9-حفل المبيت.

686 74 142
                                    

#الراوية
"لقد جمعتكم اليوم لأنبئكم بخبرين، الأول: إن هناك مخيم لمدة ثلاثة أيام، يبدأ من الغد لمن يرغب التقدم فقط عشرون طالبا، تحت إشراف الأستاذين لوكاس وجورج"

تحدث مدير الجامعة بعد أن جمع طلابه فى ساحة الجامعة، صاح بعض الطلاب بحبور وأخذوا يتداولون هذا الخبر.

بينما البعض الأخر لم يهتم فكل عام يقام هذا المخيم بغية تعليم الطلاب بعض أنواع النباتات والحيوانات وكيف يتعاملون إذا وضعوا بموقف سئ وحدهم بالغابة، غير إن فيه راحه للبال والنفس ومساعداتهم على تقبل العام الجديد بنفس هادئة.

فكرت لوراسيا بأن هذا المخيم قد يكون فرصة جيدة للتأمل والراحة، ولكن ارتجف جسدها خوفا عندما فكرت فى عدد الشباب الذى سيتواجد بالمخيم، لا تعلم أتذهب أم تبقى، شعرت ببعض التوتر والإرتباك، تنهدت بعمق؛ فهى لا تعلم إلى متى ستظل هذه العقدة ملتصقة بها.

"هدوء هدوء!! الخبر الثانى: إن عند عودة الطلاب من المخيم سيبدأ الجميع نشاطاته حسبما إختار،، الأن يمكنكم الذهاب لمحاضراتكم"

تفرق الجميع للذهاب لماحضرتهم فور إنتهاء المدير من إلقاء كلماته.

إلتفتت هى أيضا لتذهب، ولكن قاطع تحركها صوتا يناديها، إلتفت برأسها لترى من فإذا بها صوفيا.

"أهلا لورا"

قالت صوفيا بابتسامة بشوشة.

"أهلا صوفيا"

أجابت بخفوت وشبح إبتسامة على شفتاها.

لطالما إصتنعت إنها على ما يرام حتى لا يتظاهر أحد بأنه يهتم لها ويسألها ما بها ثم يشمت لحزنها، أو تتعب أحد يهتم بها حقا بالتفكير بأمرها ومشاكلها، هذا ولو كان هناك أحدا يهتم لأمرها حسبما تقول.

"هل ستذهبين للمخيم؟"

"لا أعلم حقا، ولكن سأرى"

"حسنا لا بأس، وداعا الأن لأن لدى محاضرة"

قالت صوفيا وهى تلوح بيدها مودعة لوراسيا.

"وداعا"

تمتمت وذهبت لمحاضرتها الاولى والوحيدة لليوم.

__

*بعد إنتهاء المحاضرة*

دخلت الكافتيريا وتوجهت بخطى ثابتة نحو الطاولة المعتادة للشباب، لم يكن هناك أحد فهى الوحيدة التى حظت بمحاضرة واحدة لليوم، أراحت رأسها على الطاولة قليلا، ومسحت المكان بعيناها هناك من يضحك مع أصدقائه ويلعب بالطعام، وهناك أحباء يتغازلون، وهناك من يتناول طعامه بهدوء مع أصحابه مع قليل من الحديث، جميعهم يتشاركون شيئا واحدا وهو أنهم يعيشون اللحظة بلحظتها لا يرهقون فكرهم بالمستقبل كما تفعل هى، تنهدت بضيق ونظرت للأمام رأت فتاتين إحداهما بملامح روسية وشعر أحمر وعينان خضراء والاخرى بملامح إفريقية وشعر أسود وعينان بنية يخطوان بدلال نحوها!!

Past Follows Me | الماضي يلاحقنيحيث تعيش القصص. اكتشف الآن