الفصل الخامس عشر

413 46 22
                                    

-------(وجهة نظر جيمين)---------

بعد ذلك الموقف الذى حدث مع الطبيب, أصبحت ملاصقاً لآه روم أكثر من العادة, لكن مازال كان هناك حدود. فمع أننى كثير الخجل و مليئاً بالحياء, إلا أننى أردت أن أُقَبِلها و أن أحتضنها طوال الوقت.

و فى يوم من الأيام, كنا نجلس معاً فى الساحة الخلفية, نشاهد المرضى و هم يلعبون و يتمشون فى الأرجاء. ثم حولت نظرى لها, لقد كانت تبدو اليوم جميلة أكثر من المعتاد, و عيناها اللامعتان و هى تتأمل قامتا بأسرى فى عشقها, و أشعة الشمس على شعرها أظهر لونه البنى الداكن الجميل, إن جمالها حقاً يخطف الأنفاس, قد خطف جمالها قلبى بالفعل.

أدركت فى تلك اللحظة كم وقعت فى عشقها و حبها, و أدركت و أعترفت لنفسى بحبى لها....

آه روم لاحظت أننى أنظر لها, و نظرت إلىّ, بعيناي تماماً. كانت تنظر إلىّ بنظرات تعجب, و كأنها تسألنى عن سبب تحديقى بها. حينها, عقلى لم يكن يتحكم بجسدى من كثرة العواطف المختلفة التى كنت أشعر بها, و وجدت نفسى أميل بجسدى ناحيتها و قمت بطبع قُبلة رقيقة على بشرة وجنتها الناعمة.

آه روم أحمرت خجلاً و أبتعدت عنى قليلاً, و وضعت يدها على خدها, مكان القُبلة, فهى بالطبع لم تتوقع منى فعل ذلك. إننى أحب عندما تخجل حقاً, إنها تبدو لطيفة و ذلك يسعدنى, حقيقة أننى الوحيد الذى يستطيع أن يجعلها تخجل تسعدنى حقاً. بدون وعى, وجدت نفسى أبتسم أبتسامة بسيطة. و هذه كانت أول أبتسامة تظهر على وجهى منذ أكثر من نصف عام......

كانت حالتى تتحسن بالتدريج, و إننى لن أكذب, إننى سعيد أننى تحسنت. فقد كنت قبل أن تأتى آه روم للمصحة شخصاً كئيباً و ممتلئاً بالأفكار السلبية, و كنت أُفَضِل الوحدة, لقد أصبحت الأن أكثر تفائلاً. كان كل شئ جيد, إلى أن حدث شئ لم أتوقع أن يحدث مطلقاً فى حياتى كلها....

فى يوم من الأيام, كنت أسير بأروقة المصحة, كنت ذاهباً كالعادة للساحة الخلفية. كنت مستغرقاً فى التفكير و أنا أسير, إلى أن سمعت بعض الجلبة التى قطعت علىّ حبل أفكارى.

كنت بالقرب من أبواب المصحة الرئيسية, و فجأة, دخل من تلك الأبواب ظابطان و هما يمسكان برجل.

عندما رأيت الظابطان, جاء فى عقلى أنهما ذاهبان للقسم C, فإن المجرمين المضطربين عقلياً دائماً ما يأتون المصحة و بصحبتهم بعض الظباط.

لم أعطى لذلك بالاً, لكن عندما نظرت للرجل الذى يمسكانه, شعرت و كأن العالم كله توقف, بما فى ذلك تَنَفُّسى.

أتسعت عيناي و شعرت بضيق تنفس رهيب, و بدأت تظهر أمام عيناي كل ما حدث فى ليلة الحادث البشع, و كل الدماء الذى تناثر علىّ عندما قام ذلك المجنون بتقطيع عائلتى, دماء أمى, و أبى, و شقيقي...

 مضطرب عقلي صامتWhere stories live. Discover now