(مســـــكـ كتفي وهو يهمس .. {تراني في غيابكـ صمتـ }

29

ريم عقب ماكانت مغمضه عيونها وتحاول تهدى وتبي تنام حست بوجود أحد حولينها وقريب منها فتحت عيونها بصعوبه
وشافت اخر أنسان تتمنى تشوفه بها اللحضه .. على طول قامت على حيلها وقعدت بصعوبه تبي تقنع سلطان انها سليمه وكأنها تقول شوفني مابني شيئ.. تبي تحاول تسيطر على نفسها ماقدرت ورجعت لها نوبه الكحه المتواصله اللي تجيها بين وقت والثاني وصارت تكح وعيونها رجعت تغرق دموع 
سلطان ماكلم ريم حتى .. وقال لرنا : جيبي عباتها وانزلي انتي وياها انا منتظركم بالسياره ..وراح حتى بدون مايتناقش معها ويسمع ردها اذا كانت ودها تروح اولا ..
رنا بعد ماراح سلطان ضحكت بمسخره تعاند ريم : تسمعيييين اللي قال أنا مالي دخل 
ريم وشوي وتصيح : ياناس انتم ماتفهمون .. ما ابي اروح ولا اطس بأي مكان .. انا انسانه اكره ما اشوف المستشفيات والعلاجات .. حسو فيني .. اكرهها والله اكرههها 
رنا : اقول ترى سلطان قال لنا خمس دقايق واشوفكم تحت ماقال اقعدوا بربروا لما تشبعون وبعدين انزلوا 
ريم بقساوة راس : مابي اروح يعني مابي اروح واللي يبي يسوي يسوي 
رنا قامت مستعجله : ريم العني الشيطان وقومي .. انتي للحين ماتعرفين سلطان لاعصب .. 
انزلي بكرامتك يابنت الحلال احسن مايجي هو ويشيلك غصب عنك وبدون عبايه 
ريم والعبره خانقتها : تكفين يارنا قولي له ما ابي اروح طلبتك 
رنا كانت تبي تتكلم .. وسمعت صوت بوري سيارة سلطان البانوراما يستعجلهن ينزلن 
على طول رنا وقفت على حيلها وراحت تجيب عبات ريم المرميه على الكنب حتى تساعدها 
وريم بقلة حيله قامت ولبست وطبعا لزمت على رنا تجي معها لأنها خايفه من الرروحه لحالها مع سلطان .,
ركب كل منهم ومشوا على المستشفى ..
عند المستشفى .,فحص الدكتور على ريم وانتهى .. وراح لعند سلطان يكلمه : 
الدكتور يكلم سلطان : ماتخفش يبني مراتك مافيهاش حاقه .. الكحه دي نتيقه التهاب بسيط بالشعب الهوائيه واضح انها مخده برد قامد ..ومأسره برضو على اللوزوعامله انتفاخ فيهم .. 
والسخونه ان شاء الله كلها يومين وتخف ..
سلطان الله يعطيك العافيه يادكتور ومشكور ..واللحين خلاص نقدر نمشي 
الدكتور أستوقف سلطان : لحضه وحده يبني .. وقام يكلم ريم اللي صارت تعدل طرحتها ..
يبنتي انتبهي لصحتك دنتي عندك فقر دم .. واضح قدا أنك مابتكليش كويس 
شوفي وشك اصفر أزاي .. ونتي خساره عليكي بسم الله ماشاء الله زي التفاحه بقمالك وحلوتك 
.. لازم تهتمي بنفسك كويس عشان يأوى عضمك وتأومي بسرعه ..
سلطان كان يسمع كلام الدكتور وأعصابه تغلي من طريقته بالكلام معها وعيون الدكتور شوي وتطلع وهو يتأمل فيها .. انشعلت شعلة غيره عليها..رغم أن الدكتور عمره كبيروريم اللي يشوفها يعطيها بقد بناته ..
سلطان عقد حجاجه علامه أن الوضع مو عاجبه قال يبي يختصر بربره الدكتور :دكتور الله لايهينك .. ورقة العلاج ؟
الدكتور : لحضه وحده يبني قبل ما أصرف لك دواء .. عايز أكتب لك على حأنة هي بس حأنة مضاده ومنشطه بأزن الله 
ريم هي سمعت كلمة أبره من هنا وطار عقلها من هناك .. أنجنت وشدت أيد رنا اللي واقفه جنبها 
ريم : رنا لا ماأبي ماني مستحييل ..اكثر شيئ تكره بالدنيا المستشفيات , العلاجات ..والاهم الأبر 
تكره شكلها ولونها .. وماتطيق تشوفها هاذي وهي تشوفها مابالكم وهي تنغرز بجسمها 
سلطان "مو مشكله .. بس وين تاخذها.. هنا.. ولاوين !
الدكتور : لأه بالأوضه التانيه 
.. واعطى سلطان ورقة العلاج .. تقدروا تخروقوا دلؤتي 
سلطان صافح الدكتور ..يعطيك العافيه ماقصرت ..وطلعوا 
ريم ورنا كانوا يمشون ورى سلطان وماتسمع بينهم الا الهمس .. ريم قاعده تحاول تقنع رنا تقول لسلطان انها ماتبي لا أبره ولايحزنون .. ورنا رافضه وماتبي تقوله ..خايفه يفشلها 
سلطان التفت عليهم وقالهم يدخلون بلغرفه اللي اشر عليها ..
و ماحب يدخل معهم ..وقرر يوقف ينتظرهم حتى مايحرج ريم ..وحتى يخليهم ياخذون راحتهم 
بعد ماشافهم دخلوا .. أسند ظهره على جدار المستشفى وكتف يدينه ينتظر 
ريم بالغرفه والسيستر ورنا يحاولون بريم تاخذ الابره .. وريم ولاهي لمهم ورافضه نهائيا الابره تلمس جلدها .. الا على جنازتها .. والسيستر شوي ويفرغ صبرها 
سلطان : انتبه للساعه وشاف انهم طولوا لهم حوالي العشر دقايق بالغرفه ..والأبره كلها على بعضها ان طولت خمس دقايق .. قرر يكسر الانتظار ..وراح لعندهم بالغرفه يبي يشوف وش نهايتها معهم !!
دخل سلطان وشاف السيستر ماسكه الأبره والمعقم ..وتقنع ريم تاخذها وريم مكتفه يدينها وقاعده على السرير .. مطنشتها تسولف مع رنا 
السيستر انتبهت لوجود سلطان وقالت له تستنجد : مادام مافي ابقى اكذ أبره ..انا ايس سوي 
سلطان بينه وبين نفسه ارتفع ظغطه من حركات البزران اللي قاعده تمارسها ريم معه اليوم ..اول شيئ ماتبي المستشفى ..واللحين ماتبي تاخذ الأبره..سلطان بدون مايرد على السيستر أو حتى يكلم ريم ويقنعها 
قرب لريم بهدوء ..مسك أيدها اليمنى ورفع الكم ..ونادى السيستر عشان تريحه من قصه العذاب اللي عاشها
هاليوم معها 
.. ريم استغربت من وجود سلطان وتوجهه بجهتها وقامت تطالع له مستغربه ..مجرد مامسك ايدها 
ورفع كم العبات عنها حست روحهها تشنجت وانشلت لدرجه انها حتى ماقدرت تشيل ايدها من لمسته البارده 
.. لحضات وانغرزت الابره وريم كتمت صرختها ولفت وجهها حتى ماتشوف منظر الابره المرعب اللي تكرهه منذو نعومه اظافرها 
ماهيا الا ثوني وكل شيئ انتهى وريم العبره خانقتها وأمنيتها الوحيده تذبح هالشخص اللي بجنبها 
صرف سلطان ورقه العلاج من أقرب صيديله وراحوا للبيت .. 
بعد مارجعت ريم للبيت .. حست روحها صحصحت من تأثير عقار الأبره وبدت تمارس شغبها .. وتسولف براحتها مع خالها وخالتها وتضحك طبيعي .. حتى صارت الساعه 12 وصعدت حتى تنام .. 
كانت بفراشها .. ولحضه عن لحضه بدى مفعول الأبره ينتهي ورجعت لها كل اعراض الانفلونزا من أول وجديد .. وصارت تكح وتكح وتحاول تخنق وتكتم صوتها .. وكل ماكتمت تضاعف معها الكحه وتعلى أكثر 
.. سلطان بعد ماكان قاعد على مكتبه اللي تعود يقعد عليه بها الوقت قبل ماينام ..ومنغمس بمراجعه بعض الأوراق اللي تتعلق فيه وبشوؤن شغله ..صحاه من غيبوبه العمل صوت كحة ريم .. اللي نابعه من 
نبرة تجريح من صوتها .. خاف يكون صار لها شيئ ..وراح يشوفها 
توجه لعندها وفتح الباب بشويش ..وشافها على سريرها ودافنه راسها تحت المخده تحاول تكتم صوت كحتها 
فتح النور وناداها ..
ريم بعد ما انتبهت له : فزت على حيلها ومسحت دموعها : كح كح ..هلا 
سلطان يستفسر : اخذتي دواكي ؟
ريم : ها .. أي أاخذته من زمان 
سلطان حس من عيونه انها اكبر كذابه بالدنيا ..وقال يبي يشوف .. وين كيس الدواء طيب ؟
ريم : حست روحها انها تبي تنكفش ماتدري وش تقول .. ايييي بس .. ا ..انت وش تبي فيه ؟.
سلطان هنا تأكد انها ماأكلته ولايحزنون سلطان بصبر .. ريم وين الكيس 
ريم حست انه مو مصدقها وخلاص اللحين تبي تنفقش وتتفشل قدامه ..العلاج جديد وماذاقت منه ولا حبه 
كانت ريم بتقوم تجيبه .. وسلطان وصل للكيس قبلها .. وفتحه يتأكد ..رجع ناظر لها وأعطاها نظره ريم كرهت روحها منها ..وتم بينه وبين نفسه يقول ياليل البزارين اللي مايفهمون 
مسك اعصابه لاينفجر فيها ..فتح زروف الحبوب .وطلع من كل زرف حبه وحطهم كلهم بأيدها 
يالله أشوف كوليهم 
ريم خايفه : خلاص روح .. انت انا اكلهم ..
سلطان بتحذير نادها .. رييييييم 
ريم : خلاص مايحتاج تكمل هذاني أبي أكلهم .. وبلعتهم حبه ورى الثانيه.. وماتركها الين ماتأكد انها كلتهم 
سلطان بعد ماأنتهى منها ومن قساوة راسها اللي أوجعته .. كان يبي يطلع من الغرفه .. وريم قامت وراه ..
سلطان أنتبه لها وألتفتت .. على وين .. ليه ماتنامين ..
ريم بحركه عفويه حكت شعرها بأصابعها .. اممم .. مابي نوم ..ابي اقعد عند التلفزيون زهقت 
سلطان تركها على راحتها تروح وين ماتحب .. ورجع هو لنفس ماكان ..على مكتبه الخشبي المحروق 
يكمل شغله وريم قعدت على الكنب الموجود قدامه بالصاله وماسكه الريموت وتقلب بين القنوات بدون هدف 
حست ريم بين عيونها متعبه وأسندت راسها على الكنبه تبي تكب الثقل الموجود براسها عليها .. كلها دقايق وحست النوم بدى يتسلل لأجفانها وسلمت امرها له وأستكانت ونامت ..
بعد وقت .. سلطان رفع راسه من الأوراق اللي قدامه وقام يفرك عيونه بيدينه من التعب ورفع اصابعه 
وخلل فيها شعره .. صار يحس بالصداع ..والتركيز عنده بدى يتلاشى ..مسك الاوراق .ودخلهم بأقرب درج ورفع راسه يبي يقوم ..وطاحت عيونه على ريم اللي كانت نايمه بسلام ..والريموت مازال بيدها 
وقف وراح لعندها .. كان راح يقومها حتى ترجع لفراشها ..بس خاف انها تقوم وماتعود ترجع تنام 
نزل لمستواها ونزل الريموت من يدها ..وقرب لها أكثر وشالها بين ذراعينه بدون مايحس بأي مجهود لجسمها الصغير والنحيييل .. ريم اللي كانت نايمه بها اللحضات .. حست فجأه بيدين سلطان البارده تحت ظهرها 
وجسمهاكله فوق الأرض .. تأكدت انها اللحين بها اللحضه .. بين ذراعينه العريضه بالنسبه لها 
حست بأحساس دافي خالج شعورها الحر وأضفى لمسه حنونه عليها .. كان شعورها حلو يشابه لذة الأمان 
عواطفها ألرقيقه كعاطفه أي أنثى .. تنتظر لمسه حب على الجرح .. وتشفي فيها كل اوجاعها ولو كانت بليغه .. حست داخلها انها تعبته اليوم معها وهو مافتح افمه بكلمه ولاحتى علا صوته عليها وأزعجها 
كان حنون عليها بكل ماتحمله الكلمه من معنى ..صدح داخلها شعور الأمتنان .. وصحى قلبها 
ينبأها بأمل ببكرا ... لعل بكرا أحلى من كل يوم مر ...