهيبه ...ماهو راح ولا جاش ... ولا كلمناش
وانا اتنى وراه ماهاسيبو...اه ياعيني يابا ماهاسيبو
هنا أبتسمت على طريقته في الغناء : كفاية صوتك نشاز
يوسف : طب أستني أكملك بقيت الوصلة الغنائية
هنا : لا بجد حرام عليك ...أرحم وداني شوية
يوسف : هرحم ودانك بشرط مفيش أسر في شهر العسل
هنا ردت بمشاكسة : لا
أخذ يغني مرة أخري بنشاز أكتر
هنا بضيق مفتعل : خلاص أنا موافقة مفيش أسر في شهر العسل ...بس عشان خاطري بطل غني
ارتمست ابتسامة واسعة على وجه يوسف : هو ده الكلام ...وأنا كده عرفت ديتك معايا لما أعوز حاجة وأنتي ترفضي
هنا بابتسامة : ده أنا هشوف معاك يومين حلويين ...أااه ياحظك الحلو ياهنا
يوسف مثل الغرور: طبعا هو أنتي هتلاقي زي فين ..اللي زي أنقرضو من زمان
...الرجل الفرفوش رزق يابنتي
هنا: هو أنت لسه هتقولي ...مع أنى عرفت من زمان وربنا يكون في عوني

وفي حجرة الظابط دخل المحامي مع فاطمة
وبعد جلوس كلاهما
محمد : عايز أعرف موكلتي مقبوض عليها ليه
الظابط توفيق رد بخشونة : متهمة بأخفاء فتاة قاصر ...جميلة السيد...
فاطمة لطمت بشدة على صدرها : يالهوووووي
محمد بنبرة مهدئة : أهدي ياحاجة
فاطمة باضطراب : أهدى أزاي يابني وهو بيقول متهمة بالخطف ....يالهووووي
توفيق بقسوة : بطلي صريخ ...بدل ما أوديكي الزنزانه
وضعت فاطمة كف يداها على فمها : أنا هتخرس خالص
محمد محدثا الظابط : ومين اللي مقدم البلاغ يافندم
توفيق رد : والدتها قالت في البلاغ أن أخر شخص كانت موجودة عنده... فاطمة جارتها والاختفاء كان من حوالي أسبوع ...وبسؤالنا في المنطقة اللي عايشة فيها فاطمة ...الجيران قالو عن مواصفات البنت وأنها طلعت ليها وكله نفى أنها شفوها نازلة من عندها...ثم وجه كلامه الى فاطمة ...ردك أيه على الكلام المنسوب ليكي
فاطمة باضطراب : هي نزلت من عندي ...بعد مااتخانقت معاها وطردتها من الشقة
توفيق : واتخانقتي معاها ليه؟
فاطمة ظلت صامتة ولم ترد
توفيق بحدة : أنطقي أتخانقتي معاها ليها
محمد برجاء : أتكلمي ياحاجة فاطمة ...أيه السبب فى الخناقة
فاطمة بتردد : دي أعراض ناس يابني
محمد : لو متكلمتيش ممكن تبقي متهمة وتتحبسي
فاطمة بتوتر : أصل..أصل
توفيق بزعيق : أنا مش فاضيلك اليوم بطوله
فاطمة : حاضر يابني هقولك أهو ...أصل سمعتها بتكلم واحد فى التليفون متجوزها عرفي ....أصل كنت عايزه أجوزها لأبني ولما عرفت أنها بتضحك عليا أتخانقت معاها وطردتها
توفيق : وأسمه أيه الشخص ده
فاطمة : أسمه ...أسمه ...أهاااا ...أفتكرت أسمه عامر ...وسمعت كمان أنه كان متقدملها وأهلها رفضوه
توفيق : كان في حد معاكي في الشقة حضر الخناقة
فاطمة هزت رأسها بالايجاب : أه ..البت الممرضة كانت موجودة ...شافتني وأنا بطردها
محمد : عايز أفراج عن موكلتي بثبات عنوان أقامتها
توفيق : لما نستدعي الشاهدة ونثبت صحة اقوالها ...هتبقا تخرج ...ثم نادى بعلو صوته حسااااان ...خد المتهمة على الحبس
محمد : بس هي ست كبيرة ومش هتستحمل الحبس ...أنا عايز رأفة من حضرتك وأفراج عنها بعنوان محل الاقامة
توفيق بصرامة : لأ ...خد المتهمة على الحبس
فاطمة بتوسل : الحقنننني يابني
محمد بمواساة : معلش أستحملي الليلة دي لحد مالنهار يطلع ...وأنا هجيب الممرضة بنفسى الصبح بدري
حاول فارس مخاطبة أمه لكن حسان أخذ فاطمة مباشرة على الزانزنة ...
خرج بعدها مباشرة
فارس بانزعاج : ماما أخدوها على فين يامحمد
محمد : على التخشيبة ....متهمة بأخفاء جميلة ...بس هى عندها شاهدة بتقول أنها خرجت من عندها
فارس : هو حصل أيه بالظبط
محمد : أنا هقولك ...سرد على مسامع فارس ماحدث بالداخل بالتفصيل
فارس : من بكرا الصبح هجيب أبتهال ...وربنا يستر
محمد : أنا ماشي ...تعاله معايا
فارس : أنا هفضل هنا
محمد : هتعمل أيه هنا وجودك زي قلته يافارس
فارس بحزن : مش هقدر أتحرك من هنا الا لما أطمن على ...أشوف لو محتاجة حاجة ووحاول اوصي المسئول عن التخشيبة عليها ..وكمان هتحتاج تاخد علاجه
محمد هز رأسه بتفهم : عندك حق ...خليك هنا يمكن وجودك يفيدها
أنصرف محمد وظل فارس في القسم ....وفي الجهة الاخري حاولت سهى الاتصال بفارس ولكنه لم يرد عليها ....
أخرج فارس تليفونه وجد سهى رنت عليه أكثر من خمسين مرة ...فقام بالاتصال بيها
فارس بحزن : أيوه ياسهى
سهى ردت بانفعال : أنا رنيت عليك كتير خضتني عليك ...أنت كويس
فارس بزعل : مش كويس خالص
سهى بقلق : مالك يافارس
فارس : ماما ياسهى
سهى ردت بسرعة : ماله ...أوعى تقولي ماتت
فارس بحدة : بعد الشر عليها ...ماما أتحبست
سهى حدثت نفسها: وعلى رأي المثل ذنب ناس بتخلصه ناس..حدثتها متصنعة الحزن... واتحبست ليه
فارس حكى لها محدث
سهى : أن شاء الله خير وتخرج علطول
فارس : يارب ياسهى
سهى : وأنت هتيجي ولا هتفضل عندك
فارس : معلش ياسهى هسيبك لوحدك مش هقدر أسيب ماما دلوقتي خالص ...سلام دلوقتي ياسهى هبقا أكلمك بعدين
سهى بحزن على وضعها المنحوس : مع السلامة يافارس...واغلقت التليفون
هو أنت ورايا ورايا ياست فاطمة ...باين عليكي داعية على أبنك في أم الجوازة دى
رجع قاسم الى شقته على أخر النهار ...متوقع عدم وجود روقية ...ولكن في قرارة نفسه لا يريد رحيلها فهو تعود على وجودها في حياته ...فهو شعر بالغضب شديد لمجرد تفكيره بعدم رؤيتها مرة أخرى...وأول مافتح باب الشقة وجدها أمامه
حاول قاسم أخفاء سعادته عند رؤيتها ...لكنه فشل : أنتي لسه موجودة
أستغربت روقية من أبتسامه له ..ردت عليه بابتسامة صفراء : ومش همشي
قاسم بابتسامة : كويس أنك مش مشيتي
روقية نظرت له فاغرة الفاه : هو أنت عندك شيزوفرنيا
قاسم أخفى ابتسامته ليقول بهدوء : كويس أنك مش مشيتي لوحدك وفضلتي موجودة ...أصل الطريق بقا وحش اليومين دول
روقية أستغربت من رد فعله : الطريق وحش ...يعني انت اللي هتوصلني ...بس أنا قولتلك مش هتحرك من هنا سواء معاك ولا مش معاك
قاسم تجاهل الرد عليها ..قائلا : أنا هدخل أخد شاور
روقية : وأنا حضرت ليك العشا موجود على السفرة ...أنا داخلة أنام
مشيت روقية باتجاه غرفتها تحت أنظار قاسم المتأملة لها فهو شعر بسعادة غامر عند رؤيتها...
ثاني يوم في القسم
حضرت أبتهال وتم أثبات صحة أقوال فاطمة ...وتم مواجهة أم جميلة بمدى معرفتها باعامر ..ليصدر أذن من القسم بالقبض على عامر...وتم الافراج عن فاطمة
فاطمة عند رؤيتها لفارس رمت نفسه في حضنه باكية : أنا أتبهدلت يافارس
فارس بمواساة : معلش ياماما ....الحمد لله أنها جات على كده
محمد : أنا همشي يافارس ...ورايا كوم قضايا فى المكتب
فارس شكرا محمد ..لينصرف محمد بعدها مباشرة
وقام فارس بأيصال فارس أمه حتى شقتها ...وأحضر ممرضة أخرى بعد رفض أبتهال من القدوم مرة أخرى
وهو في غرفة أمه
فارس : أنا همشي ياماما وهتصل بيكي كل شوية هطمن عليكي
فاطمة عينياها لمعت بالدموع : عشان خاطري يافارس بات النهاردة معايا
فارس بتردد : بس ياماما سهى
فاطمة بحزن : عندك حق يابني ...ثم أدارت رأسها للناحية الثانية ...قائلة بزعل ...طفي النور وأنت خارج
فارس شعر بالضيق عند رؤية الدموع في عيون أمه ...فقرر المكوث هذه الليلة معاها في الشقة ....أنا هبات النهاردة معاكي
التفتت له فاطمة مبتسمة : بجد يافارس
فارس بابتسامة : بجد ياماما ...تصبحي على خير
فاطمة بفرح : وأنت من أهل الخير
عند خروجه من الغرفة ...أتصل فارس بسهى
سهى : طمني عليك يافارس وعلى مامتك
فارس : انا كويس وماما كمان وهي خرجت من القسم
سهى : وأنت فين دلوقتي
فارس بتردد: في البيت معاها وناوي أبيت الليلة دي معاها
سهى ردت بعصبية : وأنا يافارس ...وهو مش مكتوب عليا أحس أني متجوزة ...لحد أمتى
فارس بضيق: مش انتي لوحدك ياسهى وانا كمان زيك وأكتر
سهى بحزن : مش باين
فارس : غصب عني ياسهى ...بس ماما مرعوبة تبات لوحدها النهاردة وانا على بكرا الصبح هكون عندي
سهى : وتيجي ليه ...خليك كام يوم وانا هروح أقعد عند ماما كام يوم
فارس بحدة : متتحركيش من شقتك ياسهى ...مش مسموح ليكي تخرجي ولا تروحي أي حته لحد ماأجي
سهى بغضب : حاضر يافارس ...ثم أغلقت التليفون بحدة ..
فارس تمتم بحدة : بس لما أروح هيكون ليا تصرف تاني معاكي
يوم قاسم كان شاق ومجهد من كثرت التفكير ...فهو لم ينام طول الليل ...حتى شغله في الورشة لم يبعد عنه عذاب التفكير فيما حدث ليلة أمس ...وفجأة ترك مافي يده من شغل ...خرج من الورشة بخطي سريعة صاعدا الى شقته .....عندما دخل وجد روقية جالسه على الكرسي وفي يدها ريموت الكنترول تقلب فى القنوات وهي تزفرة بحدة
جلس قاسم بالقرب منها وعندما حاولت النهوض : متقوميش يارقية ...أنا عايزه اكلمك في موضوع ضروري
روقية بانتباه : نعمم
قاسم : أنا عايز أعتذرلك على اللي حصل أمبارح مني ....ليكمل بتردد ..لما طلبت منك تمشي وخرجت وسبتك ....فضلت ماشي مع نفسي كتير لحد ماتعبت من كتر المشي وكل مايجي على بالي أني أرجع الشقة وملاقكيش موجود ....مش عارف أوصفلك رد فعلي ....بس حسيت في الوقت ده أني مقدرش مش أشوفك كل يوم ..ولما رجعت ولقيتك أتبسطت أوي أنك فضلتي ومسمعتيش كلامي...ده خلاني اتأكد أنك متمسكة بيا ومستعدة تضحي برفاهيتك وتعيشي معايا وده أكد ليا أنك بجد اتغيرتي ...وعايز تبقا علاقتنا طبيعية زي أي زوجين وححاول أخليكي سعيدة معايا
روقية بأمل : أنت بتحبني
قاسم هز رأسه بالرفض ...قائلا: أنا مش قادر أستغنى عنك ...موافقة على طلبي ...أننا نعيش مع بعض علاقة طبيعية زي أي زوجين ...من غير يبقا عندك أمل أني ممكن أحبك
أعتصر الالم قلبها عندما سمعت كلامه ...كل كلمة منه كانت بمثابة طعنه لقلبها العاشق له
قاسم : قولتي أيه ...موافقة ياروقية
في النادي ...كان اول يوم في بطولة الفروسية
هنا ركبت على حورية بكل شموخ وقامت ببعض الحركات الاستعراضية ..قبل النط على أول حاجز
يوسف وأسر ..ووالدها وأمها كانو جالسين في المدركات مشجعين لها
يوسف بصياح : يلاااااا ياهنا
هنا ارتسمت ابتسامة خفيفة عندما ميزت صوته من بين الجمهور ...وقامت بالقفز على اول حاجز متخطياه بنجاح ....وقبل قفزها على الحاجز الثاني ظهرت قطة في وسط المعلب ...جعلت حورية تصاب بالذعر جاريه بسرعة قبل عبورها الحاجز ...فتطير هنا واقعة من فوق الفرس تحت انظار الجميع ...تعلقت العيون مذعورة على جسد هنا الملقي على الارض بدون رد فعل منها
أصاب عمار وغادة بحالة من الصدمة ...هب يوسف من مكانه ..قافزا فوق المدرجات حتي أصبح بالقرب من هنا
أسر كان مشاهد صامت ..أمتلئت عيناه بالدموع ...شاعر بعجزه لأول مرة ...لتخرج منه فمه أول كلمة ...هناااا  

مكيدة زواج  للكاتبه سلمى محمدWhere stories live. Discover now