الفصل الثامن

2.9K 58 3
                                    

الفصل الثامن
☆☆☆☆☆

ذهب سيف خلفها إلي غرفة نور حمله وهي حملت كورسيه ، وذهبن إلي الحديقة وضعت الكورس ليضع اخوه عليه في راحة فينظر لها  ويغمز لها مع ابتسامته الساحرة ...
جمال بتوتر : اروح اجبلك عصير
لتذهب جمال المطبخ وتضحك وهي فرحة ، وأخذت تعد العصير وهي تغني ...
جمال : في ايديك قوة تهز الجبال في ايديك قوة و....
يقاطعها صوت سيف قائلا : دي ليا
لتنظر له بخضة : هااااآااا
سيف وهو يضحك : ههههههههههه مش قصدي اخضك والله
جمال بجدية : في حاجة يا بيه عايزني اجبهالك
سيف : هو في اية مكنش قصدي اني اديقك انا كنت بحسبك بتبادليني نفس الشعور مكنتش اعرف اني زعلتك كدا
جمال : محصلش حاجة يا بيه
سيف بجدية : طيب
ليتركها ويذهب لتبدأ بالدندنة مرة أخري " في ايديك قوة...."
يقاطعها سيف مازحا : بس اللي علمك التقل ظلمك علي فكرة
لتنظر بخضة له ، فيتركها ويذهب وهو يضحك ...
       *******************************
دقت الساعة الثانية عشر مساء ، وقف سيف في الشرفة شاردا ليجد جمال تتجه لخارج القصر ، ينظر باستغراب ، ليمد بالحركة لملاحقتها ...
سيف وهو يلهث : جمال جمال
جمال وهي تنظر للخلف فتجده فتتحدث بتساؤل: سيف بيع خير !؟
سيف : اية رايح فين في وقت زي دا
جمال : مروحة
سيف : مروحة فين
جمال : اتفقت مع الباشا اني مش هبات تاني ، وخدت منو اجازة تاني اربع تيام
سيف ينظر لها باستنكار : للدرجادي !
جمال : عن اذنك
سيف وقد مسك ذراعها :استني هتمشي كدا لوحدك
جمال وهي تبعد يداه عنها : اه عادي متعودة
سيف وهو يشير لها : لاء تعللي اوصلك بالعربية
جمال : شكرا
سيف بحدة : دي مفيهاش شكرا هتركبي وهوصلك بمزاجك غصب عنك هتركبي
جمال : طيب بتزعق ليه
سيف بحدة : مش بزعق
جمال : لاء صوتك عالي يبقي بتزعق
سيف يتركها ويذهب وهو يقول : لو مجتيش ورايا مش هيحصل طيب
ظلت واقفة مكانها تنظر له ، وهو يتحرك بكل ثقة وهو متأكد أنها ستأتي ، لتتنهد ومن ثم جلست مكانها ارضا ، لحظات ووجدته يخرج بسيارته لتقف مكانها فيقف بجانبها فتركب ...
سيف : مجتيش ورايا ليه زي مقلت
جمال : مانا ممشتش زي مانتا عايز بردو
يسوق بها بعد أن أدلت له بالعنوان ...
سيف ليقطع الصمت : مبتحبيش الصوت العالي
جمال وهي تنظر من شباك السيارة علي النجوم في الأعلى: أيوة
سيف : اشمعنا
جمال وقد عدلت من جلستها وسندت رأسها بالخلف ولكنها مازالت ناظرة للسماء : ليه ذكريات وحشة معايا
سيف : زي ؟
لم تجب عليه جمال ، فينظر لها فيجدها مغمضة العينين ، كان يريد أن يتحدث ولكنه تركها علي راحتها في حين هي التي ارادت أن يضغط عليها ليعرف ولكن ...
أوصلها للمنزل ...
جمال : شكرا
سيف وقد نزل من السيارة : مامتك واختك فوق
جمال : لاء قاعدين مع بابا الفترة دي عشان عيان
سيف يتحرك معها ...
جمال : انت رايح فين
سيف بمرح : طالع معاكي
جمال : الساعة 12 وربع هتطلع فين وانا قاعدة لوحدي
سيف بمرح : اديكي قلتي قاعدة لوحدك وانا عايز اونسك
جمال : متشكرين
سيف : ولو لازم اونسك
جمال بعفوية وضيق : يا بيه اخلص مينفعش
سيف بتفكير : امممم ممكن مطلعش بشرط واحد
جمال : لا انتا مش هتطلع ومن غير شروط
سيف بعند : طيب اها عشان تتأكدي
ليذهب تجاه العمارة القاطنة بها ...
جمال باستسلام : خلاص خلاص شرط اية
سيف : انطقيها تاني بس قولي سيف مش بيه
جمال : هي اية
سيف : يا بيه اخلص مينفعش
جمال : يا سيف اخلص مينفعش
سيف : بالعفوية بتاعتك وبنفس الطريقة اللي طلعت بيها
جمال بنفس الطريقة : يا سيف اخلص مينفعش
سيف وقد اقترب منها : مكنتش أعرف ان اسمي بالجمال والطعامة والحلاوة دي
جمال : عن اذنك
تحاول تبعده عنها ولكنه اقترب اكثر ، واخذت تلامس أنامله وجنتيها في رقة وهو يقول : مكنتش متخيل أني ممكن أحبك كدا بالمنظر دا وان يومي ميكملش فعلا من غير متكلم معاكي ، ولو كمل بيكون يوم ممل وبتخانق مع دبان وشي ، مكنتش متخيل اني هاحب عفوياك وهزارك وطريقة كلامك وصوتك ولا كنت متخيل اني احب شعرك او احبه وانتي سيباه من غير اي توكة  ...
يلامس شعرها برقة ومن ثم يقترب لتغمض عيناها في استسلام ليقبل جبينها وهو يقول : تصبحي علي خير
جمال بابتسامة : وانت من اهل الخير
ومن ثم تتركه وتصعد إلي شقتها ، لتجري إلي الشرفة حتي تري اذا كان ذهب أم لا ، لتجده مازال واقفا فيلوح لها بيده مسلما ، فتلوح هي أيضا ولكنها تترجع وترجع يداها وتدلف إلي الشقة مسرعة ليضحك هو ويركب سيارته ويذهب ...
         ********************************
في الصباح ، تذهب آلاء إلي غرفة نور ...
آلاء بمرح : اصحي يلا يا كبير
نور بضيق : مجتيش امبارح ليه
آلاء : اية دا مانتا صاحي اهو
نور : ايوة صاحي مجتيش امبارح ليه
آلاء : اممممم كنت بعمل حاجات فنسيت نفسي بصراحة ونسيت اجيلك
نور : حاجات اية
آلاء بتحمس : تيجي أوريهالك
نور : طيب نادي علي سيف عشان....
تقاطعه آلاء بمرح : سيف مين ليه محسسني انك بتتعامل مع سوسن خف نفسك كدا وساعدني عشان احطك علي الكورسي
نور : مش هتقدري
آلاء وقد اقتربت منه بشدة لتقول بنبرة تحدي : هنشوف
              *************************
دلف سيف المصنع الذي يعمل كل ما فيه علي قدم وساق ...
زياد : اية رأيك
سيف : كويس أوي عايز ازود الحراسة بس
زياد : ليه في حاجة
سيف : لا لا خالص زيادة تأمين بس
زياد : في طلبيات جتلنا عايزك تشوفها عشان تمضي العقود
سيف : تمام وانا كلمت كام شركة في الصين ولسة مردوش عليا بس هيردوا انا متأكد ، تعرف ان.....
يقاطع كلامه صافي التي اتت من الخلف قائلة : المصنع تحفة
سيف بتفاجأ : صافي
صافي وهي وقد وضعت ذراعيها حول كتفه : اية رأيك في المفاجأة دي
سيف : عرفتي المكان هنا ازاي
صافي : ومين ميعرفش المكان هنا وانت المصنع الوحيد اللي بينافس  مصنع بكري الزيات كل رجال الأعمال بيتكلمو عنك
سيف بضيق : وانتي جاية تقوليلي ارجع عن اللي بعمله صح
صافي بدلع وقد لمست بإصبعها طرف أنفه : تؤ تؤ تؤ جاية اقولك اعمل اللي يفرحك وانا معاك
لتقف وهي تقول في حماس : قولي اي حاجة اعملها عشانك دخلني شريكة معاك وهاعمل اللي تطلبه مني وهدفع الفلوس اللي عايزها
نظر سيف لزياد ليحرك اكتافه له وهو يقول بلامبالاة : خليها شريكة
سيف بابتسامة : وانتي تفهمي اية في الشغل دا
صافي : أنا حمارة
ينظر لها باستنكار لتقول : والله بجد علمني من الأول وانا هحاول افهم
سيف : هتشتغلي هنا في المصنع ودا شغله صعب
كان متيقن في ذهنه انها ستتراجع ولكنه تفاجأ وهي تقول باصرار : اشطة موافقة
زياد : تعالي ورايا هوديكي لرئيس العمال هيقولك الشغل
ذهبت خلفه دقائق وقد رجع لسيف مرة اخري وهو يقول : انت عملت اية فيها خلتها اتغيرت كدا
سيف باستغراب : والله مش عارف أنا نفسي اتفجئت
       *****************************
آلاء : طيب انتا كنت فاكر اية اخري احطك علي الكورسي  مش اشيلك وانزل بيك سلم
نور بضيق : فتروحي تنادي علي عم محروس وباقي الخدم عشان يشلوني
آلاء : انتا مدايق ليه
نور : مبحبش اكون تقيل علي حد
آلاء بحدة خفيفة : وانت كنت تقيل بمزاجك ، لقيت حاجة تعملها ومعملتهاش نور في مقولة سمعتها قبل كدا حلوة اوي بتقول " كل ما هو من الله فهو جميل "
نظر لها نور بتفكير ثم اشاح بوجهه وهو يقول : ونعمة بالله
كانت تسوق بالسيارة إلي أن توقفت عند احدي الجمعيات ...
آلاء : تحب اساعدك أنا ولا انادي علي حد
نور مازحا : نادي علي حد بس يكون عفي كدا
آلاء بمرح : مفيش أحسن مني
احضرا الكورس ووضعته بجانب السيارة ثم تفتح السيارة ، لتضع ذراعه حول كتفه ، سقطت خصلات شعرها علي وجهها ، ليزيحهم هو برقة وهو ناظر إليها ، لتنظر له تلاقت الأعين ، نظرت له بحب شديد وعيناها مبتسمتان ، بعد عينيه عنها ونظر أرضا ، لتحمله بالفعل ووضعته علي الكورس ، فتسند يداها علي اذرع الكورس قبل أن تتحرك وهي تنهج ...
نور : تعبك معايا اوي معلش
آلاء وقد مالت علي اذنيه لتقول في خفوت: انت عارف دا كله بعمله عشانك عشان بحبك
استمع إلي كلامها دون حديث ، لتبدأ بالتحرك ثم تقول ...
آلاء بمرح : هو الشرع محللك اربعة عادي موافقة ياسيدي تتجوز عليا الست زفته بتاعتك دي ... اقصد اماني...
ليضحك عليها ، جاء عليهم بعض الاشخاص فسلمت عليهم وعرفتهم علي نور ...
       *******************************
في السيارة حيث يسوق سيف ...
صافي : كان يوم متعب اوي
سيف : قوليلي بئا يا ستي اية التغيير المفاجئ اللي ظهر عليكي دا
صافي : تغيير اية
سيف : مش دي صافي اللي أعرفها
صافي بحنان : بصراحة يا سيف الفترة اللي كنا مش بنتكلم فيها ربنا يعلم قضتها ازاي أنا اكتشفت اني مقدرش أعيش من غيرك والله لو قلتلك ان الحياة وقفت وانت بعيد عني مش هتصدق ، انا كنت بموت كل يوم ، في كل مرة ابص فيها علي الموبايل اشوفك اتصلت ولا لاء ، ولا اتاكد اني مش عاملاه سايلنت ولا فيبريشن  ، مكنتش عارفة اني بحبك كدا ، مستعدة اعمل اي حاجة اهم حاجة اشوفك مبسوط وفرحان ، حبك كل يوم بيزيد جوايا وانا مش عارفة ، المشكلة ...المشكلة اني ..اني مش باعرف اصالح او اعمل اي حاجة لما تكون مدايق مني ، انا كنت بشتمني وبضربني عشان زعلتك ، بس مش عارفة اروحلك اقولك اية ، كنت بنام معيطه ( كانت تدمع وهي تتحدث هذا الكلام ، صمتت وتنهدت لتتفاجأ بيد سيف تمسك رأسها وتمايلها تجاه ليقبلها ، فتسند رأسها علي صدره وهو لا يزال يسوق )
صافي : اوعدني
سيف : اوعدك باية
صافي : انك مش هتسبني ابدا ، انتا لو سبتني أنا هاموت
سيف : اوعدك
صافي وهي تنظر علي يده الموضوعة علي عجلة القيادة : اية دا فين دبلتك  
سيف بتردد : ااا... وقعت مني وانا في الشغل ومختش بالي دورت عليها كتير بس ملقتهاش ...هبقي اروح اشتري واحدة غيرها
صافي بتفكير فلم تقتنع بحجته : امممم طيب لما تجبها ابقي ادهالي البسهالك
سيف : حاضر
          *****************************
يبتعد نور عن هذا التجمع ، ويختلي بنفسه ليخرج الهاتف ويكلم احدهم ...
نور : الو
أماني : الو ... ازيك يا نور
نور بجدية : الحمد لله مبتسأليش قلت اما اسأل انا
أماني بحزن : والله ظروف بابا لما عرف اللي حصل مرداش يخرجني من البيت خالص ، لسة سيبني اخرج مع اصحابي من يومين بس
نور بعدم اقتناع : امممم وياتري هتيجي تزوريني امتا
أماني بتردد : هااا ! ااااآاآ اجي المستشفي قصدك
نور : لاء انا خرجت من المستشفي ، تحبي نتقابل
أماني وهي تتحدث بسرعة : بصراحة يا نور انا مش هقدر اشوفك وانتا مشلول وقاعد علي كورسي صعبة عليا دي اوي مش عندي القدرة اني استحمل واشوف منظر زي دا
نور ببرود : طيب علي راحتك يلا سلام
أماني : انتا زعلت
نور بتعجل : سلام سلام دلوقتي يا أماني عشان مش فاضي
أغلق الهاتف دون أن ينتظر رد ، ليجلس في حزن ممزوج بغضب وضيق ، مشاعر متضاربة كل هذا كسر فور تدخل آلاء التي قالت ...
آلاء : تعالي اوديك مكان هتحبوه اوي
نور بأسي : يلا
            ****************************
في المساء جاء ليدلف إلي منزله ، ولكنه اتجاه بسيارته إلي مكان أخر ، مسك هاتفه واخذ يتصل بيها ...
جمال : ألو
سيف : تلت مرات عشان تردي
جمال : مهو بصراحة يا بيه محدش بيتصل في وقت زي دا
سيف : الساعة 10 وبعدين مروحك امبارح البيت الساعة 12 بليل كان معاد الناس تروح بيه ضربو الأعور علي عينه
جمال بتوجع مصطنع :اااااه
سيف بخضة : اية في اية
جمال بسخرية : الجبهة اللي طيرتهالي دي بتوجع اوي
سيف وهو يبتسم : سخيفة اوي علي فكرة
جمال بضيق : اخلص يا بيه وانتا اسلوبك بئا بيئة اوي
سيف بمرح : من جاور السعيد
جمال بضيق : بيسعد يا بيه بيسعد
سيف وقد دخل في هستيرية ضحك : انا مانا واخد بالي مش شيفاني سعيد ازاي
جمال : انجز في اية
سيف : جاي اشرب عندك كوباية شاي
جمال بعصبية : لاء طبعا انا واخدة اجازة ومحدش في البيت وعيب اوي علي فكرة انا مش بنت من البنات...
يقاطعها سيف بجدية : خلاص يا جمال خلاص انتي فهمتيني غلط علي العموم تصبحي علي خير
جمال : وانت من اهل الخير يا اخويا
سيف : لاء مش اخوي مينفعش كدا مش هاعرف اتجوزك
جمال : سلام
سيف : مع السلامة
غلق الهاتف وقف علي بعد شارعين منها يفكر هل يذهب ويصنع لها مفاجأة ، أم يعود ادراجه ! قطع شروده هذا الضخم الذي تهجم عليه واخرجه من سيارته عنوة ، ليضربه فيقع علي السيارة ليعدل نفسه ويبادله الضرب ، ولكن جاء من خلفه رجلين من الخلف ليضرب واحد منه بالعصا علي رأسه ؛ ففقد توازنه ، واخذوا الثلاثة يضربوه ، وكالعادة الكثرة تعلب الشجاعة ، قاومهم كثيرا ، ولكن هيهات فقد أبي القدر أن يقف معه ، وقع علي الأرض طريحا ، ليتركه ويكسرن سيارته ، بعد أن انتهيا ...
احدهم بصوت جهوري : بكري بيه بيقولك دا اخرت اللي يكلمه بقلت أدب ...
ثم يتركه ويذهب ، يحاول أن يتحرك ولكنه يتوجع بشده ، لينظر علي الهاتف الواقع بجانبه وهو مكسور ...
         *****************************
أغلقت معه ، ثم صنعت لها كوب من الشاي ، في هذه الأثناء كانت تشعر بالضيق تفكر فيه ، الكل يتمناه حتي أنا ولكن لا يصح ، لن يتقبلنا اباه ولا أمه ، وحتي لو حدث وتقبلونا ، لن يتقبلنا المجتمع ، الدكتور يجب ان يتزوج من دكتور ، و المهندس يتزوج من مهندس ، و صاحب الصيت والمال يتزوج من صاحبة مال و صيت ، والخادمة تتزوج خادم ! معادلة ليست عادلة بالمرة ، أجل لن اقبل بها ، ولكن لن اكون حالمة لهذه الدرجة المرعبة ، يجب أن أكون واقعية ، من الممكن الارتباط به و نحارب الكل معا ، ولكن هل سيصمد هو للنهاية ! ألن يمل ، في بعض الأحيان أشعر أنني نزوة ، وبعضها أشعر أنه يحبني بالفعل ، ماذا افعل فلقد ضقت ذرعا بالفعل !!!
أخذت كوب الشاي وذهبت إلي الشرفة ، لتتنفس هواء منعش يهدأ من روعها قليلا ، لاحظ هذا الشخص الذي يمشي بصعوبة أمعنت النظر فيه لتجده هو -سيف- فإنها تقطن في الدور الثالث مما يجعلها تستطيع أن تميز وجوه من يتحرك بالشارع  ، هرعت إليه في قلق شديد ، وها قد وصلت أمامه ليقع عليها ، تحاول مساندته وتنادي علي البواب فيساعدها في حمله إلي المصعد، صعدت الشقة في صعوبة نظرا لجسده المفتول وطوله الذي يبلغ المائة و الثامنين سنتمترات وكل هذا مسنودا علي جسد ليس بالقوي وطول مائة و ستون فقط ! دلفت الشقة واجلسته علي الأريكة لتتأمله هذه الأتربة علي ملابسه وهذه الكدمات علي جسده ووجه ، وهذا التعب البادي عليه كليا ، أمسكت بكورس وذهبت به إلي الداخل ثم رجعت له واقتربت منه وهي تقول ...
جمال بهدوء : ساعدني اوديك الحمام
يضع ذراعه علي كتفيها ويقف في صعوبة ، دلفت به إلي الحمام و جعلته يجلس علي الكورس التي وضعته  اسفل الصنبور المخصص للاستحمام "الدش" ، قامت بمليء وعاء كبير بالماء الدافئ ، مالت قليلا بجسدها لتقترب من وجهه المتورم ، وضعت القطنة في الماء ثم علي وجهه ، ينفر منها لحظات ثم يعتاد ، كانت عينيه المتورمتان تنظر إلي عينيها في حين هي المنشغلة بتنظيف وجهه ، انتهت من الوجه لتنظر نظرة سريعة عليه ، فتتلاقي الأعين عينيه المتعبة مع عينيها المليئة بالحزن والشفقة والدموع لتفر دمعه حارة منها ، يحاول هو أن يمسحها بأنامله لتمسك يديه وتضعها تجاه فمها وتقبل راحة يديه في حنان بالغ  ، فيبتسم نصف ابتسامة لأنه لا يقدر أن يرسم ابتسامة كاملة علي وجهه المتورم ، لتبادله نفس الابتسامة ، ثم اخذت يديه وقامت بتنظفها أيضا ، ثم الأخرى ، لتقف في تعب وتميل للخلف متألمة من ظهرها ، ثم تميل مرة أخري وتفتح الصنبور عليه ، جاءت لتبتعد ولكنه مسك يداها ، لتنظر له وهي مائلة تجاهه ، مال رأسه عليها فأصبح جبينه موضوع علي جبينها ليغمض عينيه في راحة ممزوجة بتعب أيضا ، دقائق ابتل هو وابتلت هي معه ولكن ليس بالكثير فقط الرذاذ ما كان يقع عليها ،قامت بخلع ملابسه ،و قامت بإحضار ملابس  ، نظرت للباس الداخلي ثم نظرت له وهي تقول ...
جمال بمرح : صرف نفسك يا سيف استحالة اعملها
ليبتسم وهو يقول بتعب : طيب اطلعي برا وانا هحاول
ظلت واقفة أمام الباب فترة طويلة لينادي عليها فتدخل ...
جمال بحزن : أنا اسفة والله بس مكنتش هاعرف البسهولك
يبتسم ويهز رأسه دون حديث ، قامت بإلباسه الباقي ثم سند عليها ، ودلفن إلي احدي الغرف ، حاولت وضعه علي السرير ...
سيف : سريرك دا
جمال : لاء دا سرير ماما
سيف : وديني سريرك
جمال حتي تجلسه علي هذا السرير قالت بضيق مصطنع: انزل يا سيف ضهري وجعني
سيف بتعب ممزوج بإصرار : وديني سريرك
تحركت به وذهبت إلي الغرفة الأخرى الموضوع به سريران ...
جمال : هو السرير صغير
سيف وقد جلس بصعوبة علي السرير : حلو
ساعدته جمال ومدد علي الفراش جاءت لتخرج ولكنه مسك ذراعها قائلا بخفوت : نامي هنا
جمال بتساؤل : فين
سيف بنفس النبرة : مش جبني ياستي عشان بتتكسفي نامي علي السرير دا
جمال : مينفعش عش....
قاطعها قائلا : متسبنيش
وضعت يداها علي يده الممسكة ذراعها ومسكتها لتجلس علي الأرض بجانبه وهي لازالت تمسكها ، لتبتسم ...
سيف بخفوت : شوفتيني وانا محطوط عليا
جمال : شوفتك وانتا مفكش ضربه وكمان بتهزر يا راجل فيك حيل
ليضحك سيف بصعوبة عليها لتقول : اضحك كدا وان شاء الله تقوم احسن من الاول انا من بكرة الصبح هجبلك دكتور
سيف : ملوش لزوم بكرة هبقي احسن ان شاء الله
جمال بحزن : يارب
سيف ليغير الموضوع : مش هتقوليلي مش بتحبي الصوت العالي ليه
جمال تبتسم ثم تقول : هههههههههههههههههه لسة فاكر مفيش
سيف بتعب : ايوة وهسمعك دلوقتي وانتي بتقولي السبب
جمال وهي مبتسمة : والله زمان ابويا مكنش بيبقي معاه فلوس يدفع الايجار او الكهربا وكان بيداين ناس فكانوا يجو يخبطوا جامد اوي علينا كنت دايما بتخلع ههههههههه بتخض يعني وكان دايما لما يجي حد يطفى النور عشان يبان ان محدش في البيت اه كنت صغيرة ساعتها بس لغاية دلوقتي اعصابي بتتعب من الصوت العالي و الخبط العالي اي حاجة فيها صوت عالي
كانت تتحدث وهي تنظر في الأرض لتنظر له بعد أن انتهت فتجده مغمض عينيه لتبتسم وهي تقول : نمت
ثم تتأمله وهو نائم أمامها لتلامس برقة ذقنه الذي في بداية انباته ثم جبينه لتداعب أنفه ، ثم تلامس هذا الورم الموجود تحت عينيه الأخرى لتقول : يارب كنت انا وانتا لاء، يارتني والله يا بيه ولا اشوفكش كدا
نظرت ليده التي كانت تمسكها بيداها الاخري لترفعها تجاه فمها وتقبلها بحب شديد ثم تضع وجنتها عليها وتشرد حتي نعست علي هذه الوضعية في حين هو الذي فتح عينيه بعد أن وضعت وجنتها علي يده ، لم يكن نائما فقد مغمض عينيه ويشعر بما تفعل ويسمع ما قالته ! ليبتسم بحب لها ويضع يده الاخر علي شعرها وينام هو الأخر ...
           **************************
كان ممدا علي الفراش ناظرا إلي السقف في شرود ، لم يصدق ما رأته عينيه ، اطفال بدون قدم ، واخر لا يسمع ، ومن لا يرى ، الكثير من الأشياء الصعبة ، أجل يعلم بوجودهم ، ولكن رؤيتهم في الواقع صعبة للغاية ، فرت دمعة سقطت علي المخدة ، ليتذكر مداعبة آلاء وضحكتها له عندما نظرت له ، يراها كتلة من الإنسانية تمشي علي الأرض ، كتلة من الجمال والبهجة تسعده اذا رأته حزينا ، يبتسم ويغمض عينيه حتي نعس ...
         ********************************
استيقظ  مبكرا ليجدها نائمة وهي جالسة علي الأرض بجانب فراشه ، فيبتسم ثم يكمل نومه ...
ساعات مرت ليستفيق ، ولكنه لم يجدها حاول أن يقف ، وقف بالفعل ولكن بصعوبة نظرا للتورمات التي بجسده بالكامل ، فتح الباب ليخرج وجدها تضع الطعام علي المنضدة ثم نظرت له ...
جمال وهي ذاهبة لتسنده : اية دا انت صحيت
سيف : لا لسة
جمال : ها ها ها سخيف
سيف بتعب خفيف : طيب بذمتك ارد عليكي اقولك اية
جمال بضحكة سمجة : العب بالية
سيف بنفس طريقتها : ها ها ها رخمة
جمال وهي تضحك : ههههههههههه كدا متعادلين
سيف : طيب عايز موبايلك اعمل مكالمة مهمة
نظرت له باستنكار ولم تتحدث ليقول : هكلم زياد صحبي
جمال بابتسامة عريضة : من عيوني
أعطت له الهاتف ليتصل به ، ويخبره بوجود أوراق مهمة في غرفته بالقصر يجب أن يذهب ليأخذها ، وأن يضعها في مكان أمن وأنهي المكالمة  ...
جمال : مين اللي عمل فيك كدا
سيف : مشاكل في الشغل
جمال : مشاكل في الشغل وصلت انك كنت هتموت
سيف وهو يأكل : ولا موت ولا حاجة دي قرصة ودن مش أكتر
جمال بحدة خفيفة : سيف انت مشفتش نفسك امبارح انا قلبي وجعني لما شوفتك بالحالة دي
سيف : يا حببتي متقلقيش عليا أنا كويس والمشاكل هتتحل قومي اعمليلي شاي
جمال وهي تذهب تجاه المطبخ : ولا هتتحل ولا حاجة ابعد عن الشر و غنيلو يا سيف ولا انت قد بكري الزيات ولا قد مشاكله ...
سيف وهو يضحك : خايفة عليا
جمال قبل أن تدلف إلي المطبخ : بطل سخافة
تركته ودلفت ، لحظات لتتغير نبرة صوته ...
سيف بجدية وبصوت مرتفع لتسمعه : انتي عرفتي منين ان مشاكلي مع بكري الزيات
جمال بتوتر : أنت اللي قولتلي
تحرك تجاه المطبخ ودلف لها وهو يقول : أنا قلت مشاكل شغل ومتأكد اني مجبتش سيرة بكري دا
تنظر له جمال وخضة وتوتر ممزوج بقلق وكل هذا بادئ علي وجهها
           ***************************
زيزي وهي تسلم علي زياد : ازيك يا زياد
زياد : الحمد لله ازيك انتي
زيزي : الحمد لله خير جاي الصبح كدا قلقتني سيف حصله حاجة
زياد : لاء خالص اطمني هو كويس ، هو بس كان عايز شوية ورق مهم موجود في درج مكتبه وبعدين ياستي مش عايزة تشفيني ولا اية
زيزي : لا والله خالص بس من قلقي قلت ...
يقاطعها وهو يقول : فاهمك والله بس بهزر معاكي
زيزي : اه طيب ثواني واجبلك الورق اللي عايزه
صعدت زيزي إلي غرفة سيف ، بضع دقائق لتجد زياد يدلف الغرفة 
زيزي : اية في اية
زياد : لقيتك اتأخرتي فقلت اجي ادور معاكي
زيزي : لاء أنا متأخرتش
زياد وهو يبحث في الأدراج : لاء اتأخرتي انتي مش واخدة بالك
زيزي بعدم اقتناع : طيب
أخذوا يبحثن في صمت ليقاطعه زياد وهو يقول ...
زياد : بس احلويتي
زيزي : نعم
زياد ببلاها : بفتح مجال للكلام يعني
زيزي : بتفتح مجال للكلام فتقول احلويتي !
زياد : مهو احسن مقولك احلي مسا علي فخادك
زيزي : اية اللي انتا بتقوله دا
زياد : متجاريني الله ... لا اله الا الله
تنظر له ثم تبدا مرة اخري في البحث ...
زياد : اسمك عز العرب
زيزي بضيق : ايوة
زياد : اسمك جميل جدا ومختلف
زيزي : مبحبش التريقة علي اسمي
زياد : والله مبتريق بتكلم بجد اسمك حلو وجميل ومختلف
زيزي وهي تعطيه أوراق : هو دا الورق
زياد بعد أن ألقي نظرة خاطفة عليه : ايوة هو
ثم يبدأ بالتحرك للخارج ، ليقف مرة واحدة ثم يقول : انا بحبك
زيزي بعدم تصديق : نعم !
زياد : بحبك من زمان جدا ، وعايز اتجوزك
زيزي ببرود : طيب سبني افكر
زياد تفاجأ من ردة فعلها ليقول في أسي : طب عن اذنك
تركها وذهب ، وقفت مكانها تفكر فيما حدث لتضحك ثم تذهب كانت تنزل علي درجات السلم في خفة وهي تغني قائلة : أخيرا جالها ...جال أحبك جالها ... وأنا جلبي ،جلبي ، جلبي ، جلبي وجف بعدها ( كانت تقفز في خفة  من درجة لأخري وهي تغنيها ، لتقف متفاجئة من الذي خرج من جانب الدرج وأصبح واقفا في مقدمة السلم ، كان الفاصل بينهم ثلاث درجات )
زياد : أومال اية " طيب سبني أفكر " دي
زيزي : ملو بينت اي حاجة هتتقل وبيني وبينك التقل دا تقيل علي قلبي مبحبهوش
زياد : ولا أنا والنبي بكره اوي بس مطلوب معاكم
زيزي : يبقي مكنش ينعز
زياد باستغراب : ينعز ! اية الأسلوب البيئة دا
زيزي بجدية : من بعض ما عندكم يا زياد
زياد : خلاص خلاص متتعصبيش كدا المهم قولتي اية
زيزي بدلع :Let me think   
زياد : لاء الت اية اخلصي أنا ابويا عايز يجوزني ولو مخترتش عروسة هيختارلي هوا
زيزي بجدية : قول بئا كدا مش جو حب يعني ، تفضل تقضيها مع دي ومع دي وبعدين تيجي تتجوز تدور علي البت الكويسة المحترمة
زياد : والله أبدا كل الفكرة اني مش هينفع اقضيها معاكي عشان اخت صحبي
زيزي : نعم !
زياد : والله العظيم بحبك ومن زمان ، يابنتي انتي كبيرتي تحت عنيا شوفي بحبك من زمان قد اية بس مكنش ينفع اروح اقولك عشان مكنتش جاهز بس دلوقتي أنا جاهز ومستعد بدأت مشروعي اللي بحلم بيه وسبت شغل ابويا وخلاص بقيت شخص يعتمد عليه فعلا ومكنش يتفع اقبل كدا بردو عشان مكنش بخون صاحبي بردو ...
زيزي مازحة : طب بس بئا عشان صعبت عليا وهعيط
زياد بمرح : لا والنبي متعيطتيش
زيزي : لاء هاعيط
زياد : طب بلي ريقي بكلمة وعيطتي بعديها
زيزي بجدية : ابل اية انا عمري مرتبطت في حياتي وهتبقي حاجة جديدة عليا اوي ومش هاعرف اتعامل فمتضغطتش عليا
زياد : فاهم والله حاضر
زيزي : وسبني اخلي ابويا يسال عليك لتكون في واحدة حامل منك ولا حاجة
زياد : حامل اية انتي كمان اه مقضيها بس مش للدرجة هما كلام خروجات مش اكتر وبيبقو فهمين قبل دا كله اني مش بتاع حب ولا جواز
زيزي : اه يا صايع بس انا كان نفسي في حد محترم زيي
زياد : مانا محترم
زيزي : يا راجل
زياد : اه وربنا
زيزي : ههههههههههههههه طيب
زياد وهو يغمز : طيب اية
زيزي : مش خد الورق
زياد : اه
زيزي : اتكل علي الله بئا
زياد : اتكل ! ماشي يا عز لما تبقي في بيتي وربنا لطلعو عليكي ( ثم يقول في مرح) سموعليكم
زيزي بمرح هي الاخري : وعليكم تعال اشرب شاي
ليضحك وهو في طريقة للخروج فتسمعه وتضحك هي الاخري
          ******************************
آلاء وهي تسوق : هو أنا عرفت من صافي ان سيف مشغول أوي فقلت اوديك أنا تعمل الإشاعات المطلوبة عشان الدكتور جاي بكرا
نور والقلق بادي علي وجهه : ربنا يستر
آلاء بمرح : متبقاش طري كدا يا نور اجمد
نور : ههههههههههههه طيب هتخرجيني فين انهاردة
آلاء بخفوت ممزوج بمرح : خليها مفاجأة
نور بخفوت ليقلدها : مااشي
       ******************************
جمال بتوتر : انتا قلتلي امبارح قبل متنعس
سيف بحدة وهو يقترب منها : أنا متأكد اني مجبتش اسمو علي لساني عرفتي منين يا جمال
جمال وقد اشاحت بوجهها في الاتجاه الأخر ، لتجلس علي الأرض وهي تقول في حزن : الباب كان بيخبط جامد انهاردة صحيت عليه وفتحت لقيت اتنين رجالة زقوني ودخلو شافوك نايم في الأوضة في واحد قالي ....(لتتذكر الموقف " flash back ")
جمال بعصبية : انتم مين وعايزين اية
الرجل بهدوء : اقعدي كدا واركزي واسمعي الكلمتين دول ، عايز ترجي حبيب القلب اللي جوا دا عن اللي بيعملو انو يتدخل السوق ضد بكري الزيات دا انتحار مش خايف علي نفسه يبقي يخاف عليكي بئا عشان بكري باشا مش هيرحمو وهيكلو هو واللي هيتشددلو
" في الواقع "
جمال بخوف ( لم تخبره علي تهديد الرجل لها بانه سوق يؤذيها اذا لم يتراجع عما يفعل ) : قال هيموتك ثم تبدأ بالبكاء وهي تقول : أنا خلاص مش استحمل والله حد بحبه يموت تاني ، اوعي تكون فاكر هزاري وضحكي دا اني نسيت ، والله أنا كل يوم بعيط علي موت اخويا وعلي اللي حصلي زمان وعلي اللي بيحصلي وعلي اللي لسة هيحصلي كمان ، انا خلاص بقيت احس اني عايشة حلاوة روح مش اكتر كل حاجة بحبها ياما بتروح مني ياما في مشاكل بتمنعني افرح بيها والله تعبت ومش حمل حد يموت تاني يا سيف متسبنيش الله يكرمك والله مهقدر اعيش بجد خلاص
صم تدخل في هستيريا بكاء وصريخ ، ليجلس علي ركبته ويأخذها في حضنه ويقبل راسها وهو يقول في حنان ...
سيف بحنان : متخفيش مش هسيبك خالص متقلقيش وهعوضك عن كل حاجة بس متعيطتيش مش بحب اشوفك كدا ، كانت ساندة راسها علي صدره وهي تبكي بدأت تهدأ وهو كان يلامس شعرها بحنان حتي تهدأ ، ولكنه كان يفكر فيها في خطيبته التي شجاعته علي فعل شيء يحبه مدام سيكون سعيدا ومهما كانت الأخطار ، أهم شيء سعادته في حين أنت جمال التي كل همها أن لا ابعد عنها ! تفكر في نفسها فقد لم تفكر فيما اريده انا او حتي لماذا اريده ! لم تتكلف عناء السؤال حتي !

يتبع^^
رأيكم مهم جدا علي فكرة بلاش متابعة في صمت بجد عايزة رأيي تفصيلي اية اللي عجبكم واية اللي معجبكوش ومش هزعل ، رأيكم رأيكم رأيكم
ومنشن او دعوة لصحابكم بئا 😁
#هلوسات_هامستر

"مختلفة ولكن "حيث تعيش القصص. اكتشف الآن