47

5.7K 109 0
                                    


بعد ماوصلوا للفله .. ورنا راحت لغرفتها .. مشى كل من أثنيناتهم للجناح الخاص فيهم .. 
ريم أستحل التوتر مستعمره قلبها .. وشتتها الخوف بكل أتجاه .. استمرت تصعد بالدرج وقدامها سلطان سابقها تمشي ورجلينها ماودها تمشيها .. خوف من كل شيئ .. هدوء سلطان أربكها زود 
وحطها بموقع الجاني اللي ينتظر يقصونه ..ماله غير الأنتظار .. حست ان هدوئه هو الهدوء اللي يسبق العاصفه ... ومنتظر الوقت اللي بس تكون هي معه بمكان منعزل .. وتبقى وحدها حتى يفرغ شحنات الغضب بوجهها .. .. 
صارت نبضات قلبها تزداد بالدق كل ماتقدمت خطوه توصلها للجناح .. ..وظلت على حالها 
والخوف قتلها .. 
دخل سلطان قبلها ..ومازال على هدوئه .. ..وريم وراه .. 
دخل وحط مفاتيح سيارته وجواله على الطاوله الزجاجيه اللي متوسطه صالتهم .. وراح من بعدها 
بخطوات أستمرت على وتيره هاديه وأتجه لغرفه الملابس الخاصه فيه يبدل .. 
أستفهام كبير طوق تفكيرها .. وتركها واقفه بجمود تحاول تستوعب اللي قاعد يصير 
سلطان تركها .. ومشى .. لاصوت .. ولاحس .. مابقى غير الهدوء .. والصمت .. 
ليش تركها ... ليش ماأنبها .. عاتبها .. زعق بوجهها .. (أستغراب )
.. صارت حالتها أسوأ من يوم اول مادخلت هالغرفه .. وشفيها ماعادت فاهمه شيئ .. وين راح ؟
ليش تركني !!!.. وقفت وتمت تطالع نفسها واقفه لحالها بالصاله الواسعه .. اللي برحابتها 
تعكس رحابه الضيق بصدرها .. أكيد يبي يرجع اللحين .. مو معقول يتركها كذا .. حتى الحرف ماطلع من صوته .. معقوله .. للدرجه هاذي أنا مكبره الموضوع .. ولاسلطان نفسه مافهم اللي صارر ..!!
سلطان شاف فهد بعيونه ماسك أيدي .. ولاتحرك..ولاتكلم ... جنون فكري صابها وماعاد عقلها 
يفكر أكثر .. 
ريم .. ماأستحملت تكون بنفس البرود اللي كان سلطان هو فيه .. فكت عباتها ورمتها ..وقعدت بملابسها تنتظره 
.. أستحاله تخلي هاليوم يعدي كذا .. بدون تبرير .. وبدون حتى سلطان مايفهم شيئ 
.. قعدت على أحد الكنبات الموجوده بالصاله .. وأعصابها المتعبه بدت تفقد تماسكها .. 
وظلت تنتظر .. طلع سلطان من الغرفه .. وتوجه من بعدها للمغاسل .. غسل وجهه ونشفه .. 
ومن بعدها طلع حتى يقعد على مكتبه كالعاده المركون بأحد زوايا الصاله .. بحضور طبيعي ..هو كان مستقصده ..!
كان يمشي .. وريم تمت تتأمله .. تنتظر ردة فعل .. ..تشابه ردة الفعل اللي تشوفها بعيونه
كل الهدوء اللي ظاهر فيه اللحين هي متأكده مليون بالميه انه عكس اللي قاعد يخفيه 
بعيونه ثوره غضب .. وحده قاسيه .. ماتشوفها بعيونه الا وقت مايكون داخله شيئ كبيير محتاج تفسير ..
قعد وفتح الدرج .. وطلع أوراق وحنى راسه بشويش حتى يركز بمحتوى سطورها ..
ريم عجزت تستحمل اللي قاعده تشوفه .. وفاض فيه الكيل .. وماعادت تقوى على الصبر ..
راحت حتى وقفت قدام مكتبه بالضبط .. ونادته حتى ينتبه لوجودها ..
سلطان ببرود يذبح .. وعيون تنافس بحدت نظرتها ..حدة نظرة الصقر : رفع راسه وأسند ظهره على الكرسي 
: ينتظرها تتكلم ..
ريم : غمضت عيونها بصبر تبي تستعيد قوتها .. وشدت على مقبض أيدها .. وداخلها يصرخ 
كافي اللي قاعد تسويه كافي ..
ريم بعد صمت : سلطان ليش ساكت 
سلطان .. رفع عيونه لها وتأملها بنظرات تحتويها وتحتوي حسنها .. أنتبه لأنفعالها ..وضيقها .. وتصرفاتها اللي تدل على أستياء من اللي قاعده تشوفه منه .. وهذا اللي كان يبيه!
.. كان مستقصد يتعامل معها بها الشكل .. حتى تتكلم هي ..ويظل هو صامت .. مل من كثر الكلام حول هالموضوع ..
ومل من هالشخصيه اللي مصره تخرب حياته .. وتحاول تستفزه .. صحيح كان متضايق من اللي شافه اليوم 
الانه ماأعتبر ذاك الموقف شيئ يستحق أنه يثير غضبه عليه لأن صار متأكد ومتيقن مليون بالميه 
أن ذيك الشخصيه .. غرضها الأكيد .. تخريب حياة هالبنت .. اللي أصبحت زوجته .. واللي يبرهن على هالشيئ هو مطاردته لها بين كل يوم والثاني .. ودخول أسمه كطرف أساسي بمشاكلهم اللي صارت قبل ... 
!! وهو مو ساذج للدرجه هاذي حتى يسمح لها الانسان بأستفزازه اكثر .. وخصوصا انه عارف هألشكليات اللي من شخصيه فهد . هذولا شباب 
بدون ضمير وخالين من أي مرجله ومروه .. .. وغير ذلك اللي شافه من ريم .. ومن تربيتها .. خلاه يستشف أن هاذي البنت قلبها أطهر من الطهر نفسه .. . ويستحيل شخصيتها البريئه .. تنطبق على شخصيه ذاك الولد الصايع .. وهذا اللي خلاه يعزم على أنه يفتح صفحه جديده ..! 
حسبها بعقله قبل قلبه .. ياما مرت عليه بنات بمركز الشرطه وياما شاف بحياته قضايا وشبهات .. وبنات وصلن لعنده بقضايا خلاوات غير شرعيه وأمور جنائيه .. وصلن لعنده والأوراق تثبت جنايتهن ..ولاكن عيونهن وصدق نبرتهن كانت تخليه يبحث ورى ذيك القضايا وينبش فيها اليين ماصدق يثبت البراءه اللي شافها قبل بعيونهن .. ومثل هالمثال .. ينطبق على هالأنسانه اللي واقفه قدامه ..! .. شلون مايعطيها فرصه وهي 
البنت اللي بدت تستحوذ على عقله بشخصياتها .. وروحها العطره .. من خذاها عجز حتى يشوف بعيونها لمحة الخبث .. والحقد .. عمره ماشاف منها الا البسمه الصادقه والضحكه البريئه والروح الطاهره اللي تفرض نفسها على اللي قدامها يحبها بدون مايحس .. عجز ينكر أنها ذوبت الجليد اللي كان كاسي 
أسوار قلبه .. حبها رغم انها بعيده عنه .. وشلون لو سمح لها تستلم مفاتيح قلبه .وتكون قريبه .. .وقتها كان متاكد انه بيكون أسعد انسان بها الدنيا .. 
قبل كان شايف فيها صورة البنت اللي أرضت غروره كرجل ..! 
واللحين تاكد ان نظرته فيها قبل صدقت .. وماخاب ظنه فيها ..! بعد هذا وهذا .. 
مشكله أذا كان بعدها ماحست بهالشيئ .. ومشكله أن كانت تظن انها بعدها ماهزته ..! ..
سكت سلطان وهو عازم يخليها تقول كل اللي بقلبها هالليله .. وترتاح هي نفسها .. مثل ماخاطره مرتاح ..!
سلطان وهو يحاول يلف ويدور معها : اتكلم عن أيش ..؟ 
ريم : حاولت تسمك اعصابها .. وتحاول تسيطر على انفعالها اللي بدى يعلى من تصرفات سلطان البارده .. .. قالت .. لاتذبحني بسكوتك 
زعق .. خانق .. عاتب .. أي شيئ .. ولاتخليني على هالحال انتظر منك كلمه .. 
سلطان : انا اللي عندي قلته .. وجاء وقتك اتي تقولين ..وانا أسمع منك .. 
لحضه وريم بدت تناظره بنظرات مشتته.. ..مي فاهمه شيئ من اللي قاعد يقوله .. ؟
سلطان أنتبه لها .. وفهم نظرتها وقف .. ومن بعدها مشى حتى وصل لعندها ..
مسك ايدها البارده .. ومشى فيها الين ماخلاها تجلس على أحد الكنبات .. وقعد هو قريب منها ..
.. وريم عيونها قاعده تشوف اللي يصير وبعدها مي فاهمه شيئ .. 
سلطان : تكلمي .. هذا انا قاعد أسمعك 
ريم بعيون غلفتها الأستفهامات .. اتكلم عن ايش .. ..
سلطان : عن كل شيئ كنتي تتمنين تقولينه لي .. وماجاتك الفرصه ..
ريم سكتت .. وتعلقت عيونها بعيونه .. وأستوعبت الكلام .. ومع هذا مي لاقيه بها الموقف كلمه تقولها 
رغم كثر الكلام اللي كان داخلها قبل ونفسها توصله له ..!!الاأنها اليوم ماعاد داخلها شيئ ..!!.. 
شيئ يشابه بأحساسه جمع الكلام .. وبوقت الحاجه يروح سدى ويتبخر ..!!.. 
ريم بعد تفكير .. : سلطان بس هذا مو موضوعنا .؟ .. 
سلطان رغم أن المشاعر البغيضه اللي كان يحملها لذاك الانسان .. مازالت موجوده الاأنه مصمم 
مايطوي صفحه ذاك الشخص اليين مايسمح لها تقول كل اللي بقلبها عنه تحديدا .. داس على قلبه 
وحاول يشد على مشاعره .. وتجرأ وقالها : تكلمي لي عن فهد بالذات .. وش يبي ذاك الانسان منك ..!!؟
ريم مجرد ماأنطرى أسمه من جديد أكتئبت ملامحها وبدى الكره يغلف مشاعرها ..وعيونها 
ولاكن سؤال داخلها أستثار . ليش مصر يتعامل معها بالهدوء .. وليش مصر يسمع سيرة هالادمي منها . 
من متى وهو يحب يفتح معها سيرت فهد .. ومن متى .. يناقشها بها السلاسه .. ياترى وش تغير .. 
سلطان هو نفسه تغير .. ولا نظرتها الجديده اللي قررت تهديها له هي اللي غيرت التصرفات اللي قاعده تشوفها بعينها .. وأذا كان هو نفسه بها الرضى .. يستحيل تفتح سيرة فهد البغيض من جديد ..وتعكر مزاجها قبل مزاجه 
ريم : سلطان : .. أذا كنت أنت نفسك ماتبي تتكلم .. فانا ليش اعني روحي واتكلم .. 
سلطان : أتركيكي مني اللحين .. وتكلمي عن اللي نفسك توصلينه لي .. انتي 
ريم : بأندفاع وحده : أنا اللي عندي وصلته لك من زمان وانت عارفه .... والموضوع بين أيدينك .. تقدر تحكم فيه على كيفك ..
ولاكن بكل الاحوال انا صادقه باللي قلته ..وماهمني أذا كان فهد مصر يخليني بصوره العاشقه عندك ..
سلطان : حس أنها مندفعه بالكلام معه .. وعرف انها بدت تستنزف رواقتها ..
قال يبي يهديها : ويطلعها من جو الشحنات اللي هي فيه ويريحها وخصوصا أنه ماله خلق يعصب ولايجادلها بنفس النبره .. : أرتاحي واهدي .. 
أنا عن نفسي ماعادت تهمني سيرته من عدمها .. وكل مقصدي بسؤالي .. ابي منك تطلعين الكلام اللي بقلبك 
لعل ترتاح نفسك .. 
ريم ناظرت سلطان بحيره اكثر من اللي تشوفه .. وعجز ثغرها ينطق بحرف أكثر .. 
وعانقت عينها عينه .. تدور لحيرتها اجوبه ..! ..

(مســـــكـ كتفي وهو يهمس .. {تراني في غيابكـ صمتـ } حيث تعيش القصص. اكتشف الآن