صمتتُ قليلاً .
"لِما لا" قُلت ليبتسم توماس و نركض للخارج و نرى تجمع هائل من الضباط و المباحث و الإسعاف و المطافي .
"توماس، هاري؟ ماذا تفعلان هنا" قال الضابط ستيڤن .
"ماذا تفعل أنت هنا؟" سأل توماس ببلاهه .
غبي .
"إنه تحقيق بُنَي" قال ستيڤن ثم أردف و هو يدفعنا "يجب أن تبتعدا عن هنا" .
"ولكن ماذا حدث هُنا ؟" سألت .
"لقد وقعت طائرة ،أليس هذا واضحاً ؟" قال ستيڤن و هو لا يزال يدفعنا حتى أبعدنا تماماً عن المنطقة و أصبح يفصلنا عنه شريط مكتوب عليه 'ممنوع الدخول، منطقة محظورة'.
"أنا أعني لماذا وقعت؟ " سألت ليصمت ستيڤن قليلاً .
"المحركات تجمدت " قال أخيراً ثم رحل بعيداً .
____________________________________
"التغيرات المناخية ليس لها علاقة بالأمر هاري!! " قال توماس .
"هل لديك إقتراح آخر؟!" قُلت و أنا أُعيد الكتاب مكانه ليتمتم توماس بـ لا .
"أنا لدي" قال أحدٌ ما لألتفت للخلف .
"ما الذي أتى بك أندرو؟" قُلت ببعض الغضب .
هل أتى لأستجوابي كالعادة؟! الأمر مزعج بحق .
"أتيت للإعتذار" قال و هو يحك مؤخرة عنقه بتوتر لأُدير عيناي ليقول "حسناً، و المساعدة" قال و هو يرفع الكتاب .
كتاب خوارق الطبيعة..
سحبته منه بسرعة و فتحته ليجتمع توماس و أندرو جانبي .
"أنا لا أفهم شئ" قُلت .
"ربما لأنك لم تحدد بعد ما الذي نبحث عنه" قال توماس .
"و كيف سأعرف؟!" سألتُ و أنا أُمرر يدي داخل شعري .
"تقرب منها" قال أندرو فجأة بهدوء .
"ماذا؟"
"تقرب منها" كرر .
"هذا سيجعلنا نحدد ماذا تكون" أردف .
"ألا يُعد هذا إستغلالاً ؟" سألت .
"ربما مجرد فضول " قال توماس .
"و ربما تحظى بـحبيبة بالنهاية " قال أندرو و هو يغمز لي لأبتسم ببلاهه .
"أوه يا رجُل أنت على هاوية الحب" قال توماس و هو يضحك ليضحك أندرو معه .
"ليس حباً " تذمرت "ربما هى فقط تروق لي، إنها.. إنها مختلفة " .
"نحن على وشك إكتشاف هذا" قال توماس و هو يتفحص الكتاب .
"حسناً لنأخذ الكتاب و نرحل" قُلت ليتوجه كلاهما خارج المكتبة، إنها قديمة للغاية ولكن متسعة و مليئة بملايين الكتب، ليس لديهم أضواء حتى، فقط الشموع ولكنها تروقني .
وقفت للحظات، أشعر أنني مُراقَب .
إلتفت للخلف لأجد نفس الشخص الذي كان يحدق بي عندما تحولت عين جرايس، كان واقفاً بعيداً في الركن المظلم من المكتبة و عيناه تخترقني بينما لا أستطيع تحديد ملامحه .
"أنت!! " صرخت به و أنا أركض ناحيته ليركض بعيداً بسرعة .
وقفت في الزاوية التي كان يقف بها، لقد رحل..
"هاري؟"
إلتفت بسرعة بأعين متسعة .
"ووه!! ماذا بك؟!" قال توماس .
"لـ-لا شئ" .
"إذاً، هيا" قال و هو يسحبني للخارج بينما أنا أُعيد نظري للخلف على أملٍ أن يعود .
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
.
![](https://img.wattpad.com/cover/129445203-288-k20548.jpg)