كنت مرهقة للغاية بعد أسبوع من المشي , ولكنني حاولت التزامن مع سرعته , كان يجب علينا التوقف عن التحدث من فترة لآخرى , كان فُكاهياً للغاية وكان يصمت كثيرا أيضا , هذا النوع من الأشخاص الذين إذا لم تتحدث معهم لن يفعلوا المثل.
مشينا اليوم لمدة مضاعفة , بِلا صوت وبِلا كلام , كان مريحاً وغريباً في نفس الوقت , تلك الراحة التي تشعر بها قبل أن يحصل شيء سيء , كلٌ منا كان يريد كسر الصمت , لا صوت يضج في المكان , تقريباً كل حيوان يستطيع أن يعلم بوجودنا.
شاهدت زيرو , بِلا مجادلة فقد كان جذاباً , بإستطاعته جعل أي فتاة تشعر بالضعُف في ركبتيها , حتى أنا , كان غامضاً أيضاً , ما زال هناك الكثير لأعلمه عنه , مثل أن علي معرفة عائلته , وأهم شيء لما هو في هذه الحالة؟ , يبدو فظاً ومتكبراً أيضا.
كان من المفترض أن أقوم بطرح اسئلتي عليه , ولكنني بقيت صامتة , غير قادرة على التحدث , سمحت لفضولي بأكلي من الخارج , كان يقتلني , ولكنني لم أستطع أن أتفوه بكلمة واحدة , وكأن شفتاي مُحكمتان , لذا مشيت بي صمت.
كنت أحدق به في خِشية , لربما كان هو يحملق بي من فترة لأخرى , كنت أنظر بعيداً لأن نظراته حادة , لم يجعلني ذلك أشعر بالأريحية أعتقد , ربما لأنه لا يعرف أي شيء عني وأنا لم أعرف الكثير عنه , مما يجبرني على إستجوابه , ماذا إذا ظن أنني مزعجة؟
غليظة ربما لكنني لست مزعجة , ماذا اذا ندم لأنه أخذني معه؟ ماذا إذا قام بقتلي؟
ناتالي توقفي هو شخص طيب لا يمكنه الإقدام على أفعال كتلك.
خطوت عندما خطى زيرو , مشيت أبطء منه , لأنني لم أُرد أن أقوم بآذية نفسي أو ربما لأنني أردت أن أستكشف المكان الجديد , الغابة بدت مظلمة وكأنها لم يتم لمسها , رأيت شيئاً بطرف عيني.
نظرت حولي ورأيت لوناً أزرق , لمع اللون مجددا ضد الأشجار المظلمة , إتجهت نحو أوراق شجراً ثقيلة , خطوت فوق حجر لأقترب أكثر.
"ناتالي." زيرو ناداني.
نظرت إليه.
"هل يمكنني؟" سألت حتى يأذن لي بالإقتراب.
أومأ لي قبل أن يلحق بي من خلفي , دفعت النباتات وفروع الشجر بعيداً ثم وقفت مُتعجبة مما وجدته , كان حقلاً , كان ضخماً مثل ملعب كرة القدم , مملوءاً بزهور الجيبسوفيلا , والكثير من التجمعات المعروفة بتنفس الأطفال الرُضع , كان هناك ظل جميل من اللون الأزرق , استطعت معرفة نوع الزهرة لأنها كانت نادرة للغاية ولأنها كانت زهرة أمي المفضلة.
قالت أنني أذكرها بها لأنني كنت رقيقة وناعمة مثل الزهرة , جريت نحو الحقل , حشرت نفسي بين الزهور , دُرت حول نفسي وللحظات عِدة كان كل شيء بخير , كان بسيطاً وليس هادئاً , كان الحقل حياً , شعرت بالحياة والآمان.
جريت حول الحقل , بينما كنت أجري إتجهت نحو تجمع من الفراشات , طاروا بعيدا عن الزهرة مكونين غيمة , إستلقيت وتركت الشمس تنعكس على بشرتي , ادفئتني أشعتها حالاً ,أتمنى أن تكون الأمور بهذه البساطة دائماً.
شعرت بزيرو يجلس بجانبي , واطئاً على الزهور , كان قريباً للكمال , مع بشرته التي تعانقها الشمس وشعره المجعد الناعم , شاهدت أصابعه تلعب بخيوط معطفه , من المستحيل لهذه الأصابع أن تقتل شخصاً , ببساطة لا يمكن لهذه اليدين أن تُنهي حياة أي أحد , لم أستطع تخيل ذلك.
محدقتاً به , رأيت عينيه الزيتيه الخضراء مركزة علي , نظرت للأسفل بإرتباك , وبخت نفسي ذهنياً لكوني خجولة أمامه , بشرتي أصبحت ساخنة من الخجل بالرغم من محاولاتي في إخفاءها , شعرت بيده الخشنة تمسك بذقني وترفعه , كنت مرغمة على النظر إليه.
"لماذا تنظرين بعيداً؟ هل أُخيفك؟" سأل.
"لا , هاهي ذاكرة بيانتك." أجبت بينما ناولته الشيء , حاولت أن أغير الموضوع.
"شكراً."
ولكن نبرة صوته لم تكن وكأنه يشكرني , لم أتوقع منه أن يكون شاكراً لذا لم اتألم بعدم إهتمامه.
وضع ذاكرة البيانات في حقيبته , وجدت نفسي أنظر إليه أكثر , وخصوصاً إلى شفتيه الجافتين , استمتعت بالتفكير في التخفيف عن جفافهما , فكرت بجعلهما رطبة بشفتاي , أتسائل كيف سيكون ملمسهما , كيف سيكون مذاقهما , كيف ستتناسب مع شفتاي , أريد تقبيله بشده , كُنا قريبين كفاية ليحصل ذلك.
لست بحمقاء , ربما سأقوم بإختيار قراراً سيء ولكنني بالتأكيد لست بحمقاء , أعلم أنني لا أعرفه تماماً , أو لمدة طويلة جداً ولكن بما أنني على هذه التلة ربما يمكنني رؤية كم هو جيد في التقبيل.
اقتربت منه ببطء , شعور من المتعة نمى بداخل معدتي وبدأ بمضغي , والشيء الوحيد الذي سيطفئ ذلك هو إمتلاك شفتاه , إمتلاكه هو , عندما كنت بعيدة عن وجهه بضع إنشات , إبتعد عني.
"علينا الذهاب." قال , بِلا تعابير على وجهه.
تضاءلت النار التي كانت في معدتي لرماد بينما تركني , شعرت بالحماقة والغباء , زيرو لم يبدو سعيداً معي , أتمنى أن لا يؤثر ما فعلته بيننا , سأضحي بأي شيء لأسترجع الوقت , لا أريد أن يكون الجو مضطرباً بيننا.
أتمنى أنني لم أفعل ذلك , كُنا بالفعل قد بدأنا بالإنسجام وبمعرفة بعضنا البعض والآن أنا أخاف من أن أجعل صداقتنا في خطر , أحياناً أتمنى لو أستطيع ان أفكر قبل أن أتصرف.
YOU ARE READING
Unhuman ≫ h.s. Arabic Translation
Fanfictionلقد إستغرقت ثانية لأدرك أن هذا الرجل...مختلف. كان شيئًا من خارج هذا العالم ، ولا تستطيع أبدًا أن تفهمهُ. كان مزيجًا من كل آمالي التي أمتلكها ، وأسوء مخاوفي. عندما نظرت إلى عينها بدا كأي شيء ولكن ليس إنسان. هذه الرواية مترجمة وجميع حقوقها لكاتبتها. ا...