الفَصْل الواحِد والعِشْرين|ضَوء عَتَمة

5.3K 380 205
                                    

أَنبَل ما تقَدمَه لنَا خسائِرنَا هو نُضجنَا،تخبَرنا بَأن نحتَرس الأحَلام و أن نترقَب وطأ المجَهول..

تخبَرنا تِلك الخسائِر ما للحيِاة أن تَكون علِيه،الحيِاة ذَلك المركَب المعقَد مَن يِقدم لكَ بؤسًا لأمد و سعادةً للحظَة..

وخسائِره لمَ تقِدم لَه سِوى الأَلم، لم تقَدم لَه شيئًا عَدا الغضَب المكبَول فِي صَدره وأشَباح لَها أن تسَحب بِساط سَعادته عِند أول بَارِقة طمأنينة..

تشَهده هادئًا كمَا لو أنه يِعلم قَولها كِذبة و بأنها مقِيدة إلِيه..

هِي مقيِدة إليِه سَاعة فَضولها نَحوه،سَاعة نبسه كلَماته المدججَة بِالفخاخ القلبيِة إلى مسَامعها..

هِي الآن تعلم بأن تذكِرة الرحِيل لن تقَطع يومًا و بأن مغَادرة هَذه الهَالة المتفجِرة بالقَوة و الرغَبة شِيء مستحِيل..

لن تَنجو مِنه،لن تَنجو مِما تشَعر بِه تِجاهه و إن مكَثت تحَرص بأيِدي ملتهَبة أن تبقِي عواطِفها شديدًا أَسفل غمامة الحذَر و الشِدة..

كان عليِها أن تستفِزه و إِن بَدت هِي من يحَتاج هَذا النَوع الثقِيل مِن الألاعيِب،تَعلمه بِحاجه ايضًا لكِن ليِس بَذات شِدة حاجتَها و ما لا تَعلمه هو سَبب حاجتَه إليِها الآن..

الآن بَعد رميِها رفضَها فِي وجهه،هو الرجَل الذِي لا يِقبل الرفَض قَط..

تتساءَل أذَلك للعبَته أم لعاطِفته!..

عاطِفته من تمكَنت صَرع شَعورِها و حواسَها دفعةً واحِدة و مَن تسَربت إليِها على هيِئة كلمَات لا تَزال تسَبح وعيِها طويلاً..

تَرجو لو تغادِره لتنظَم الأختناقات القلبِية التِي تشَعر بِها فِي هذه السَاعة،أن لا تمكَث دقِيقة أسَفل نظَراتِه الشَغوفة بِها..

أن لا تَبدو إليِها هَذه اللحظَة كمَا لو أنها ستستمِر الأبَد لأنها تَعلم تمامًا بأن العواطِف زائِلة و بأَن قَبولهَا جحيِم عواطِفها قَد يِعني النهايِة..

لقد مكَثت خِلال حدِيثه معهَا تقَبض كَفها شديِدًا حَد شَعورها بالخَدر يِصيب كَافة اطَرافها،كان عليِها أن تخفِي ما يِعتلجَها..

كان عليِها أن تَكون الشَخص المهيِمن فِي هذه اللحظَة لطَالما قَد واجَهت هذَا القَدر مِن عاطِفة الخِداع فِي ما مَضى..

ترتِب أفكَارها حيِال إِعلانه لا تَعلم إِي مِنهما كَان يِقصد و ستَرمِي بفقَدانَها جانِب تفكيِرها إلى ما زرَعه بِداخلها عبَر كلماتَه..

مكيدة عشقحيث تعيش القصص. اكتشف الآن