أغمض رين إحدى عينيه من شدة الصوت الذي كاد يثقب طبلة أذنه، لكنه أيضًا لم ينطق.
فاستنفد أليكس صبره وتحرك نحو الباب ليغادر.
لكن أوقفه صوت رين:
"إلى أين سترحل؟"
فأجابه وهو يهم بالخروج:
"ما شأنك أنت؟!"
"لقد حل المساء... وأنت تعلم أن الوحوش تتجمع في هذا الوقت، ستكون في خطر..."
قالها رين بصوت هادئ.
"لا أهتم."
لم يعلق رين، بل حدّق به بنظرات أكثر جدية، وأضاف:
"إذا أردت المساعدة، فعليك أن تذهب إليه... فهو الوحيد القادر على ذلك."
كان يقصد جدهم من طرف والدهم، أحد قادة الصيادين المعروفين بعداوته للوحوش،
وكان من أشد المعارضين لزواج والدهم "أكريستيان" من والدتهم.
لكن، ولأن أليكس الأكثر شبهًا بوالده، ربما تحدث معجزة ويتغير موقفه ويساعد والدتهم.
ظل أليكس صامتًا لدقيقة وهو يحدق به، ثم خفّض رأسه وأخذ يفكر.
اقترب رين منه، وأخرج خنجرًا مصنوعًا من الفضة، مزينًا بالختم الخاص بعائلة الصيادين.
قال:
"كان هذا لأبي... أظنهم يعرفونه.
في حال أنكروك، أطلعهم عليه."
استلمه أليكس، وبادله النظرات قائلًا:
"حسنًا... سأذهب إليه."
فقال رين بهدوء:
"كن حذرًا..."
أجابه أليكس وهو يلوّح له بيده:
"وأنت، اعتنِ بأمي... لا تتركها."
كان الجو شديد البرودة حين وقف رين يحدّق بأثر شقيقه وهو يبتعد.
ومع أن المسافة تزداد، لم يكن قلقًا عليه، فهو صياد...
وقد تلقى تدريبه على يد والده.
لقد تلقى تدريبه على يد والدهم قبل رحيله ..واستانفت امه ذلك
طبعاً
ولكنها لم تكن قاسية معه مثل ما فعلت مع رين
أغلق الباب خلفه، واتجه نحو الداخل.
أعد طعام العشاء، ثم توجه نحو غرفة والدته. وقف عند بابها... كانت الغرفة شبه مظلمة، لكنه سمع صوتها تتألم. بدا أنها تعاني.
ربما بسبب حزنها على أبي... فالمعروف عن جنسها أنهم لا يحتملون الحزن، لأنهم عاجزون عن التعبير عنه أو إظهاره. يبقى مكتومًا في قلوبهم حتى يقتلهم ببطء.
أرواحهم هشة، على عكس أجسادهم القوية... ولسوء حظه، كان هو كذلك.
وضع الطعام على الطاولة، حريصًا على ترك مسافة تفصله عنها حتى لا يزعجها.
لكنها التفتت نحوه عندما شعرت به، وارتسم على وجهها طيف ابتسامة... وكأنها كانت بانتظاره. استغرب حين نادته ليقترب.
لا أنكر أني كنت أخافها، بسبب قسوتها عليّ في الفترة الماضية. ظننت أنها تطلب شيئًا.
فسألتها:
"هل تطلبين شيئًا، أمي؟"
فأومأت نافية، وأشارت لي أن أقترب.
كانت ضعيفة إلى درجة أنها لا تستطيع الكلام.
اقتربت منها بخطوات مترددة.
وقفت عند سريرها، فابتسمت لي بطريقة لم أعهدها، وسألتني:
"لماذا تخاف مني؟"
أشحت ببصري بعيدًا، وحاولت تغيير الموضوع:
"لقد أعددت الطعام من أجلك، أمي..."
ابتسمت ونظرت نحو السقف، وقالت:
"أين أليكس؟"
"سيعود قريبًا..."
نظرت إلي بنظرة لا أستطيع تفسيرها... كانت حزينة، بشكل غريب. ثم أردفت:
"اهتم بنفسك، رين... وابقَ دومًا إلى جانب شقيقك. لا تتخلَّ عنه."
أمال رين رأسه متجنبًا النظر إليها، وأجاب:
"ستكونين بخير، لا تقلقي..."
لكنها ظلت تحدّق به، والدموع تنساب من عينيها بصمت حين رأت تلك الجروح المنتشرة على جسده. كان واضحًا أنه عانى ليلة عصيبة.
وضع رين الطعام أمامها، لكنها رفضته قائلة:
"شكرًا لك، عزيزي... لكني أرغب في النوم."
أومأ لها موافقًا وهمّ بالانصراف. كان واضحًا أنها تحتضر... كانت ضعيفة جدًا.
جلس على الأريكة، يحدّق في الفراغ، وبدأ يفهم... ربما كانت قسوتها عليه، فقط لتتأكد من أنه سيكون قادرًا على الاعتماد على نفسه بعد رحيلها.
---
في تلك الأثناء، كان أليكس قد وصل إلى قصر عائلة والده.
مبنى ضخم تحيطه مساحات شاسعة من الخُضرة. الحراس منتشرون في كل مكان لحمايته.
طلب مقابلة كبير العائلة، لكنهم رفضوا.
توسل إليهم... دون جدوى.
بالصدفة، كانت هناك فتاة من العائلة تراقبه من أعلى الشرفة. ترتدي ثوبًا زهريًا أنيقًا، وشعرها البني ينساب على كتفيها. بشرتها ناصعة البياض، وعيناها بلون السماء.
ذهبت إلى جدها، وأخبرته أن هناك فتى يريد مقابلته.
ابتسم لها الجد، وأخذها إلى الشرفة، وحين نظر، فوجئ...
الفتى يشبه ابنه الراحل... بل إنه نسخة عنه.
---
يتبع
YOU ARE READING
Why I'm so different•
Vampireلايهم أين ستكون ... فأنا سأكون معك بقلبي تدور الأحداث عن اسره غنيه ...ذات نفوذ كبير تأخذ على عاتقها محاربه مصاصي الدماء بعدما انتشرو على الأرض وهي تدرب أبنائها على ذلك منذ نعومة اضفارهم .. ..وفي خضوم الأحداث تبرز شخصيه رين ..الذي امتلك دماء غير ن...
