41 الحقيقة

12.2K 1K 575
                                    

ليليا

Oops! This image does not follow our content guidelines. To continue publishing, please remove it or upload a different image.

ليليا

اعتدتُ البكاء أكثر من التنفس، الكآبة أكثر من التطلع، والقراءة أكثر من أي شيء آخر في الحياة. دمتُ أتلقى الأخبار السيئة والمحبطة على مدى سنوات وسنوات، لِذا وعندما ومضت تلك الأحرف الخمس من ذاكرتي، عندما عاد الدفء كما النار تشتعل تحت أقدامي، تهاويت.

ماتيو...

أدخلتُ جميع أصابعي في شعري، ارتبتُ إن كنتُ نائمة أحلم، تشبثتُ بالسرير الصغير أتأكد إن كان له ملمس حقيقي، لم أكن أحلم، أنا وبكل وجودي الواقعي أتذكر اسم شمسي الصغيرة كما سطوعها. إنه الاسم الذي اخترتهُ بنفسي من رواية النبيل الفقير، تتقلب صفحات الكتاب في رأسي كلمة بكلمة، اسمه يتكرر أكثر من أي شيء آخر فيها، كيف نسيته! إنه بطلي المفضل، كتابي المفضل، اسم صغيري الذي لم أتوقف عن مناداتهِ رضيعاً!

ماتيو...

هل، وبحق وحقيقة، زالت اللعنة؟ كيف؟ ولماذا الآن؟ هل كريس...؟

رفعتُ نفسي أتطلع في الوجوه المصعوقة من العودة المباغتة لاسمهِ، للمبعوث الذي طمأنني بأن بطل الفرسان أحبط عملية اغتيال كريس قبل قليل، كنا في حالة تصلّب جماعية. ألقيتُ على نفسي سؤالاً لابد لي أن أسأله، هل ستظلين في الغرفة ليليا؟

"خُذني لعند كريس!"، كان المبعوث ما يزال في حالة شبه تصلّب، أخذت سيلفيا ذراعي، "هيا بنا!"، تركتُ السرير والشرفة واللوحة، تركتُ ما كنت حبيسة فيه لستة عشرة سنة، سجني الذي صنعته لنفسي، هربت منه، وانطلقتُ آخذة أُردد الاسم بداخلي.

ماتيو...

لم أُلاحظ سقوط الدموع وانسيابها، لم آبه بشهقاتي وارتجافي وسرعتي البائسة، كنت فقط أحاول كبح صوت التشاؤم بداخلي والذي لم يتوقف عن ثني وإرجاعي لسجني، ولم أُوفق بكبحهِ فعزمتُ على تجاهله. القصر ببريقهِ الذهبي غريب عني، الأروقة والأبواب والتماثيل واللوحات، وكأنه لم يكن يوماً بيتي.

تجمهرٌ عظيم، صمتٌ مطبق، نوافذ مشرعة بالكامل، اختفى صوت اليأس. تقدمتُ والدفء يستقر في قدمي كما لو أنه لم يُغادرهُ قط. ازداد علو شهقاتي ما إن رأيت كريس على الأرض، وقلبي يهزني ويصرخ لي بالاقتراب، سرت انتفاضة عظيمة من قمة رأسي حتى أخمص قدمي بسطوعهِ على فؤادي.

المفقودWhere stories live. Discover now