الفصل السابع عشر

105 10 1
                                    


"ما الذي تحاولين قوله بالضبط؟! ماذا تريدين مني؟"

صرخت سلوان بهذا السؤال بعذاب و هي تستشعر بداخلها رغبة خائنة في التشبث بمنافستها و من دمرت حياتها خوفا من المستقبل

صرت درة على أسنانها وقالت مشددة على كلماتها

"توقفي عن الصراخ لا نريد أن تستيقظ البنتان فتعرف يارا عن الوضع المخيف الذي ينتظرنا"

صمتت سلوان و صدرها يرتفع وينخفض بسرعة ناظرة الى ملامح درة الصلبة تنم عن قوة لم تعرفها سلوان في نفسها أبدا ثم قالت بصوت خفيض كاره

"سأكرر مجددا، ما الذي تريدينه مني؟"

رفعت درة ذقنها و قالت بقسوة

"كنت أتوقع من حسين أن يأتي اليوم الذي يتوقف فيه عن إرسال المصاريف لك و لأبنتيه ماذا تتوقعين من رجل دخل في مشروع أحمق أكبر منه فأخذ قرضا أكبر من إمكانياته ووقع العديد من الشيكات بدون رصيد فاضطر للهرب في النهاية؟!! الى متى سيتمكن من ارسال نفقة لك و للبنتين؟ لكنه توقف أسرع مما تخيلت"

استدارت سلوان تولي ظهرها لدرة بسرعة و ملامحها شاحبة تدرك كل كلمة تنطق بها ضرتها قبل أن تخرج من بين شفتيها الا أنها تكلمت بصوت ميت قائلة

"هذه مشكلتي أنا وبناتي"

زفرت درة بقوة و نفاذ صبر قبل أن تقفز واقفة و هي تهتف بعنف

"ألم تسمعي كلمة واحدة مما نطقت به يا امرأة؟! أنا و أنت في مركب واحد, لو تم صرفي من العمل فسنبقى في البيت دون  دخل الى أن نبدأ في الجوع دون ذكر مصاريف دراسة يارا"

الهلع هو الشعور الذي تمكن من صدر سلوان فرفعت كفها لتضعها على قلبها الخافق مغمضة عينيها لا تعرف كيف التصرف

ثم قالت بصوت باهت میت

"أتخيل أن لديك اقتراحات والا لما كنت اقتحمت غرفتي"

أخذت درة نفسا عميقا ثم قالت بحسم

"لما لا تحاولين البحث عن عمل؟"

استدارت سلوان حول نفسها كموجة من الذهول و العنف و هي تنظر لملامح درة الهادئة تتأكد مما سمعته للتو و حين رأت أنها لا تمزح أو تسخر منها نطقت ببطء يحمل كل حرف من حروفها حقد أعمى

"دعيني أتأكد مما سمعت للتو هل تطلبين مني الخروج بحثا عن عمل لقوت يومي بعد أن عشت طوال حياتي معززة مكرمة لأنك على وشك فقدان عملك و تريدين مني الإنفاق عليك؟ تتخيلين أنني حتى لو وجدت عملا فسآخذ من مال بناتي وأنفق قرشا عليك؟ "

لم تجفل درة و لم تهتز عضلة في ملامحها و هي ترى التحقير في كلمات سلوان بكل وضوح فقالت بهدوء

"لو تم فصلي فلن أسكت سأعاود البحث عن عمل مجدداً كما فعلت لمدة سنوات، لكن امرأتان تبحثان عن عمل و تتناوبان سيجعل هذا الحياة أقل شقاء وأنا فرد واحد لن تضرك لقمتي كثيرا أما لو وجدت أنا عملا أولا فسيكون علي اطعام ثلاث أفراد لذا أرى أن الصفقة رابحة لك خاسرة لي"

رواية (ما حاك في القلب خاطر)  للكاتبة: تميمة نبيل~Onde as histórias ganham vida. Descobre agora