ch : 19

686 61 52
                                    

"مالذي فعلهُ تايهيونغ بعد أن قرأ الرسالة؟ "

رمقتهُ بحنقٍ قبل أن تصرخ في وجههِ :
" هل جررتني إلى هنا و جعلتني أعيش لحظاتٍ من الرعب و التوتَر لتسألني هذا السؤال الغبي؟ و ما أدراني أنا!! "

رمش عدة مراتٍ قبل أن ينظر إلى الفراغ و يتمتم :
" صحيح .. "

" أحمق "
تكتفت تشتمه.

" حسنًا ألم تريهِ اليوم ؟ "

" بلى "

" كيف كان شكله؟ متعب ؟ غاضب ؟ هادئ اكثر من المعتاد ؟ "

" بل رأيته سعيدًا إكثر من أي وقتٍ مضى "

نظر إليها بصدمةٍ و فم مفتوح.

" كيف ذلك؟ هل يُعقل بأنه لم يفهم ؟ "
قال في نفسهِ مستفهمًا.

" في الحقيقة أنا لا أراه سعيدًا بذلك القدرِ إلا عندما يُلاعبُ جروًا .. حتى أن لقائنا الثاني كان بسبب جروهِ ، لذلك .. حتّى و أن غضب و حزن بسبب أمرٍ ما ، فسينساهُ بمجرد أن تضع جروًا أمامه "

أومأ متفهمًا ، ثم نظر إلى الفراغ و قال بقلةِ حيلة :
" ياله سخرية القدر ، سأصبحتِ تفهمين أخي أكثر مما أفعل أنا "

ضربت جبينهُ لتجيب : " و كيف لي أن افهمهُ أكثر من توأمه "

عبَس بينما يمسّد مكان الضربة ليتذمّر :
" اكبركِ سنًا إن غفلتي عن ذلك! "

التفتت يمينًا و شمالاً ثم تقدمت بضع خطواتٍ إلى الأمام تحدّق في الطرق و الأزقة المظلمة التي أمامهما.

" مالذي تفعلينه ؟ "
سأل مستغربًا.

" أين نحن؟ يبدو أن هذا المكان مهجور .. "

" أعيش هنا .. "

نظرت لهُ لثوانٍ و لم تحرك ساكنة ، رمشت عدة مراتٍ ، هزت رأسها ببطئٍ و زمت شفتيها قبل أن تقول :
" اذًا أوصلني الى المنزل ، أجهل الطرق هُنا "

ابتسمَ و اقترب منها ليسرا معًا على خطٍ واحد.

القت نظرةً خاطفة عليه لكنها سرعان ما ابعدتها حينما التقت التف وجهه إليها.

" ماذا هُناك ؟ ما خطب تلك النظرات؟ "
تحدّث عاقدًا حاجبيه.

" أنا لستُ أخي توقفي عن نظرات الاعجاب تلك "
ادف لتقرض ذراعه فيصرخ متألمًا.

غمرت وجهها المحمر بكفّيها لتخفيه قبل أن تنبس :
" ليسَ هذا ما أفكر فيه ، فارق الطولِ بيننا هو ما أفكر فيه ، أنت تسير بمحاذاتي تمامًا ، أكره حينما اضطر لرفع رأسي عندما احادث شخصًا ما .."

تناقُــضWhere stories live. Discover now