Why I'm so different•

"1"

كانت أمه ممددة على سريرها، عيناها فاترتان وقد شحب لونها، وأليكس بجانبها لا يسيطر على دموعه.
تسمّر رين في مكانه يتأمل المشهد، دون أن يظهر على وجهه شيء، رغم أن الصدمة كانت تعصف بعقله.
لم يتخيل أبدًا أن تمرض والدته، رغم أنه لاحظ ذبولها يومًا بعد يوم بعد موت والده...
ربما كانت تغطي ذلك بالقسوة والصوت العالي.

تحرك نحوها ليتفقدها، لكنه توقف حين وجهت نظراتها المتعبة نحوه.
لسبب ما شعر بضرورة المغادرة.
لطالما أبعدته عنها، ربما لا ترغب بوجوده حتى الآن.

استدار ليعود أدراجه، وبدا الفتور على وجه والدته حين رأته ينصرف.
كان سيتخطى الباب، لكن أوقفه صوت شقيقه بجزع:

"أخبرني، أي قلب تملكه أنت؟! كيف تنصرف هكذا وكأن الأمر لا يهمك؟!"

التفت إليه، وبادله النظرات دون أن يقول شيئًا.
كانت عينا أليكس محمرتين، تلمعان ببريق حارق.

(ما باله؟! أذكر أني كنت أعتبره مثلي الأعلى ذات يوم...
لماذا لا يسيطر على انفعالاته؟)
تساءل في نفسه، ثم تابع طريقه متجاهلًا صوته الذي استمر يلاحقه.
فهو لا يفهم شيئًا، ولا يعلم ما فعلته والدته به.

سخّن الماء لنفسه، وأخذ حمامًا دافئًا، ثم جلس في الصالة وحيدًا.
لم يكن هناك طعام، فاكتفى بقطعة خبز وقليل من الزبدة.

لم يكن ينال كفايته من النوم، استلقى على الأريكة وأرخى أهدابه ليريح عينيه.
كان لا يزال يسمع صوت بكاء أليكس، صوته الحزين المليء بالألم...
لكنه تجاهله وخلد للنوم، فقد كان حقًا يشعر بالتعب.

مرت الساعات وغابت الشمس، ليعلن الليل سلطانه.
فتح رين عينيه على صوت شقيقه:

"استيقظ، رين... علينا نقل أمي إلى المشفى!"

لم يُجب، كان يحدّق به لا يزال تحت تأثير النعاس، لكنه لاحظ توتر أليكس.
لا عجب، فقد كان دائمًا المقرب إلى والدتهم.

اعتدل في جلسته وهو يدعك عينيه لطرد بقايا النوم، بينما استنفد أليكس صبره وسأله بامتعاض:

"كيف لك أن تكون بهذا البرود؟!"

فقاطعه رين قائلًا:
"لن نستطيع أخذ أمي إلى المشفى، فهم سيقتلونها... أم أنك نسيت أنها من الوحوش؟"
قالها وهو يثبت نظراته في عيني شقيقه.

ازداد امتعاض أليكس وصاح:
"كيف تجرؤ أن تصف أمي بالوحش؟!"

لم يعلّق رين، بل اكتفى بالصمت وهو ينظر إليه،
فالواضح أنه لا يريد تقبّل الحقيقة.
عطّل القلق تفكيره، ونسِي أن البشر يستحيل أن يعالجوا مصاصي الدماء.

كان هدوء رين يزيد توتر أليكس، ويشعره أن ما يحصل ليس من شأنه.
صرخ به بانفعال:

"ماذا نفعل؟!"