5-التقاءات.

Start from the beginning
                                    

"هاي هاي! على مهلك يا فتاه، ثم ما كل هذا؟ هذه الكلمات لا تليق بالصغيرات."

"أيها ال.."

كانت على وشك توبيخه لولا دخول المحاضر ومقاطعته لها. تسائلت هى أكان يجب أن يأتي الآن؟

'هدوء!'

"سوف ترى زين.. سوف ترى."

توعدته مضيقة عينيها، فزين أصبح يفقدها أعصابها مؤخراً.

"آوه يا إلهى لقد خفت."

"أحمق."

___

*الرابعة مساءً*

انتهت محاضرة الآخيرة بعد ساعتين ونصف من الملل، وبالطبع كانت مملة بسبب وجود زين كما ادعت. لا تعلم لما هى الوحيدة التى تعيش فى إبتلاءات متتالية، فلقد تركت لندن وكارهيها بها لتحظى بهذا الفتى الساخر. دعت ربها أن يرأف بها.

هزت رأسها مبعدة الأفكار وتوجهت للكافيتريا، أحضرت بعض الطعام وجلست على طاولة خالية وشرعت بالأكل ببطء.

"هل يمكنني الجلوس معك؟"

سمعت صوتاً رقيقاً فرفعت رأسها لترى من يتحدث، وكانت فتاه ذات شعر بني فاتح، وعينان بنية واسعة وذات ملامح هادئة. بدت جميلة ولطيفة بعض الشيء لها. نظفت حلقها لتتحدث.

"ن-نعم ي-يمكنكي."

أجابت بتردد فلم تعتد بعد على الحديث مع الكثير. لم تكن تريد منها الجلوس ولكن بذات الوقت لم ترد إحراجها.

"أدعى إيمي"

تلفظت بابتسامة ومدت يدها لتصافحها. لماذا يجب أن توضع فى هذه المواقف،هى لا ترغب بالتعرف على أحد حتى لا يجرحها فيما بعد أو يعدها بالبقاء ثم يتركها وحيدة مدمرة.

تنهدت وهزت رأسها لتصافحها رغماً عنها.

"لوراسيا."

"سررت بمعرفتك لورا، أنتِ جديدة أليس كذلك؟"

"أنا أيضاً. نعم أنا كذلك."

تمتمت بهدوء مفكرة لماذا أصبح الجميع يدعونها بلورا فجأة وكأنهم يتعمدون تذكيرها بلوي.

"هل لديكِ أصدقاء؟"

وما شأنها أهى والدتها مثلاً لتسأل كثيراً هكذا؟

"وما شأ..نعم لديّ. "

تنهدت وعادت لرشدها سريعاً.  إن هذا الأمر صعب جداً عليها، هى لا تعلم كيف تتحدث بطبيعية تأثيراً لما تربت فيه، وبذات الآن لا تريد إحراج أحد كما كان يحدث معها، فماذا تفعل؟!

Past Follows Me | الماضي يلاحقنيWhere stories live. Discover now