الفصل الرابع عشر

93 8 5
                                    

لا يعد الثلاثين سنا متقدما نظريا لا يزال الشباب أمامها, لكن فعليا لديها ابنة تقاربها طولا وأخرى انتهت توا من تعلم المشي مطلقة ولم تكمل دراستها الجامعية، حتى مسكن الزوجية لا يمكنها التصرف به الثلاثين بالنسبة لها نهاية الحياة!

وقفت أمام المرآة تسرح شعرها ببطء متأملة شكلها بنظرات شاردة حزينة

متى كانت آخر مرة شعرت فيها بأنوثتها و جمالها؟!

الليلة شعرت وكأنها تريد عمل جرد للمتبقي من تلك الأنوثة, فارتدت قميصا طويلا ناعما لا يظهر الا ذراعيها, لكنه كان حدها الأكبر في الإغراء

على الرغم من أنها أم منذ اثنتي عشر عاما, الا أنها تفتقر فن الإغواء تماما و لطالما مثل هذا الجزء حجة مثالية تجعل زوجها يشكو دائما كما كان يشكو من كل شيء آخر كبير أم صغير

لكن تلك الشكوى تحديدا كانت تؤلمها و تطعن أنوثتها بشدة وهو لم يساعد مطلقا، كان كمن يأمر وينتظر النتيجة دون أن يمد يد العون أبدا

تنهدت مطرقة برأسها قبل أن تسمع طرقة على باب غرفتها فتنهدت يائسة مجددا و هي تنظر الى ساعة الحائط الساعة تجاوزت الحادية عشر وها هي يارا قد قامت من سريرها و لم تنم بعد

و كم هي بحاجة للانفراد بنفسها الآن لكنها نادت بجمود

"ادخلي يا يارا"

فتح باب غرفتها, الا أنها تسمرت مكانها ناظرة في المرآة ترى غريمتها تدخل الغرفة وتقابل عينيها في المرآة بإصرار مغلقة الباب خلفها

تكلمت سلوان مباشرة و دون أن ترفع صوتها و دون أن ترفع عينيها عن عيني درة عبر المرآة

"اخرجي من غرفتي"

الا أن درة لم تتحرك من مكانها بل وقفت مكتفة ذراعيها و هي تقول بحزم

"ينبغي علينا التحدث"

التفتت سلوان اليها وشعرها يرتمي على كتفها مع التفاتتها إعلانا للحرب وقالت دون أن ترفع صوتها كي لا توقظ ابنتيها

"تملكين جرأة معدومي الحياء"

أغمضت درة عينيها زافرة بنفاذ صبر محاولة التزام الهدوء ثم لم تلبث أن قالت بشدة على كل حرف

"اتركي ما فات و لنفكر في المستقبل لن تفيدنا الحرب بيننا"

عقدت سلوان حاجبيها وهي تهز رأسها بعدم تصديق ثم همست بجنون

"كيف لسارقة مثلك أن تكون بمثل هذه الوقاحة؟!"

شحب وجه درة مع كلمة سارقة للمرة الثانية في هذا اليوم المرير فلم تتكلم بينما قالت سلوان بنبرة أغلظ وأشد عنفا

"سرقت زوجي وبيتي، والآن تريدين مني نسيان ما فات و التفاهم بهذه البساطة؟!"

رفعت درة ذقنها قائلة ببرود

رواية (ما حاك في القلب خاطر)  للكاتبة: تميمة نبيل~حيث تعيش القصص. اكتشف الآن