الفصل العشرون.

202 5 0
                                    

#وجهة_نظر_ليلي
"يا عمر! الأكل هيبرد!" سمعنا صوت أخت عمر ينادي.
"يلا يا عمر. يلا عشان نأكل." قالت والدة عمر و هي تسير باتجاه غرفة توقعت أن تكون غرفة السفرة.
"تعالي يا ل. تميمة. يلا." قال مصححا نفسه قبل أن يمسك بيدي و يجذبني معه في نفس الاتجاه الذي سارت فيه والدته.
"الله علي ريحة الأكل يا ندي!" قال عمر مادحا أخته.
ليلي؟!
أشعر بوجودها. لكن لا إجابة.
"احكيلي يا عُمر.. اخبار شغلك ايه؟ السياحة اتحسنت شوية؟" سائلت ناظلي هانم عمر.
"مممم. مش اوي بس اكيد أحسن من السنة اللي فاتت." اجاب و هو يأكل.
"تميمة! قد ايه انا معجبة بإسمك!! احكلنا بقي اتعرفتي انتي و عمر ازاي؟!" قالت ندي قبل ان تقضم من الدجاج أمامها.
اخ. لم نتفق علي رواية. بالطبع إخبارها انه كان يسهل نقل المخدرات و السلاح من تحت أنف الجمارك لان له علاقات كثيرة بناس في وظائف حساسة لن يلذ لهم.
"انا و تميمة أتقابلنا في  دهب من اكتر من سنة. و قربنا من بعض و بقينا صحاب بعدين حبينا بعض و اتقدمتلها من شهرين و هي وافقت من شهر. فقررنا نرجع القاهرة و نبني بيتنا هنا." اسرد عمر منقذا لي من الموقف.  قصته تبدو منطقية.
"اومال بابا شغال ايه يا تميمة؟!" سألتني أمه.
"تاجر" رد عمر.
لا يعجبني مسار الحديث.
"عمر حكالي عنك كتير يا ندي ث. و عن قد ايه قلبك كبير و بتحبي تساعدي الناس حتي لدرجة انك استخدمتي ده في شغلك" غيرت مسار الحديث بأني رميت طرف الخيط للبنت الساذجة و بالفعل هي كرته.
"اه دي حقيقة. يعني قلبي مش كبير ولا حاجة عادي. انا بس بحب الناس و بحب أساعدهم. و اشتغلت فترة اول ما اتخرجت كممرضة في مصحة أمراض عقلية و عصبية و كمت فرحانة اوي بشغلي هناك بس للأسف المكان اتحرق وقت الثورة. ف قعدت في البيت فترة لحد ما قررت أني اعمل ماجستير و دكتوراه من سنتين. قابلت خطيبي لما قدمت علي تمهيدي الماجستير. هو دكتور و بيدرس في الجامعة. هو ناجح جدا في شغله. اتخطبنا من ٨ شهور و كنّا مستنين عمر عشان نحدد معاد الدخلة."  أنهت حديثها بإبتسامة بلهاء.
قد ايه هي بريئة لسه؟ بتحب الناس مش بتخاف منهم. حتي حكت قصة حياتها كلها من بس سؤال واحد. انا فعلا فكراها لما مرة دخلنا مكتب خالد و كانت عماله تكح و هو كان بيضحك. صوت ضحكته كان حلو اوي. شكله كله كان حلو و هو بيضحك.
-حمدلله علي سلامتك! انا قلت موتتي. بعدين ده اسمه هبل مش طيبة!
....
-ليلي؟

"يا ستي ادخلوا بكرة لو عايزين. تبقيه ابعتيله رقمي خليه يكلمني!" رد عمر علي اخته التي أُضيئً وجهها.
"و ماما بتشتغل و لا لأ يا تميمة؟" سألتني والدة عمر. تابعت مضغ طعامي دون ان تتغير تعبيرات وجهي.
"ماما ربة بيت. والدي و والدتي منفصلين من و انا. صغيرة. كل واحد فيهم اتجوز. و انا عايشة مع والدتي من و انا عندي ١٨ سنة." رددت عليها بصوت مونوتوني و ابتسامة باردة.
"و انت عندك كام سنة دلوقتي؟" تابعت في اسألتها لي. لاحظت امتعاض كل من ندي و عمر لكنهم لم يعبروا عن استيائهم من ضغط امهم عليّ بالأسئلة. قررت ان اقلب الطاولة عليهم.
"تديني كام سنة يا طنط؟!" قلت قبل ان ارفع ملعقتي الي فم عمر بالقليل من الشوربة. "كل يا بيبي من الشوربة الجميلة اللي كانت وحشاك"
تفاجئ عمر لبرهة قبل ان يفتح فمه مبتسما ليشرب الشوربة . تعمدت ان اسقط القليل علي  ذقنه الملساء. مد عمر يده ليسحب منديل من علي السفرة لينظف ذقنه فوضعت يدي علي يده علي الطاولة و اقتربت منه لأقبل ذقنه و العق الشوربة من علي وجهه.
ابتسمت ابتسامتي الجانبية و انا أضع ملعقتي في طبقي و انتظر رد والدته التي اصبح وجهها احمر. لمحت ندي تتحرك في كرسيها. غير مرتاحة مما شاهدته. الا تتقرب من خطيبها!؟
البنت شكلها مؤدب و محترمة و متدينة.
-اتنيلي.
"احم احّم ... تسلم إيدك يا ندي بجد. الاكل يجنن." قال عمر ليكسر الصمت الذي اطبق علي الغرفة.
"فعلا! الاكل حلو اوي. ميرسي يا ندي. ممكن اغسل أيدي فين لو سمحتم؟"  قلت و انا أقوم عن مقعدي.
" انا هاجي اوديكي." قالت ندي و هي تقوم.
سارت امامي لتخرج من غرفة السفرة الي الصالون و منه الي طرقة طويلة. تابعنا المشي في صمت ماريين بأبواب مغلقة لنصل الي الباب الرابع الي يسارنا .
"هو ده. الفوط ورا الباب. لو احتجتي حاجة اندهي عليا." قالت لي مبتسمة ابتسامة دافئة. اومأت برأسي حسنا و انا أسير داخل الحمام قبل ان أغلق الباب خلفي.
نظرت الي انعكاسي في المرآة قليلا منتظرة ليلي ان تقول ما تريد ان تقوله.
ليه عملتي كده؟
-عشان اسألة أمه ضايقتني!
.
.
.
-تتجوزيه؟
.
.
.
.
-ليلي؟
.
.
.
مش عايزة اتجوز حد.
-اتفقنا.
غسلت يدي و فتحت الباب لأجد عمر متكأً علي حائط خلفه و هناك ابتسامة لعوبة تتراقص علي شفتيه.
"ليلي... انتي ايه؟" سألني و هو يخطو خطوتين في اتجاهي آكلا كل المسافة التي بيننا الي بضعة سنتي مترات.
"ممثلة شاطرة." قلت و انا أكيده ان نفسي يرسو علي شفتيه قبل ان تركته خلفي و سرت.
سمعته يأخذ شهيقا كبيرا قبل ان اسمع خطواته تلحق بي ليسير بجانبي قبل ان يسبقن بخطوة ليدلني علي الطريق.
"ماما. احنا هنستأذن بقي عشان تعبانين من السفر. احنا جينا عشان ندي متزعلش لولا كده والله كنّا ريحنا." قال طالبا الإذن من والدته و هو يقبل خدها.
"ما لسه بدري؟!" ردت أمه رافضة ان تتركنا نغادر.
"معلش. تعبان جدا والله و لسه هسوق من مصر الجديدة لجاردن ستي. و الدنيا زحمة و انا أصلا تعبان." قال مبررا.
"طيب يا حبيبي. هستناكم بكرة علي الغدا." قالت أمه مأكده و رأيت الأفكار تتسارع خلف عيناعمر لجد عذرا مناسبا.
"بس بكرة احنا هنخرج مع أصحابنا طول اليوم يا طنط. عندنا خطط كتير الأسبوع ده. بس اكيد إنتوا كُنتُم اول حاجة في الخطط. بس نخلص الحاجات التانية نيجي تاني." قلت منقذةً عمر الذي اومأ رأسه مؤكدا علي كلامي.
"نودي. حبيبتي. هكلمك اكيد عشان نخرج يوم معاكي انتي و خطيبك." قال عمر مودعاً اخته بقبله أعلي جبهتها.
"طيب يا حبيبي." قالت له قبل ان تسير في اتجاهي لتأخذنها في حضنها. "مبسوطة أني اتعرفت عليكي اوي يا تميمة. و مبسوطة اكتر انك السبب ان عمر هيرجع يبقي معانا هنا تاني. و عايزة أتعرف عليكي اكتر و اشوفك تاني." قالت لي قبل ان تتركني.

-البنت دي هبلة جدا.

لم تعلق ليلي علي تلميحي.

فتح لي عمر الباب فخرجت منه الي الدرج و منه الي السيارة و عمر خلفي.

"مرت الزيارة علي خير. مش كده؟" قال و هو يبث الروح في السيارة.
اومأت برأسي نعم و تابعت مراقبة الطريق و الناس.

———————————————
ازيكم؟ يا رب تكونوا كويسين.
هكمل ليلي هنا بحيث انها تخلص قبل السنة الجديدة عشان تنزل في معرض الكتاب اللي جاي ان شاء الله.
لو عندكم آراء أحب اقراها.
اشوفكم الفصل اللي جاي. 🌷🌷🌷🌷♥♥♥♥

ليلىحيث تعيش القصص. اكتشف الآن