الجانِب الأبيض.

752 66 49
                                    

أمسكت بمعصمِه و عينيها لا تزالُ معلّقتًا في منزِلها الضخم.
" كم سيطولُ غيابُنا؟ "

" حتّى يدركوا سذاجةَ أفعالهم "

" و إذا لم يحصل؟ "

" سولقي ، لن نعيشَ في جحيمٍ طوال حياتِنا ، علينا بالتضحيّة "

حملقت بهِ في ترددٍ ملحوظ ، مغادرةُ وطنٍ و أرضٍ قضت بها عقدٍ و نصف ليسَ بتلك السّهولة.
تنهدت في إستسلام ، و سارت بقربهِ نحوَ السيّارة المتوجهةِ إلى المطار.

***
إجتمعَ الرِفاق حولَ تيجون بعدَ أن سمِعوا بخبرِ إستيقاظه ، قضوا جميعًا وقتًا ممتعًا مليئًا بالأحاديث الشيّقة و الضحكات التي كانَ سببها مواقف تيجون الطريفة و العفويّة ، انتهى وقتُ الزيّارة ليُغادر الجميعَ الغرفة ، بقيَ التوأمان برفقةِ ميرا ،
و حينما قررت اللّحاق بالرّفاق و الذّهاب إلى المنزل ، منعها تيهيونق و استأذن اخاهُ بالصطحابها إلى المنزل خشيتًا عليها.

و في أثناءِ مكوثهم في السيّارة وسط الطريق ، تبادلا الأحاديث قليلاً ، إلى أن قالت ميرا بهدوءٍ و حذر ، بقليلٍ من الخيبة :

" سأغادرُ إلى ديغو ، صباحَ الغد "

توقفّت السيّارة أمام الإشارة ليلتفِت تيهيونق إلى ميرا بتعجّبٍ ، إسترسلت ميرا حديثها قائلة بحزن :

" وجدتُ جامعةً جيّدة هناك ، ربما سأتخصصُ بعلمِ النفس .. إنهُ أقرب شيئٍ لما كنتُ أهدفُ إليهِ سابقًا.."

" هل عليكِ ذلك؟..هل ستغادرين شقّتكِ؟ ألن أراكِ مجددًا؟.."

إبتسمت بنكسارٍ و قالت :
" ما هذا الكلام تيهيونق .. بالتأكيدِ سنلتقيّ "

تنهّد تيهيونق ، و ظلّ الصمتُ يعمّ المكان ، حتّى وصلا إلى مبنى السكنيّ ، خرجَ الإثنان من السيّارة ، فتقدّم تيهيونق تنحوَ ميرا.

و دفعَ رأسها ليستقرّ في صدرهِ ، إعتلى ذقنهُ رأسها و همس :
" لا شيئَ أهمّ من المستقبل ، لذلك .. لن أقفَ في طريقكِ ، و أنتِ أعلمُ بذلك أكثرَ منيّ "

***

عادَ إلى غرفةِ تيجون و الإستياءُ بادٍ على وجههِ ، تنهّد حين وضع مشترياتهُ من المشروبات على الطاولة لينقل بصرهُ إلى سرير تيجون.

فارغ!

عقد حاجبيهِ بغرابةٍ حين أحس ببرودةِ الغرفة ، كانت النافذة مفتوحة!!!
جرى نحوها على عجلةٍ ، ليرى حبلاً ملفوفًا بإحكامٍ في طرف النافِذة يُشد إلى الأسفل ، اطلّ برأسهِ إلى خارج النافذة و صعِق من منظرِ تيجيون الذي ينزل بهدوءٍ إلى الأرض حيثُ كانت مجموعةٌ من الممرضات ينظرونَ إليه بقلقٍ ففصرخ :
" تيجون!!! "

تناقُــضحيث تعيش القصص. اكتشف الآن