صِدفةٌ غريبة.

999 89 19
                                    


حدّقا ببعضِهما البعضِ لولهةٍ من الزمن ، كان مُتفاجِئًا غيرَ واضعٍ في الحُسبان أنهُ سيلتقيها هُنا ، و بالتحديد في مدرسةِ خاله! ، تبدّلت ملامحهُ و ارتسمت إبتسامةٌ ساخرة زادت من توترِها.

أمسكَ بياقتِها ليزيدَ من قُربهِما ، تكلم بصوتٍ بارد خالٍ من المشاعر يُعلنُ عن كونِها ضحيتهُ.
" وجدتكِ!"


" مـ...مالذي تفعلهُ بحقِ الإله!"
تمتمت بصوتٍ مرتجِف.

" نسيتي ما فعلتهِ بكتبي؟ بهذِهِ السرعة!"
حدّق بها بحُنقٍ و بائت قبضتهُ تخنِقُها.

" إبتعد و إلا جعلتك تندم.."
تكلمت بصعوبةٍ.

" إريني كيفَ إذًا.."

رفعت ساقها اليُمنى لتضرب بِها أكثر مناطقهِ ألمًا🌚.
تأوهَ ليصرخ بعد أن شاهدها تركِضُ هاربتًا:
" عاهـ**ة مجنونة! "

جرت هيَ الأخرى هاربتًا منهُ حتى إستوقفها المُدرب فالستنجِدت بهِ ممسكتًا بذراعهِ لتقول :
" معلمي! هنالِك فتًى مجنون حاوَل الاعتداء علـ...."

امسكَ طرفَ أذنها و شدها ناحيتهُ ليُوبخ :
" كنتُ اعلمُ أن هذا سيحدث!"

لم يُفسح المجال لإكمالِ حديثها فجرّها الى مكتبِ المديرِ بينما تُكافحُ دموعها على النزول.

***

" روبانزل ، سمعتُ أنكِ واجهتي إبن أختِ المُديرِ صباحَ اليوم ، أهذا صحيح؟ إنهُ اوسمُ رجلٍ قابلتهُ في حياتي!"
نبست بدراميّة من تربعت أعلى المائِدة حين كانت ميرا تتناولُ طعامها.

" لا .. لا أعرِفهُ حتى.."
تمتمت بينما تبتلعُ ما حشرتهُ في فمها منذُ ثواني ، فهيَ تصبُ كامِل غضبها على الطعامِ كُلما واجهت ما يُعكرُ صفوَها.

" هُنالِك إشاعةٌ تتداولُ في المدرسةِ .. أنكِ قابلتهِ .."
أجابت من تقبعُ خلفَها

" أخبرتكِ أنني لم أفعل!!"

صرخت بغتة.

تابعت أكلها بصمتٍ لتُفكر :
«هذا المُدرب الأحمق جعلني أنحني تسعونَ درجةً لمن هوَ أقبح الناسِ أفعالاً .. أشعر برغبةٍ في ركله بعيدًا..»

***

أعلنَ الجرسُ عن نهايةِ إستراحةِ الغداءِ ، فصنعت بطلتُنا طريقًا نحوَ فصلها بتملل ، خمّنت ما ستدرسهُ في هذِهِ الحصّة ، و كانت مادةُ التارِيخ.

تنهدت حينَ إرتاحت على مقعدِها الذي يكمُنُ بجوارِ النافذةِ ، في الصفّ الأخيرِ.

تناقُــضWhere stories live. Discover now