22-سفر.

524 40 205
                                    

#الراوية
ترجل توبي من سيارته حال وصوله أمام المنزل، أمسك الأشياء التى ابتاعها بيد وباليد الأخرى المُفتاح الذى هم بإدارته فى الباب، دفع الباب برفق وخطى للداخل.

حطتْ عيناه باتساع وصدمة على جسد لوراسيا الهامد بجوار الجدار لتتساقط الأكياس من يده وتنتشر محتوياتها أرضاً. هرول تجاهها وجثى على ركبتيه بجوارها، تفقد تنفسها ليجده مُنعدم، ظنّ أنه مجرد إغماء طبيعي كالسابق فآخذ يضرب وجنتيها بخفة.

"لورا أفيقي هيا ولا تجعليني أقلق، فقط افتحي عينيكِ وسيصبح كل شئ بخير."

انتظر أن تُبدي أي ردة فعل لكنها لم تفعل فتحسس نبضها ليتفاجأ بأنه ضعيف، هلع بشدة وتسارعت دقات قلبه وأصبح يتلفت حوله لا يعلم ماذا يفعل، فوقف سريعاً واتجه للمطبخ حال تنفسه لتلك الرائحة، تفحص العيون ليجدها مفتوحة أغلقهم وعاد للوراسيا وبدون أن يُفكر حملها وهرع للخارج. أغلق الباب خلفه بصعوبة وفتح باب السيارة الخلفى ليُمدد جسدها ويُسرع هو لمقعد السائق ليبدأ القيادة السريعة.

طوال الطريق وهو يقود بسرعة مُتهورة حتى إنه كاد يصطدم عدة مرات بعامود الإنارة. تتحرك عيناه بتوتر بين الطريق ولوراسيا أملاً أن تتحرك، باغتته عدة أفكار نشطت قلقه وزادت خوفه. أصبح يدعو ربه أن يُنجيها من كل شر، هو يعلم جيداً أنها لن تسلم من ياسر وألاعيبه فهو لن يتركها وشأنها طالما هى ابنة جاك وڤيكتوريا ولحظه الجيد هى أتت لهنا بدون تحميله عناء السفر لها.

أوقف السيارة بسرعة أمام المشفى ليصدر منها صوت الإطارات يدوى فى المكان. نزل سريعاً وحمل لوراسيا، أغلق سيارته بجهاز التحكم عن بعد وهرول دخولاً للمشفى.

"فليساعدنى أحد!"

أسرعتْ ممرضة بسرير ناحية توبى ليضع عليه لوراسيا وتدفع به ناحية غرفة الطوارئ، وبذات الوقت استدعت ممرضة أخرى طبيب ودخلوا الغرفة. جلس توبي على مقعد خارج الغرفة، اتكأ بذراعيه على أرجله وغطى وجهه بكفيه متنهداً داعياً أن تُصبح بخير.

___

وبذلك الحى داخل منزل آل مالك، يجلس زين بشرفة منزله يتصفح كتاباً فهذه أول ليلة لإجازة نصف العام.
اهتز هاتفه على المنضدة الصغيرة التى أمامه مُعلناً وصول رسالة، أغلق الكتاب ووضعه جانباً وأمسك هاتفه ليتفحص تلك الرسالة.

*لقد حذرتك وتغاضيت، أرشدتك وعصيت، لذا لا تلوم إلا نفسك عندما ترى صديقتك تعانى لتلتقط أنفاسها فى المشفى. وهذا مجرد تحذير فقط..ياسر مالك.*

اشتدتْ قبضة زين على الهاتف وانقبض فكه وبرزت أوداجه، نظرته ثاقبة مليئة بالغضب، يبعده خطوة واحدة عن انفجار البركان الذى بداخله وتدمير جميع ما حوله، ورغم ذلك لم يخلو قلبه من وميض القلق حيالها.

Past Follows Me | الماضي يلاحقنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن