لقد تصنم متوقفاً عن محاولة الهجوم على توماس ليلتفت نحوي ببطءٍ مع عينان مشعة بالغضب تحت ضوء القمر المكتمل .
إقترب مني ببطءٍ و مع كل خطوة يأخذها للأمام أتخذ أنا خطوة للخلف .
كاد أن ينقض عليّ قبل أن يهجم عليه مستذئبٌ آخر و دامت معركة دموية خسر فيها من حاول قتلي أنا و توماس عندما زأر الآخر به لينكمش بخوفٍ و يهرب .
عاد هذا المستذئب إلى هيئته الطبيعية ليتضح أنه أخبرنا بأن نخرج بسرعة .
مستحيل ..
نظر إلينا ثم تقدم نحو و هو يمسك بياقتي بواسطة قبضته .
"لن تخبر أحد هل فهمت"
"و لِما لا؟"
"لأنني حينها سأخرج قلبك من جسدك بواسطة مخالبي" قال ليقشعر بدني من تخيل الأمر .
"مرحباً؟ لقد كاد هذا الشيء أن يمزقني ثم يأتي آخر مثله و أنت تخبرنا بطريقة غير مباشرة أن ننسى الأمر فحسب؟" قال توماس .
"إذا فعلتم شئ سيتم إصتيادي"
"حسنا أنت لديك أنياب بالطبع يجب أن يتم إصتيادك، ربما أيضاً لديك إسم ذئب " قلت .
"حقاً؟ أنا أُدعى مارتن ومعكم بالمدرسة أيضاً، ماذا تعرف أنت عن المستذئبين؟" قال .
"لا أعرف الكثير"
"إذاً لِما لا تسأل صديقك المختبيء" قال و هو يسحب شخصٌ ما من خلف الشجرة .
"أندرو؟"
حك أندرو مؤخرة عنقه بتوتر و هو يتجنب النظر لي بينما توماس لا يفهم شيء .
"أخبره أيها الفيلسوف ، ماذا تعرف عنهم"
"لقد قرأت أنه عندما يتم عضك بواسطة ذئب تتحول إلى مستذئب و يجب أن يكون هذا الذئب ملك لعشيرته و ليس أي ذئب" قال أندرو أخيراً ليضحك مارتن بسخرية .
"هراء، كل هذا هراء، ألازلت تعتقد أن تلك الكتب هى الكتب القديمة بالفعل ؟ إنها كتب جديدة تماماً يقومون بتمزيقها قليلاً و وضع بعض الأتربة حتى تصدقون"
"إذاً ما هى قصتك" سألته .
"لن أُخبرك قبل أن تخبرني بخاصتك " قال لتسير رعشة بأنحاء جسدي و ينظر لي توماس و أندرو بـ إستفهام .
هل يعلم بخصوص أنني حارس زمن ؟!
"ماذا تعلم عن جرايس؟"
قال لأتنهد براحة، ظننت لوهلة أنه يعلم كل شئ حيالي .
"لازلت أبحث" أخبرته، حسناً لا أستطيع أن أُنكر و إلا سيقتلع رأسي بالرغم من أنني أطول منه ولكنه أقوى .
كان سيتحدث قبل أن يسمع عواء لتتلون عيناه إلى الأصفر المشع .
"يجب أن أذهب" قال ثم ركض بسرعة هائلة بعيداً عنّا .
نظرت إلى أندرو منتظراً تفسيره بمجرد أن ذهب مارتن .
"أنا أعتذر حسناً ذهبت لأُريكم شيئاً و وجدتكم في معركة مستذئبين لذا إختبئت" قال أندرو .
"تُرينا ماذا؟" سأل توماس .
"إتبعوني" قال أندرو ثم تبعناه خروجاً من الغابة .
وصلنا إلى بيت بعيد في منطقة منعزلة ثم إختبئنا خلف الأشجار بأمرٍ من أندرو .
"هذا البيت..أشعر أنني رأيته من قبل" قال توماس و يبدو مشوشاً .
"أين؟" سألته .
"إصمتوا ستخرج الآن" قال أندرو لتخرج فتاة شقراء جميلة ذات عينان خضراء كخاصتي .
و مَن غيرها؟
جرايس..
خرجت و هى تحمل بيداها برطمان صغير ثم إتجهت إلى خلف المنزل لنتبعها و نحن مختبئين .
ثم أخرجت...رماد؟
"يا إلهي.. " تمتم أندرو، لابد أنه يعلم ماذا تفعل عندما بدأت بوضع الرماد حولها و أصبحت داخل دائرة .
"ماذا تفـ... " بدأ توماس يقول قبل أن يسحبنا أحد من أذاننا .
"أبي هذا يؤلم"
"سيد ستيڤن أرجوك"
قولنا أنا و توماس بينما أندرو إنسحب ببطءٍ و لكن الضابط ستيڤن سحبه من قميصه .
"تباً" تمتم أندرو لفشل خطته بالهروب .
"هيا إلى المنزل" قال و هو يدفعنا أمامه .
"ولكن سيد ستيڤن يجب أن نرى.. " بدأ أندرو يقول ولكن قاطعه سيد ستيڤن بأن يصمت و أنه لا مجال للنقاش بينما لا أستطيع أن أتوقف عن التفكير .
ماذا كانت تفعل..؟
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.