الفصل الحادي عشر

115 11 7
                                    

عيد مبارك وينعاد عليكم بالصحة والعافية وكل عام وأنتم بخير وسلامة وعساكم تكونوا بخيرو يا أحلى متابعين🥺 متفاعلين ومتابعين صامتين🌚😭

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

مستلقيا في فراشه يتذكر الحوار بينهما في المقهى و كيف انتهى, وعدم تصديقه حتى هذه اللحظة بعد كل هذه السنوات من حب لا أمل في الشفاء منه

كيف انحدر بهما الحال الى هذه الدرجة ما أن بدأت الظروف في التحسن و لاحت لهما اشراقة شمس من بعيد على استحياء؟!

سمع صوت صرير باب غرفته القديم ذي المفاصل الصدئة القديمة و رأس أمه يطل منادية

"هل أنت نائم يا ساهر؟"

استقام جالسا في فراشه وهو يقول بخفوت

"بل مستيقظا يا حاجة، تعالي"

ابتسمت أمه وهي تدخل ناظرة اليه بمحبة ثم قالت بحرارة و اشتیاق

"لا حرمني الله من رؤيتك منيرا غرفتك و سريرك دائما يا حبيبي لا أصدق أن العطلة بدأت و أنك هنا في بيتك أخذك بين أحضاني كلما أردت"

ربت ساهر مبتسما على حافة السرير الجاف شديد القسوة قائلا

"تعالي يا حاجة بجواري فلم أشبع منك بعد"

جلست أمه بجواره فتلقته بين أحضانها كما اعتادت دائما ... لم يمنعها حجمه الذي بات يعادل حجمها ثلاث مرات على الأقل وهو كذلك أراح رأسه على صدرها متنهدا

"اشتقت لذراعيك جدا يا أمي جدا"

ربتت على شعره و هي تتنهد كذلك قائلة بحزن

"الغربة و ما أقساها يا ولدي، لكن ما باليد حيلة، سنة الحياة أن يذهب كلا منكم في طريقه سعيا خلف مصلحته وتحسین حياته"

أغمض ساهر عينيه بملامح مجهدة وقلب مهموم فربتت والدته على ظهره مبتسمة

"لكن هناك ما يزعجك منذ عودتك، تحديدا بعد مقابلتك الأولى مع نسيبة، ليس من عادتك ألا تراها لمدة يومين كاملين بعد أشهر طويلة من الغياب ماذا حدث؟ هل تشاجرتما؟"

كتم ساهر أنفاسه و قتمت ملامحه، ما الذي يستطيع قوله الآن؟! لو قال لأمه الحقيقة لاهتزت صورة نسيبة في عينيها، نسيبة و أسرة نسيبة إمتداد لأسرته قبل حتى مولدهما

البيت واحد والأهل واحد و المحبة لا يزعزعها شيء, لكن الصورة قد تهتز وهو أدرى بذلك

فتح فمه يحاول الكلام فلا يجد ما يسعفه، فحثته أمه قائلة

"قل يا بني ولا تخشى شيئا أهو شيء يخصنا؟! احك لي الأمر ولا تقلق باذن الله محلولة, فأمك رغم بساطتها لديها حل لكل معضلة"

هز ساهر رأسه غاضبا متنهدا بقسوة, ثم قال أخيرا مختصرا الكثير من الحقيقة عمدا

"نسيبة تريد الزواج بأسرع وقت"

رواية (ما حاك في القلب خاطر)  للكاتبة: تميمة نبيل~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن