آخر جلسة لطرد الشياطين الدموية ..

1.6K 76 5
                                    


منذ الأزل عرف الأنسان أن الشياطين أعداءه ، و قد وُجد ذلك في النصوص الدينية القديمة و بقايا أثار الحضارات القديمة , و قد أتهم الناس الشياطين بكثير من الأمراض و الحالات النفسية التي كانت تصيبهم بقديم الزمان كون الطب لم يكن متطوراً بذلك الوقت ليفصل بين حالات المس الشيطاني و الأمراض العضوية و النفسية , جميع الأديان تضع اللوم على وساوس الشيطان في ارتكاب الخطايا من قبل البشر ، و لكن هل من الممكن أن يكون المس الشيطاني مسيطراً على الأنسان لدرجة أن تدفعه لارتكاب جريمة قتل ? ..

في صبيحة يوم 6 أكتوبر من عام 1974م خرج ضابط الشرطة أيان ووكر من منزله بعد أن ودع زوجته متجهاً بسيارة الشرطة لعمل جولة تفقدية في شوارع مدينة أوسيت البريطانية الواقعة غرب مدينة يوركشاير , أنه عمل روتيني يقوم به الضابط ووكر و لكن ذلك اليوم أنحفر في ذاكرته و لن ينساه أبداً , فبينما كان ووكر يقود سيارته لفت أنتباهه شخص عاري تماماً و ملطخ جسده كاملاً بالدماء ، توجه ووكر بسيارته نحوه و نزل مسرعاً يسأل الرجل عما حصل , كان الرجل مذهولاً و بحالة شبه الجنون ، و عندما أقترب منه الضابط جثى على ركبتيه و تقوقع بوضعية الجنين و أخذ يصرخ : أنه دم الشيطان , أتصل ووكر بسيارة الإسعاف كونه لا يعلم مصدر الدم ، فربما أُصيب الرجل بجروح أو ربما هناك شخص أخر يحتاج المساعدة , و رغم الدماء الغزيرة التي تغطي جسد هذا الرجل إلا أن بعض الأشخاص الذين تجمعوا حوله بدافع الفضول قد تعرفوا عليه و أخبروا الضابط بهويته و عنوان منزله , أنه مايكل تايلور ! أنطلق ووكر مسرعاً بسيارته نحو منزل مايكل لعله ينقذ ما يمكن إنقاذه , و هناك تفاجأ بوجود سيارة للشرطة هناك , من المؤكد أن الجيران هم من أبلغ الشرطة بعد سماعهم لأصوات صراخ و ضوضاء تصدر من ذلك المنزل , و عندما هم ووكر لدخول المنزل تفاجأ بخروج أحد المحققين و أثار الفزع و الرعب بادية على ملامح وجهه , رغم خبرته الطويلة بالتحقيقات إلا أنه كان في حالة سيئة , ويضع المنديل على فمه ليمسح القيء بسبب ما رآه بالداخل و قد أردف قائلاً : أنصحك بعدم الدخول يا بني , أنت لا تريد أن ترى ما حصل , أنا لم أشاهد هذه الفظاعة من قبل , أنها زوجته ! أنها ممزقة و لم يبقى منها شيء ! ..

أستجمع الضابط الشاب شجاعته ثم أقتحم البيت , ليصدم بمشهد رعب لم يرى ما يشبهه حتى في أفلام الرعب , كانت جدران المنزل ملطخة بالدماء و قد تناثرت أشلاء الجثة على الأرض ممزوجة ببقايا الدماغ , و في غرفة المعيشة تقبع جثة الضحية في بركة من الدماء و قد نالها من التشوية ما لا يمكن وصفه ، و إلى جانبها هناك أطراف و أشلاء ممزقة تعود لكلب العائلة الذي نال نصيبه من هذه المجزرة الرهيبة , المذهل بالأمر أن مايكل لم يستخدم أي سلاح لتنفيذ جريمته الشنيعة , فهو لم يستخدم سوى يديه العاريتين , فمن هو مايكل تايلور و ما هو سر غضبه المدمر ? ..

مايكل تايلور كأي رجل عادي ممكن أن تلتقي به بالشارع و تتبادل معه أطراف الحديث و ربما كنت أحد زبائنه في محله المتواضع لبيع اللحوم , فهو رجل ذو 31 عام ، متزوج من السيدة كريستين و له منها 5 أطفال ، عاش في مدينة أوسيت حيث عمل كجزار في أحد محلات بيع اللحوم , و قد أحبه جيرانه لحسن أخلاقه و تعامله الجيد مع سكان المدينة , و عُرف عنه أنه زوج محب و مخلص لا يخلو منزله من الضحكات , رغم معاملته اللطيفة و وجهه المرح إلا أن مايكل كان يدخل في حالة من الاكتئاب بين الحين و الأخر و يفضل الجلوس وحيداً , ربما كان هذا بسبب أصابه قديمة في الرأس كان قد تعرض لها منذ زمن بعيد و تسببت بعدم حصوله على وظيفة حكومية , هذا الحزن و الاكتئاب كان ملحوظ من أصدقاء العائلة المقربين و قد اقترحت عليه السيدة باربرا وردمان أن ينضم لجماعة دينية يطلق عليها أسم الرفقة المسيحية , بعدما لاحظت باربرا أن مايكل تايلور لا يحضر إلى الكنيسة و لا يشارك في فعالياتها , و بعد تفكير و تردد قرر مايكل الانضمام لتلك المجموعة , و هناك التقى بقائدة المجموعة و هي فتاة أسمها ماري روبنسون ذات 21 عام , و رغم صغر سنها إلا أنها كانت تمتلك شخصية قوية جعلت مايكل ينجذب إليها و يصبح أحد أتباعها المخلصين , و بشكل سريع أصبح مايكل شديد التدين و الالتزام بحضور جلسات الكنيسة و مع الوقت صار يقضي معظم وقته مع تلك المجموعة يؤدي معهم طقوس زيادة الأيمان و طرد الشياطين ، و كانت هذه الطقوس تتم بشكل دائم عند اكتمال القمر في أوقات متأخرة من الليل , و تسبب ذلك بغياب مايكل عن المنزل لفترات طويلة مما دفع زوجته كريستين للشك حول وجود علاقة حميمة بين زوجها و تلك الفتاة , لم تستطع كريستين أن تخفي شكوكها طويلاً و في إحدى زيارات الكنيسة قامت كريستين باتهام زوجها و ماري أمام جميع الحاضرين و تسببت بفضيحة كبيرة , لكن الجميع أقنعها أنها مجرد شكوك و أن زوجها و السيدة ماري لا يمكن أن يقومان بهذا الفعل المشين , و على الرغم من أن كريستين قد تسببت بالفضيحة لمايكل , إلا أن مايكل الزوج المحب لم يغضب منها و تناسى تلك الحادثة تماماً , و لكن هناك تغيرات غريبة حدثت في شخصية مايكل , ففي إحدى الجلسات قام مايكل بمهاجمة ماري روبنسون بكلمات بذيئة و حاول أن يضربها ، و لكن بقية أفراد المجموعة تمكنوا من تخليصها منه , قالت ماري روبنسون لاحقاً أثناء المحاكمة :

قصص ومعلومات عن الجن وجرائم قتل  من واقع الحياه Where stories live. Discover now