أومأت بصمت بينما  إنتظرت حديثه ..

"هو كان في شاب معي بالمحاضرة قام ضايق بنت و مسكها من إيدها و إحنا بنشوف،ما حدا من الشباب القاعدين قام و قلو إتركها أو عمل شي لينقذ هالبنت المسكينة منو .. والله ما عجبني هالمنظر،قمت مسكتو من إيدو و خبرتو يتركها لإنو بدي أحكي معو على إنفراد بس هو بعد إيدو و دفشني ،و قالي يا ولد ما تتدخل بالإشيا اللي ما بتخصك،بالرغم من هيك ما قللت أدب معو و حاولت للمرة الثانية بس هو دفشني أقوى من الدفشة الأولى و قال مو شغلك يا زلمة.. " قال قبل أن يسكت للحظة

"إييييييييييه جود صاير يغار عالبنت و يدافع عليها و أنا ما عندي خبر لهلأ "قلت بإبتسامة خبيثة

"لا والله هالبنت بس بتدرس معي ما بيني و بينها إلا السلام " قال مبررا

"إذا هيك شو اللي مزعلك! إنو إضطريت تتشاجر! "تساءلت غير مقتنعة بإجابته السابقة

"و خليتيني كمل حكيي لتعرفي شو مزعلني يا هبلة "قال بعتاب

"كمل كمل كلي آذان صاغية"

"بعد ما دفشني قام قلي ' إذا بدك تعمل لحالك بطولة روح إعملها ببلدك مو معي، إنت هربت من بلدك خايف من الموت و هلأ بتعمل حالك تدافع عالبنت اللي حتى ما بتعرفها روح دافع عبلدك بالأول بعدين تعا إحكي معي هون يا جبان، بسبب الناس اللي متلك فلسطين ظلت محتلة ،لأنكم تعرفو بس تفلو و تروحو عالبلدان الأخرى لتعمل منكم رجال في حين إنو بلدكم محتاجة عونكم،روح لبلدك ياخي و تخبى تحت شي شجرة هنيك و إتركو بلدنا لحالها والله بدكم بس تخربولنا بلدنا متل ما عملتو لبلدكم المسكين،و جايين تتوسلونا لنعطيكم شي قرش لتعيشو عليه بدكم بس تعيشو على حسابنا إحنا اللي بنينا بلدنا لحالنا و عم بندافع عليها كمان لحالنا..إنقلعو بقاا ما في حدا بدو ياكم هون' " قال بينما كان يقلد لي صوت ذلك الشاب النسائي

"نشالله بينمحئ هو و أمثالو ..لو كنت بمكانك كنت نزلت فيه ضرب حتى تطلع روحه من محلها هالمأنزع " قلت بغضب و أنا أمثل أنني ألكم الهواء

"هون المشكل بالضبط،ما قدرت أتمالك حالي و نطحتلو هالمناخير اللي رافعها للسماء و مشان هيك فصلوني من الجامعة لأسبوع " قال و قد بدأ بتحريك قدمه بقلق

"الله حيوووو ،فشيتلي خلقي بهالحمار" قلت بسعادة بينما بادلني بإبتسامة خفيفة

       و حل صمت أخر رهيب بيننا .. و كنت أشاهده في حين أنه كان شاردا بالأرض .. و تمنيت بتلك الوهلة أن ألتقي شخصيا بهذا الشاب اللعين و أن ألقنه درسا بطريقتي الخاصة ..

أويعقل أن يقال كلام كهذا لشخص طيب القلب مثله ..

أيعقل إحزان شاب لم يجرأ يوما على جرح مشاعر شخص ما..

أيعقل إحزان هاتين العينين و تلك الغمازتين ..

       فلتلعن يا إلهي كل من حاول و يحاول أو سيحاول إحزانه يوما ما .. فإنه أخي التي أهدته إياي الحياة ...

"مريوم .." قال مخترقا صمتنا

      أفقت من أفكاري و قد وليته كل  إنتباهي

"معقول في ناس تفكر فيني بهالطريقة ،يعني ليش ما يراعو مشاعر الناس و يحطو حالن محلي بهيك موقف .. يعني ما بيفكرو أبدا أنو اللي فيني مكفيني"قال بصوت مرتجف

"والله حكي فاضي بس بدو يغيضك لأنو ما بعتقد في ناس بتفكر متلو " قلت مواسية إياه و قد تقطع قلبي لصوته المرتجف

"إنتي شو عم تشوفيني شخصيا،خبريني بصراحة مريم تعرفي أنو ما رح أزعل منك " قال متسائلا

"والله أنا بظن أنك عملت صح بهيك موقف أنت كنت أبضاي في حين كانو الشباب اللي معك مجموعة دياييث قاعدين،و ما تنسى أنو الله بيشوف و عارف سلامة نيتك قبلك.. و برأيي أنو كلامو تخبيص بتخبيص لأنو إحتلال بلدك مو ذنبك و جيتك لهون مو ذنب و رغبتك في تكميل دراستك مو ذنب كمان ..و بعرف أنو لو كان بمقدورك تعين بلدك ما رح تتماطل ولا ثانية ..حتى عيلتك عم تكسب لقمة عيشها بإيديها يعني مافي تسول أو شي متل هاذ ،و لخبرك كمان ،كل ما بحكي لرفيقاتي إنو عندي صديق فلسطيني يغارو و صايرين يحسدوني عليك كتير لأنهم يقولو أنو الفلسطينيين رجال و نص، شو بدك ياني خبرك كمان !!!؟  "  قلت بعد ثرثرتي الطويلة

    ضحك ضحكته الخجلة عند مدحي له و كأن الروح قد عادت له من جديد

"آآخخخخخ قلبي.. والله مو طايق أتحمل كل هالكلام الحلو منك صايرين يغارو هااا! " قال مبتسما بفخر و هو يمسك قلبه مصطنعا التأثر

"يعني هذا كل اللي سمعتو من الحكي .. يا ربي شو عاملة بحياتي لتبليني بأجدب متل هاذ" قلت بخيبة أمل كاتمة ضحكتي التي خلقتها تلك الغمازتان

"لأ والله إنتي جرعة معنويات عالية .. تلزميني كتير بهيك أيام " قال و قد إرتسمت على شفتيه إبتسامة إمتنان بينما بادلته بالمثل ..

آلَــشّـآمِيWhere stories live. Discover now