الفصل الخامس

229 12 0
                                    

الحاسوب شغفه الغالي مؤخرا كان الرفاهية التي أصر على امتلاكها ذات يوم دافعا ثمنه في أقساط أوشكت أن تصيب والده بالجنون لولا أن أقنعه بأن الدكتورة مروة لابد و أن تحتاجه في الثانوية العامة و بالطبع في كلية الطب مستقبلا صديقه الأوفى إن لم يكن الوحيد حاليا إنه العالم الذي يهرب خلاله بعيدا عن الواقع الذي يضغط على أكتافه كل يوم أكثر حتى بات يشعر بنفسه كهلا أحدب الظهر أما الحاسوب فهو النافذة لعالم آخر أقل وطأة " العالم الافتراضي " لديه نافذتين يهرب خلالهما نافذة شرفته . ونافذة الحاسوب و الآن في تلك الساعة المتأخرة ليلا بعد نوم والده و أشقاءه جلس فاتحا النافذتين في الظلام وجهه مضاء بالضوء المنبعث من الشاشة المربعة يأخذ نفسا من سيجارة أهداها له أحد العملاء فاختار ادخارها لوقته المفضل حيث النسيم البارد يداعب صدره من الخارج بينما الدخان يحرقه من الداخل زفر النفس الساخن ببطء مبتسما وهو يراها متواجدة في نفس الموعد من كل ليلة علاقته النسائية الوحيدة حاليا ابتسم أكثر وهو يتذكر عبارة من فيلم كوميدي شهير حيث أن للبطل علاقة نسائية واحدة و هي علاقة إلكترونية . لكن في حالته كانت الكوميديا سوداء ساخرة همس خاطر وهو ينظر إلى اسمها مبتسما بتوتر هيا ابدئي مرة لكنها ومنذ أن بدأ التواصل منذ عام كامل و هي تنتظره دائما أن يبادر في فتح الحوار و قد فعل على مدى اثني عشر شهرا وأكثر.. أقبل على الكلام معها بكل كيانه حتى باتت تعرف عنه أدق تفاصيل حياته لم يتخيل أن يعري نفسه أمام شخص لم يره ولم يسمع صوته من قبل لمجرد أنه أنثى! حتى تلك المعلومة مشكوك فيها أكبر رعبه أن تكون شابا في النهاية . لن يحتمل هذه الكوميديا من الحياة مطلقا حك خاطر فكه وهو ينظر إلى الاسم مغتاظا للمرة الأولى في علاقتهما الغريبة لما لا تبدأ الكلام معه هل هي صنعة الثقل أم أنها ببساطة لا تبالي, حين يئس من أن تبدأ كالعادة بادرها كاتبا بنفاذ صبر

"هل أنت متواجدة؟!"

سؤال سخيف في موقف اسخف انتظر بضعة لحظات قبل أن يرى كلمة " تطبع " المميزة ثم وصله الجواب الهادئ وكأن للكتابة صوت أهلا ابتسم خاطر أخذا نفسا عميقا من سيجارته قبل أن يرسل إليها كاتبا

"أين أنت؟"

للحظات لم ترد ثم كتبت أخيرا هنا ضحك خاطر بمزيج من التسلية والاستياء وهو يهمس لنفسه لا لن تلعبي هذه اللعبة معي فنحن من ابتدعناها .. فكتب لها أول ما طرأ على باله

"كيف الحال؟"

عبس ما أن أرسلها فعقد حاجبيه هامسا لنفسه بغيظ
*كيف الحال؟! لما لا أسألها عن الطقس و إن كانت ترتدي لباسا داخليا ثقيلا! كم هذا ممل.. لقد فقدت مهارة الكلام مع الإناث بفعل الصدأ"

انتظر وهو يعض على جانب شفته مستاءًا يراها تكتب من الجانب الآخر حتى وصله الرد بعد دهر من الزمن

"أكثر ما أكرهه في الواقع البدء بسلام مطول وأسئلة عن الصحة والحال فالأغلب لا يسمع الإجابة من سألها وهو يفكر فيما سيقول لاحقا كي ينال مصلحته الخاصة و كنت أظن أنه بإمكاننا اختصار تلك المقدمات الواهية في العالم الافتراضي"

رواية (ما حاك في القلب خاطر)  للكاتبة: تميمة نبيل~जहाँ कहानियाँ रहती हैं। अभी खोजें