2

7.5K 388 101
                                    

عادتاً ما استقل القطار لأذهب للمدرسة , وبما أنني متأخرة فلا بد انه قد فات وقته , جريت بسرعة على الأرصفة المبللة , المطر كان يزداد غزارة كل دقيقة , شكرت معطفي لإبقائي جافة.

مشيت مع الحشد , قدماي تتزامن بخاصتهم , الجميع يحمل تعابير الوجه الفارغة , أقسم لك أن لولا الجنسين أو ملامح الوجه لأخطأت وقلت انهم رجال آليين , مجرد التفكير أن تنوع البشر سيكون في أيدي أنَسُ مثلي أمر مخيف.

المشكلة ليست بأنني لا استطيع تحمل المسؤولية , أنا فقط لم أرى شخص مثلي , أنا مختلفة عن الفتيات اللاتي بعمري , أولاً. أنا ارتدي ملابس غير متناسقة , ثانياً. أنا لا اغير لون شعري أو عيني , أنا لا اتوافق مع العالم , انه لشيء يزعجني أنهم يظنون أن عليهم تغيير أنفسهم فقط ليتناسبوا مع المجتمع , أعتقد ان ذلك يفسر لماذا كنت أُعاني في المدرسة الثانوية.

طلاب صفي رائعين , اكاديمياً انا في حالة مقبولة , أعني أنا من أفضل خمسة على الفصل , أعتقد أنه بإمكانك مناداتي بـ"ذكية للغاية" , فقط إذا وضعت ملصق علي؟ ليس و كأنه لم تسمح لي الفرصة لأكون ذات شعبية , لا أريد أن اغير من نفسي , كنت أحظى بإهتمام الاولاد كثيراً , ولكن بما أنني لست مثل الفتيات الأخريات فقد كانوا يحذرون من التقرب مني.

الآخرون ينظرون إلي وكأني غريبة أطوار ,في الحقيقة أنا لست كذلك , المجتمع يُملي عليك ما يجب فعله , الحكومة تسيطر علينا من عمر الثامنة عشر إلى الموت , أعلم أن كل ما أملكه من تمرد سيختفي في ميلادي الثامن عشر.

ميلادي الثامن عشر , إنه لشي كنت أرهبه منذ وقت طويل , أنا في السابعة عشر , تقنياً لست بمسؤولة , لذلك لدي الحق بأن أرتدي أو أتحدث أو أنظر كما أشاء , عندما أصبح في الثامنة عشر من المفترض أن أرتدي كما يرتدي المجتمع ولأتناسب معه , فقط لجعل الحكومة تتأكد انها تسيطر علينا , هذا شيء لا أوافق عليه , لكن ليس لدي أي خيار آخر , فأنا ارى ما يحصل عندما لا تنفذ أوامرهم , أُفضل عدم البوح بما يحدث ولكنها وحشية يعيش معها العالم.

أحياناً يكون لدي وقت فراغ , فأقضيه في المكتبة , أقرا كتباً عن كيف كانت أمريكا سابقاً , لقد قرأت أن الناس القُدامى كانوا يحصلون على ثُقب في وجههم , ويوشمون الوشوم فقط للمتعة , الوشوم ممنوعة والثقوب يتم تقطيبها الآن في أمريكا , قرأت ايضاً أن الناس كانوا يقومون بتجمعات اذا لم يوافقوا على ما قالته الحكومة , إذا قام أي شخص بتجمعات الآن فإنهم "يختفون" بغرابة.

شعرت بشيء بارد جعلني أرتمي على الأرض , عبست بينما رأيت تفاحتي تتدحرج على الأرض , حسناً كنت سأُنهيها.

"اللعنة!" تمتمت.

نظرت فوقي ولاحظت أنه لم يكن شيئاً كنت أجري إليه بل شخصاً , يبدو كرجل يافع , لم أستطع أن أكون متأكدة لأن المكان كان مظلماً ولكن الشخص كان يرتدي معطفاً أزرق , علمت أنه رجل من عضلاته وقامته الطويلة , حملت حقيبتي على كتفاي , كنت سأعتذر لعدم إنتباهي , ولكن عندما عاودت النظر إلى الشخص كان قد اختفى.

Unhuman ≫ h.s. Arabic Translationحيث تعيش القصص. اكتشف الآن