إعادة الخلق⬆H.S⬇

⬇الفصل السابع عشر⬆

"أبي، أبتعد عني أرجوك"  صرخت الفتاة ذات الخمس أعوام محاولة الزحف بجسدها الصغير بعيداً عن يدي ذلك الثمل.

هربت من شفتيه قهقة ساخرة و هو يجذبها من خصلات شعرها البنية القصيرة و يصفعها على وجهها الصغير الممتلئ بالأدمع المنهمرة على وجنتيها لتصرخ ب'أمي'.

أفاقت الأم مبتعدة عن سريرها بهلع لصرخات ابنتها الصغيرة التي تتابعت بشهقات مستنجدة بها، ما إن وصلت إليهما في غرفة الفتاة حتى صرخت بهلع لذلك المتوحش الذي يركل جسد ابنته الصغير بلا رحمة و أمسكت به من ظهره مستخدمة كل قوة تمتلك بجسدها الضعيف و يديها الممتلئتان بالكدمات في سحبه بعيداً عن ابنتها.

و بعد عناء مع محاولات إبعاده نجحت فتبسم ساخراً و هو يقول ' أتيت لتأخذ حصتك بنفسك' و هو يفلت جسده من بين يديها و يسحبها من خصلاتها إلى غرفتهم.

و هكذا أكملت الفتاة الصغيرة ليلتها برعب من صرخات أمها  المتألمة و التي صرخت بها آمرة بالعودة لغرفتها عندما حاولت نجدتها.

تبدل المكان لتنظر الفتاة ذات الثالثة عشر بهلع إلى أمها ملقاة على الأرض بلا حراك هرعت إليها أملاً أن توقظها و لكنه بلا فائدة.

تغير المكان مجدداً لتنظر إلى منزلها مشتعلاً من الخارج لتصرخ بألم صرخة رحلت إلى واقعها لتستيقظ من حلمها الذي طالما راودها حتى بعد أن تخطت عقدها الثالث.

شهقت بهلع محاولة التقاط أنفاسها و نظرت بجوارها فلم تجده، فعلمت لما عادت كوابيسها مجدداً فحينما يكون هو بالجوار يذهبها.

التقطت أنفاسها بعد دقيقتين محاولة إزالة دموعها كم مرة ستقنع ذاتها أنها أقوى من أن يدمرها ماض و لكنه بالفعل قد فعل.

و نظراً لآلآم نفسها الشديدة أتخذت أنستازيا مكان إمرسون لتتحكم بها فأنستازيا صنعت لتتعايش مع واقعها المؤلم ببرود و سطحية ينسيها كيف أن آلآمها حفرت بنفسها تشوهات لا يصلحها أي شيئ.

تركت أنستازيا السرير في تساؤل عن مكان هاري، بالحقيقة هي أرتكبت جرماً بحق حبهما عندما وثقت به و لكنه كان أذكى بكثير من أن يكشف.

لذا فهو قبل حراكه من السرير جهز كذبة جيدة لكل شخصية قد يواجهها عندما تستيقظ و قد عطل نظام الحماية في المنزل لخمسة عشر دقيقة و جهز ثلاث سيناريوهات مختلفة تعمل عليها كاميرات المراقبة مجددا تتماشى مع كذبة كل شخصية.

فالحقيقة كل الفترة السابقة كان يعد نفسه و أجهزته و معلوماته عن البرمجة التي درستها له أنستازيا لهذا اليوم تحديداً.

كان يريد دخول المعمل الرئيسي حيث تقوم بالعمل على إختراعها الجديد الروبوت مجهول الاسم له حتى الآن ذلك الروبوت الذي سيغير مجرى الكثير من الأشياء فالعالم من المفترض عليه أن يسرق معلومات تصنيعه.