2-الجيران المزعجون.

1.1K 106 176
                                    

#الراوية
فتحتْ الباب ببطء لعدم وجود عيناً تنظُر منها، نظرتْ مُتعجبة من وجود عِدة سيدات وفتيات أمام عتبة منزلها. تسائلت بمن هؤلاء يا ترى وماذا يريدون منها؟! هى حتى لا تعلم أحداً هنا.

"مرحباً؟"

تمتمتْ كسؤال أكثر من ترحيب، لتجيبها سيدة ذات شعر أسود حالك وعينان بنية مُبتسمة بدفئ.

"مرحباً بكِ فى هذا الحي، نحن جيرانك."

حدقتْ بهم لعدة دقائق بدون التفوه بكلمة لتجدهم يتبادلون النظرات كثيراً. حدثت نفسها متسائلة من أن يمكن أن يكون ذلك لأنها لم تدعوهم للدخول؟.. ولكن هل عليها؟!

"امم فلتدخلوا.."

قالت متنحية لهم عن الباب ليدخلوا خلف بعض لتقودهم لغرفة المعيشة.

"تفضلى حبيبتى."

تلفظتْ سيدة ذات شعر كستنائى وعيون خضراء، مناولة إياها صندوقان أحدهما شوكولاه والأخر كعك.

لم تعلم بماذا تُجيبها فهى لم تتعامل مع أشخاص غير ماريا وآدم منذ صغرها، وكانت علاقتهم بدون رسميات تماماً وهذا جعلها عاجزة عن التعامل مع البشر بطريقة لبقة.

"ءء.. امم..حسناً. سأحضر بعض العصير."

تهربتْ من هذا الموقف متوجهة للمطبخ. حضرتْ لهم العصير وعادت واضعة أمامهم الأكواب، لتتمتم بخفوت متوترة من نظراتهم التى لا تفارق تحركاتها.

"ها هو فلتأخذوا."

"شكراً عزيزتى. أنا تريشا جارتك التى تسكن فى المنزل على يمينك، وهذه صغيرتى واليها ولدى زين أيضا ولكنه بالمنزل."

تحدثت السيدة ذات الشعر الأسود، وفور نطقها لكلمة 'عزيزتى' تصلبت أطراف لوراسيا متذكرة والدتها، بلعت الغصة التى تكورت بحلقها بصعوبة تامة. وجهت مقلتاها للفتاة التى أشارت لها تريشا، لتخمن إنها بمرحلة المراهقة يافعة وجميلة. اومئت لها كترحيب.

"وهذه آنى جارتك التى تسكن فى المنزل على يسارك وإبنتها جيما. وتلك كارين وتسكن فى المنزل المقابل لى وإبنتها روز. وأخيراً مورا التى تسكن فى المنزل المقابل لآنى."

كانت تشير لكل واحدة تذكر إسمها هى وإبنتها، وكأن لوراسيا ستحفظ جميع الأسماء! أومئت لهم بإبتسامة مصطنعة.

"تشرفنا بمعرفتكِ حبيبتى."

قالت آنى وعيناها تبتسمان، نظرت لها لوراسيا محاولة تذكر اسمها والذى اندفع داخل رأسها لتومئ لها وتتمتم بهدوء.

"أنا أيضاً."

"ما اسمك ابنتى؟"

تلفظت مورا بحنان، والتى ظنت لوراسيا إنها تُدعى ماور، تحمحمتْ لتنطق بإسمها لهم.

Past Follows Me | الماضي يلاحقنيWhere stories live. Discover now