الفصل السادس عشر

451 56 27
                                    

--------(وجهة نظر جيمين)---------

فتحت عيناي و كان الخوف يتملك جسدى بالكامل, كنت أتنفس بصعوبة و أتعرق بشدة لدرجة أن شعرى كان ملتصقاً بجبهتى. حاولت تهدأت نفسى و أن ألتقط أنفاسى, لكن قلبى كان مملوئاً بالغضب و عاد كل ما حدث يوم الحادثة للألتصاق برأسى.

"جيمين, لقد أستيقظت" سمعت شخصاً يقول و نظرت بجانبى, فوجدت إن الطبيب جالس على كرسى بجانب السرير. نظرت حولى و أدركت أننى بغرفتى, تأملت للحظة الورق الملصق على الحائط و الرسومات التى قضيت أشهراً و أنا أرسمها.

"هل أنت بخير؟ كيف تشعر الأن؟" قال لى الطبيب, لكنى تجاهلته بينما قمت بالجلوس, "جيمين؟" نادى على أسمى و أنا فقط نظرت للأسفل.

"خذ, على الأقل أرسم شيئاً لى أو أكتب" قال لى و هو يعطينى دفتراً و قلماً, أخذت فى الحال الدفتر و القلم و كتبت أكثر شئ أحتاجه الأن.

'آه روم'

دفعت بالدفتر للطبيب, ثم نهضت و أتجهت نحو أحد الحوائط, "آه روم, أنت تريد رؤيتها؟" قال الطبيب و كان يبدو مندهشاً, نظرت له و أومأت برأسى ثم نظرت للحائط مرة أخرى, تأملت لوحة لبغبغاء زاهى اللون كنت قد رسمتها منذ شهرين, و شعرت برغبة فى تمزيقها.

أخذت نظرة حول الغرفة, ثم قمت بمد يدى و نزعت الرسمة عن الحائط و بدأت بتمزيقها بغضب, ثم نزعت الرسمة التى بجانبها و مزقتها أيضاً. لا أعلم لماذا, لكنه يعطينى شعوراً جيداً, "ما الذى تفعله؟" سألنى الطبيب و لكننى لم أكترث له و أستمررت بالتمزيق, "توقف يا جيمين!" قال لى و حاول منعى لكننى أبعدت يده.

الطبيب ذهب لمناداة الممرضات, لكننى لم أكترث. و قد جاءوا بالفعل و لم يستطعن إيقافى أيضاً, أستمررت بدفعهم بعيداً عنى, و بدأت بتحطيم الغرفة, إننى أريد أن يتركونى وحيداً, إننى فقط أريد آه روم.

أريد أن أشم رائحتها العطرة و أن أمرر أصابعى من خلال شعرها الحريري, أريد أن أحتضنها و أشعر بدفئها و حنانها. أريد أن أشعر بوجودها جانبى.

حين شعرت بالتعب, توقفت تماماً و وقفت وسط الغرفة المحطمة, و قد لاحظت للتو أن الطبيب و الممرضات قد رحلوا. حاولت أن ألتقط أنفاسى التى أصبحت ثقيلة من المجهود الذى فعلته و سقط على الأرض على ركبتاي.

قمت بتمرير أصابعى من بين شعرى المبعثر و بدأت دموعى تتدفق من عيناي, بدأت بالبكاء و أنا أشعر بآلم فظيع بقلبى. فجأة, سمعتُ باب الحجرة و هو يُفتح, لكنى لم أرفع رأسي حتى لأرى من قام بدخول الحجرة, فإنه على الأرجح الطبيب و جاء ليعطينى مهدئاً مرة أخرى, لكننى كنتُ مخطئاً عندما تحدث من دخل الحجرة للتو.

 مضطرب عقلي صامتWhere stories live. Discover now